تحذير لهواة جمع ڤيديوهات الحوادث.. ‏ ونشرها على “الفيس”!

تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة – عباس الصهبي:

‏نعرف كلنا الكثير عمن يُطلق عليهم: “جامعو الفراشات”، أو جامعو “التحف الثمينة”، أو حتى جامعو “طوابع البريد”؛ أما “جامعو المصائب والبلاوي”، أو الحوادث المأساوية؛ فلم نسمع عنهم إلا مؤخراً جداً!

متابعة الشباب لوسائل التواصل الإجتماعي
متابعة الشباب لوسائل التواصل الإجتماعي

المشكلة في جوهرها أخطر من مظهرها البريئ؛ فقد أصبح يوجد حاليًا على “الفيس”، ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة؛ مجموعة من هواة جمع “أشنع الحوادث” التي يمكنها أن تهز المجتمع المصري؛ ممن لا نعرف شيئاً عن حقيقة انتماءات أصحابها وتوجهاتهم، وميولهم الفردية؛ بل – وهو الأخطر – لا نعلم ما إذا كانوا “هواة”، أم “محترفين”، أم مجرد” هواة بمستوى محترفين”؛ وما هي حقيقة أهدافهم – غير النبيلة بالتأكيد‏ – من نشر هذه الجرائم؟ ومن يقوم بتمويلهم؟!

الموبايلات الذكية.. بدائرة الاتهام!

وقد وضعت الزيت على النار مجموعة التكنولوچيات الحديثة للأجيال الجديدة، مما بات يُطلق عليه “الموبايلات الذكية”؛ فقد جعلت لدى المواطن أو الإنسان العادي ولأول مرة في تاريخ البشرية؛ القدرة غير المسبوقة على تصوير ڤيديوهات، وبمنتهى الدقة والإحترافية الفائقة؛ وبشكل لم يكن له مثيل من قبل حتى السنوات القليلة الأخيرة!

‏ومع تعدد وسائل التواصل الإجتماعي الحالية، ومن خلال “النت”؛ زادت الأمور اشتعالاً، حيث أصبحت هذه “الڤيديوهات”، وأغلبها يبدو مجهول المصدر؛ سببًا لإزعاج السلطات الأمنية، لأن كل “ڤيديو” على حدة؛ يتسبب في إقلاق المجتمع وعدم استقراره؛ يستلزم من سلطات التحقيق المسئولة بالضرورة “فتح تحقيق” فيه، بعد بذل جهود بحثية مكثفة لمعرفة ” مصدر” الڤيديو، ومدى حقيقة وجدية ما جاء فيه، قبل التعامل الأمني مع الواقعة المصورة، لتبدأ وبمجرد انتهاء التعامل الأمني المدروس مع الواقعة؛ مرحلة جديدة أخرى، لا تقل إجهادًا؛ في ساحات القضاء، بعد أن تكون القضية تلقائيًا قد تحولت إلى قضية “رأي عام”، لأنها ستكون تلقائيًا قد شغلت نتيجة هذا النشر “غير المسئول” الملايين من الأوساط الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي!

لعبة في غاية الخطورة!

إحدى وسائل التواصل الإجتماعي
إحدى وسائل التواصل الإجتماعي

وفيما يرى بعض المراقبين أن”مصوري” و”ناشري” هذه الڤيديوهات، بل، وحتى “مجرد المعلِّقين عليها”، ولو ببعض “الكومنتات” البسيطة (لأنهم يسهمون في ترويجها وتوسيع دائرة انتشارها سواء بوعي منهم أو عن غير وعي)؛ فإن بعض الخبراء القانونيين المتخصصين يرون ضرورة “تجريم” هذه النوعية الخطرة من الجرائم الجديدة، وإن كانوا يرون أن في القانون الجنائي المصري، حاليًا، بعض ما يكفي من المواد القانونية القادرة في الواقع على معاقبة كل أطراف هذه “الجريمة”، والتي تؤدي إلى تهديد السلام الاجتماعي وإزعاج السلطات، والإساءة إلى سمعة مصر الدولية، فضلاً عن الجرائم المتفرعة عن كل ذلك في حالة تلقي “تمويلات خارجية” لإشاعة الفوضى وتهديد الأمن الوطني في الداخل والخارج.

ولما كانت ” تايم نيوز أوروبا بالعربي” قد سبق وفتحت ملفًا بعنوان: “كثرة الجرائم في مصر بين الحقيقة والمبالغات“؛ اتضح منه انخفاض معدل الجريمة في مصر، وبما يقرب من “17.5”% عن العام السابق، طبقًا لبيانات الداخلية المصرية؛ كما أثبتت من جانب آخر؛ ومن خلال “المؤشر الدولي لمعدل الجرائم في العالم”، والذي أعده خبراء دوليون في الجريمة تابعون للأمم المتحدة” أن معدل الجريمة في مصر أقل من مثيله في الولايات المتحده الأمريكية، الأقل هو الآخر عن معدل الجريمة في فرنسا.

فمن الضروري توجيه أنظار الجميع؛ لضرورة إيقاف هذه “اللعبة الخطرة”، ومهما كان حجم حسن النية وراءها؛ حتى لا يتعرضوا لعقوبات جنائية شديدة؛ بل ولا يضطروا لاختيار أي “جيم” (لعبة موبايل) تسليهم خلف القضبان؛ إن لم يكن في قضيتهم: “إعدام”!

تكريم الشاعر عباس الصهبي من الأميرة الجوهرة بنت فهد محمد آل سعود

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *