صحافة ثقافية وأدبية الحداثة والعامية فى ملتقى الشربيني

صحافة ثقافية وأدبية | الحداثة والعامية فى ملتقى الشربيني

تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة – خاص

فى لقاء مُتجدد جمع نخبة من المبدعين : شعراء وأدباء وكتاب ونقاد وفنانين  فى أمسية ثقافية شاملة تحت عنوان “مبدعون من كل مكان ” ،  اقيمت فى إطار احتفالات ملتقى  الشربيني الثقافي خلال أكتوبر الحالي . شارك فيها عدد من المبدعين تنافسوا في إخراج أفضل ما لديهم من أفكار ورؤي وأشعار وتعبير بالغناء والموسيقي ،أمام رواد الملتقي وضيوفه .

 عن الصحافة الثقافية قال صالح :
– أزمة الصحافة الثقافية مزدوجة ،فهي تعاني أولا من انحسار لعدد الإصدارات الصحفية ،كما تعاني الآن انحسارا آخر في المساحة المتاحة لنشر الأعمال الأدبية والثقافية، سواء فى الإصدارات الخاصة، أو الحزبية أو المملوكة للدولة.
– الإصدارات الأدبية المنوعة ربما باتت  أقل تطورا ،ويلاحظ  خلوها  من القامات الثقافية مثل رجاء النقاش و حجازي و أباظة و الغيطاني وجويدة وغيرهم.

-وفى المقابل فأن المواقع الإلكترونية للصحف باتت نافذة سهلة ورخيصة ،وإن افتقرت الإصدارات المتخصصة التي تصدرها وزارة الثقافة إلى هذه الميزة رغم أهميتها.

– وواكب الانحسارَ الصحفي  ،انحسارٌ آخرُ في الصحافة التليفزيونية ، ولم نشهد إضافة حقيقية في البرامج التلفزيونية الثقافية رغم كثرة  القنوات الجديدة ،بل نري أن هناك  ابتذالا  فى المحتوى الأدبي  لقناة “النيل الثقافية”، فهو يسيء للكيان الثقافي في مصر، لأن معظم من يتم استضافتهم عبرها من أنصاف الموهوبين وأنصاف المثقفين وربما نلتمس العذر للقناة نظرا لعزوف كبار المثقفين عن الاستضافة فيها بسبب  سوء الخدمات المواكبة للاستضافة .
ولعل غياب كبار الإذاعيين مثل  شوشة،وبطيشة والشاعرونادية صالح ( فيما يكافح السيد حسن منفردًا في الإذاعة له تأثيره هو الآخر..ففي مقابل هذا الغياب سادت برامج الطبخ والأزياء والمسابقات وكرة القدم.
– كل هذا أثقل كاهل المثقف  والمبدع ، لانه أضطر للترويج  لنفسه بنفسه ، عبر ندوات محدودة الجمهور ،أو من خلال بحثه عن ناقد يتصدي لأعماله ،وهذا لايتم إلا عبر “الشللية”.
وختم حديثه موضحًا حاجتنا الماسة لإعادة النظر في كل ما سبق ،وإلا سيكون نجيب محفوظ هو أول وآخر الحاصلين على نوبل، رغم أن مصر مليئة بالمواهب والمبدعين.

من الصحافة الادبية  إلى شعرالحداثة  العامية 
–  وينقلنا الشاعر والناقد د.سامي ناصف بقدرة مدهشة نقلة اخري،  بطرحه قضية دور الصورة الشعرية في النص الحداثي
وفي دراسة رصينة له اخترنا منها لمحة قال :من المعلوم أن التصوير الفني عنصر أساسي وأصيل ،من عناصر القصيدة العربية.
قال أرسطو:إن أعظم شيء أن  تكون سيد الاستعارات ، فالإستعارة  علامة العبقرية
ومن المعلوم أن كثيرًا من الشعراء اعتمدوا في تركيبة الصورة من خلال الشعر الحر ،على عدة عناصر منها :الكناية ،التشبيه ،الاستعارة ،المجاز ،الرمز .
وقد كانت الصورة الشعرية في الشعر الحر مجالا لتأدية المعنى ،وليست عنصرًا من عناصر الزخرف أو التزيين فحسب.
وإن من يقرأ الشعر الحديث  ،يجد أن الصورة الفنية فيه ،إما جزئية معتمدة على المفهوم التقليدي للصورة الشعرية القديمة ،وإما صورة كلية ،يرسم الشاعر من خلالها صورة مركبة تتضافر فيها كل العناصر  الجزئية لترسم لنا  صورة كلية  ذات مشهد كامل الأركان.منوها بنظرية  “مالارميه”وهي أن :الشعر كلمات شاعرة .. أما الشاعر العباسي الفحل البحتري فيقول :
(والشعر لمح تكفي إشارته… وليس بالهذر طُوِّلت خطبة)

ونقلة أخري من الحداثة إلى العامية

وفي نقلة ثالثة  قال الدكتور محمد السيد إسماعيل في دراسة بعنوان قصيدة العامية المصرية قراءة في المشهد الراهن أن قصيده العاميه في مصر مرت  بمراحل عديده وتحولات متنوعه ،أرجع بداياتها  بعض الباحثين إلى  العصر المملوكي ثم العثماني من بعض الزجل الذي وفد كما يقول دكتور زغلول سلام الى مصر والشام صحبة الموشحات الاندلسية  والمغربية،  واشتد عوده على يد ابن قزمان ولكن المصريين تفننوا فيه وابدعوا. واذا لاحظنا ان العصرين المملوكي والعثماني اللذين امتدا لعقود هي الاكثر تاثيرا في حياه المصريين المعاصره على خلاف العصور السابقه .ونلاحظ أن  العديد من الملامح التي استمرت في شعر العامية هو السخرية التي وصلت إلى المفارقة الوجودية على يد صلاح جاهين ،فالزجل استمر داخل قصيدة العاميه وكما  استمر ملمح السخرية بصورة لافته لدي بعض شعراء العاميه،  ياتي في  مقدمتهم بيرم و نجم ثم تحولت  السخريه  الى صوره   عامه  بالمفارقة الوجوديه على يد صلاح جاهين و هي سمة ناتجة عن  ممارسة  فن الزجل الذي استخدم الثوريه والتعريض والهجاء اللاذع  والسخرية من الذات، وبعض من العادات  الاجتماعيه مثلما عبر عنها  النصيرالحامي فى هجاء حاكم ظالم واسمه محمد جماعه ورموز السلطه وتابعيها من الظالمين .
واستمر هذا حتى العصر الحديث،  فلا تزال تذكر  خشية أحمد شوقي من بيرم التونسي  على اللغه الفصحي،  وقول بيرم له ” يا أمير الشعراء غيرك / فى الزجل يبقي أميرك ”
ويعد بيرم التونسي كما هو معروف رائد شعر العاميه فى مصر وكان معاصرا لقصيدة إحياء الفصحي ولعل أقرب شعراء الفصحي اليه هو حافظ إبراهيم.
والأمر نفسه- تطور الشعر-   نلاحظه عند  صلاح جاهين الذي كان معاصرا لجيل الريادة في حركة شعر التفعيله و كان مع هذا التطور ، فكتب شعر التفعيلة  مثل  عبدالصبور و حجازى،  وأقرب مثال  هو ماجد يوسف الذي كان عضوا في جماعه إضاءة السبعينيه.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

مسافات | مقالة للكاتب سعيد السبكي تفوز فى مُسابقة اتحاد القيصر للآداب

كتبت | هبه الابياري في رحلة أنشطة ثقافية مُستمرة واصل اتحاد القيصر رسالته الأدبية فبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *