أبطال معركة العبور والضربة الجوية

نصر أكتوبر 73 | “مُفاجأة” الضربةالجوية”الأولى 5-10″!

 ‏ ‏ ‏  ‏ ‏ ‏ ‏  تعيش شبكة “تايم نيوز أوروبا بالعربي” أفراح المصريين والعرب في العالم بالذكرى الـ”48″، الغالية؛ على انتصار أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973؛ وبهذه المناسبة الخالدة، ولأنها ذكرى لـ “أقوى انتصار عربي” في تاريخنا الحديث؛ نفتح “ملف النصر” بأهم أسرار نجاحاته وتحدياته.

 ‏ ‏فى تمام الساعة الثانية بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر/تشرين الأول عبرت الطائرات المصرية خط جبهة قناة السويس؛ متجهة إلى عدة أهداف إسرائيلية محددة فى سيناء؛ وأحدث عبور قواتنا الجوية خط القناة، وبهذا الحشد الكبير، وهى تطير على ارتفاع “منخفض جداً”؛ أثره الكبير على المعنويات “بالإيجاب” على القوات “البرية” بالجبهة و”بالسلب”على قوات العدو!

“تايم نيوز أوروبا بالعربي”| القاهرة -عباس الصهبي: ‏

التهبت مشاعر قوات الجبهة بالحماس والثقة بينما دب الذعر والهلع فى نفوس أفراد العدو حين هاجمت طائراتنا ثلاث قواعد ومطارات ، وعشرة مواقع صواريخ مضادة للطائرات من طراز “هوك” ، وثلاثة مراكز قيادة ، وعدداً من محطات الرادار، ومرابض المدفعية بعيدة المدى!!

ضربة جوية حاسمة.. لماذا؟! ‏

 ‏ ‏كانت مُهاجمة جميع الأهداف المُعادية فى سيناء تتم فى وقت واحد، والشهادة هنا للمشير الراحل العظيم محمد عبد الغني الجمسي، رحمه الله؛ حيث أكد أن ذلك حدث حين أقلعت الطائرات من المطارات والقواعد الجوية المختلفة، لتطير، وعلى ارتفاعات “منخفضة جداً”، وفى خطوط طيران مختلفة؛ لتصل كلها إلى أهدافها الحيوية فى الوقت المحدد لها تماماً!

وأضاف المشير الجمسي، في مذكراته المعروفة بعنوانها: “حرب أكتوبر 1973″؛ وجاء فيها: – كانت قلوبنا فى مركز عمليات القوات المسلحة تتجه إلى القوات الجوية؛ ننتظر منها نتائج الضربة الجوية الأولى, وننتظر “عودة الطائرات” إلى قواعدها لتكون مستعدة للمهام التالية، كما كان دعاؤنا للطيارين بالتوفيق، وأن تكون خسائرهم أقل ما يمكن؛ لأن مثل هذه “الضربة الجوية” و “بهذا العدد الكبير من الطائرات” ضد أهداف هامة للعدو، وتحت حماية الدفاع الجوى المعادي؛ كان من المنتظر أن تترتب عليها خسائر كثيرة فى الطيارين والطائرات يصعب تعويضها!! وأكمل المشير الجمسي، عن “الضربة الجوية الأولى”، قائلاً بالحرف الواحد: لقد حققت قواتنا الجوية بقيادة اللواء طيار “محمد حسنى مبارك” نجاحاً كبيراً فى توجيه هذه الضربة ، وما حققته فيها من نتائج، وبأقل الخسائر التى وصلت فى الطائرات إلى “خمس” طائرات فقط ، وهى نسبة من الخسائر أقل جدا مما توقعه الكثيرون.

(كان من ضمن الخسائر طائرة “عاطف السادات” شقيق الرئيس السادات؛ فلم يتم إبلاغه بذلك إلا بعد فترة حفاظاً على معنوياته العالية).

“الحسبة” الروسية.. خاطئة!

 ويعود السبب، أصلاً؛ وراء الخوف والقلق من حدوث خسائر في الطائرات بطياريها إذا أقدمت مصر على “الضربة الجوية الأولى”؛ إلى ما كان قد أكده الخبراء الروس وزرعوه من “مخاوف” في وجدان القادة العسكريين المصريين، وهو ما عبر عنه الرئيس حسنى مبارك، مصمم الضربة الجوية الأولى، باعتباره كان قائد القوات الجوية في تلك الفترة؛ حيث قال: ـ كان الروس قد حسبوها لنا، وقالوا لن تكفى الضربة الأولى، وسنخسر 25 % من قواتنا الجوية فيها، أى حوالى “60” طائرة، وأنه فى “الضربة الثانية” سيكون الدفاع الجوى الإسرائيلى قد استيقظ، ومن ثم سنخسر 33 %، ومعنى هذا لن يتبقى لدينا طيران نهاجم به. ‏وأضاف “مبارك”، قائلاً: ‏- لكن ما حدث هو أن الضربة الأولى أدت المهمة، حتى أنه لم تكن هناك أي أهداف أخرى بعدها يتعين ضربها!!

‏ووفقاً لما ذكره المؤرخ العسكري المصري اللواء جمال حماد، في كتابه “المعارك الحربية على الجبهة المصرية؛ فإن الضربة الجوية الأولى قد نجحت فى تحقيق أهدافها بنسبة “90” %، ولم تزد الخسائر على “5” طائرات مصرية ، وكانت نتائج الضربة وفقاً لما ورد فى المراجع الموثوق بصدقها هى شلّ ثلاثة ممرات رئيسية فى مطاري “المليز” و”بير تمادا”، بالإضافة إلى “ثلاثة” ممرات فرعية، وإسكات حوالى “10” مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز “هوك”، وموقعى مدفعية ميدان ، وتدمير مركز “القيادة الرئيسي” فى “أم مرجم”، ومركز الإعاقة والشوشرة فى “أم خشيب”، وتدمير وإسكات عدد من مراكز الإرسال الرئيسية ومواقع الرادار! بطل..

“الضربة الجوية الأولى”!

 وتظل ذاكرة العبور العظيم مرتبطة بالسجل العسكري الحافل، والمشرِّف، لقائد “الضربة الجوية الأولى” الحاسمة في حرب العبور: اللواء محمد حسني مبارك، والذي رُقِّي بعد الحرب إلى رتبة فريق، وهو من مواليد الرابع من مايو/ آيار، عام 1928، بقرية “كفر المصيلحة”، في محافظة المنوفية، وقد صار هو الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية؛ منذ الرابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، عام 1981؛ خلفاً لقائد العبور الراحل الرئيس محمد أنور السادات، وقد ظل في الحكم ما يقرب من ثلاثين عاماً؛ حتى تنحيه تحت “ضغوط شعبية”، في الحادي عشر من فبراير/ شباط، عام 2011؛ وتسليمه السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع في ذلك الوقت.

وكان “مبارك” قد تخرج من الكلية الجوية عام 1950، ثم ترقى في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم أصبح قائداً للقوات الجوية في أبريل/ نيسان، عام 1972؛ حيث قاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وفي عام 1975 اختاره الرئيس السادات نائباً لرئيس الجمهورية، وعقب اغتيال السادات عام 1981 على يد جماعة سلفية إسلامية مصرية تقلد رئاسة الجمهورية بعد استفتاء شعبي، وجدد فترة ولايته عبر استفتاءات في الأعوام: 1987، 1993، و1999 وبالرغم من الانتقادات لشروط وآليات الترشح لانتخابات 2005، إلا أنها كانت تعد أول انتخابات تعددية مباشرة؛ وبعد تنحيه رحل عن عالمنا في العام الماضي، يوم الخامس والعشرين من العام 2020؛ وكانت لفتة طيبة من حرمه السيدة “سوزان مبارك”،مؤخراً؛ عندما حرصت على زيارة قبره مع ابنه الأصغر السيد “جمال مبارك” يوم السادس من أكتوبر/ تشرين الأول هذا العام؛ للترحم عليه؛ وتذكير الوعي الشعبي المصري والعربي؛ بإنجازاته القوية في حرب العبور؛باعتباره صاحب “الضربة الجوية الأولى

 

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الهجرة غير الشرعية | بدائل آمنة

وزيرة الهجرة تستعرض تقريرًا عن منجزات المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج السفيرة سها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *