الجيش المصري
الجيش المصري

الجيش المصري في سيناء أشد خطرًا على إسرائيل من قنبلة إيران

الناصرة | القدس:

نشر موقع القدس العربي، بالأمس، تقرير مطول تعرض فيه لأسباب التوجس الإسرائيلي من التواجد العسكري للجيش المصري بسيناء.

وذكر التقرير إنه يتواصل الجدل داخل إسرائيل حول مكانة الأمن القومي فيها، وأوجه الخلل فيه وانعدام استراتيجية واضحة لديها خاصة تجاه الفلسطينيين، ويبدو أن فشل عدوان “حارس الأسوار” على غزة، كشف عن الاخفاقات البنيوية لجهاز الأمن القومي الإسرائيلي.

وبالأمس انضم يوسي بلوم هليفي، كاتب مؤرخ ومحلل منظومات لسلسلة طويلة من الخبراء الإسرائيليين يحذرون من “الحلقات الضعيفة في سلسلة الأمن القومي ومن الجمود المتواصل في الفكر والاخفاقات البنيوية التي تقود إسرائيل إلى خطر وجودي”.

الكنيست الإسرائيلي
الكنيست الإسرائيلي

ويقول هليفي في مقال نشرته “معاريف” الأحد، إن ما يجري في البلاد في الأشهر الأخيرة يذكر بالنورس بما ورد في كتاب عضو الكنيست العمالي الراحل لوبا الياف “بلاد الغزال”، الذي نشر قبل نحو سنة من حرب 1973.

وقتها قال الياف بلغة المجاز في كتابه إن طائر النورس كان ينظر من علو طيرانه إلى السفينة، يغرّد بغضب ويحذر مسافريها، بينما على دفة القيادة يقف قباطنتها سكارى بخمر مجدهم وواثقين بأنفسهم وبمكانتهم، ويقودون سفينتهم في البحر العاصف مباشرة نحو التحطم على الصخور”.

ويوضح هليفي أن الأمن القومي، بروح مذهب الباحث الإسرائيلي البارز الراحل يهوشع هركابي هو جملة كاملة من المواضيع التي لا تتلخص في جوانب الحرب والاستراتيجية العسكرية.

ونوه إلى أن “قوة ومتانة الدولة متعلقتان بالميزان الذي بين المقدرات المستثمرة في القوة العسكرية وبين باقي المقدرات في العموم الوطني، والتي تضمن قوة صمود مواطني الدولة في وقت الأزمة، بما فيها الدفاع عن الجبهة الداخلية؛ ضمان الحركة في داخل حدود الدولة وخارجها، بما في ذلك قدرة نقل القوات في خطوط داخلية وخارجية؛ ضمان التوريد الجاري للغذاء، الطاقة والمياه؛ الحركة الحرة في البر، في الجو وفي البحر من البلاد ومن خارجها. كما يشير لحيوية حماية صحة الشعب، المعنويات الوطنية والأمن الشخصي للمواطنين في أوقات الطوارئ؛ وبشكل خاص في إسرائيل – إحباط الإرهاب النابع من تهديدات داخلية، في الوقت الذي تستعد فيه القوة العسكرية وتتجند للحرب ضد التهديد الخارجي”.

منذ أوسلو

مشهد من توقيع اتفاق أوسلو
مشهد من توقيع اتفاق أوسلو

يرى الكاتب أن إسرائيل، في العقود الثلاثة التي انقضت منذ اتفاقات أوسلو، غيرت وجهها، انجازاتها الاقتصادية، العلمية والقومية، التي تثير الحسد والعجب في أوساط أمم العالم، تقف اليوم أمام أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة تعرض للخطر وجودها وقد دخل إلى هذه المعادلة العرب في إسرائيل كعدو داخلي لها.

ويقول إن حملة حارس الأسوار، واحدة من حملات كثيرة تندرج على لسان مفكرين إسرائيليين استراتيجيين في إطار “المعركة بين الحروب” منوها إلى أنها كشفت عن الاخفاقات البنيوية لجهاز الأمن القومي الإسرائيلي.

كما يقول إن الوضع الراهن خاصة الجمود المتواصل وانعدام القدرة على التحرر منه بإسرائيل إلى خطر وجودي كما جاء في فصل “سياسة الأمن القومي” لهركابي في كتابه “حرب واستراتيجية”.

جمود مفهوم الاحتواء

ويعتبر هليفي أنه منذ حرب الخليج الأولى، ليس لقوة إسرائيل العسكرية قدرة على ردع العدو من إطلاق الصواريخ نحو الجبهة الداخلية المدنية، وأصبح التهديد ملموسا بسبب جمود “مفهوم الاحتواء” لدى الجيش الإسرائيلي، منوها لشيوع مفاهيم “ليس هناك من ننتصر عليه” و”لا حل للارهاب” الذي يسيطر على السكان المدنيين.

ويرى محذرًا أيضا أن هزيمة العراق في 2003 واتفاقات السلام التي وقعت مع الأردن، مصر ومؤخرا مع دول الخليج، أدت إلى مفهوم خطير يقضي بأن تهديدات الحرب الشاملة ضد الجيوش النظامية انتهت من العالم.

ويضيف: “كنتيجة لذلك، في أثناء السنوات الثلاثين الأخيرة، فكك الجيش الإسرائيلي قسما كبيرا من القوات البرية ضمن جيش الاحتياط – القوة الأساس في قدرة الدولة على الدفاع عن وجودها بكل مقياس”.

وأكمل: “إذا نظرنا إلى وضع قوات الذراع البري سنكتشف أنه حيال القوة العسكرية الهائلة للجيش المصري في سيناء -والذي بني في ظل الخرق الواضح لاتفاقات السلام- تقف فرقة إسرائيلية لوائية واحدة فقط ستضطر عند الطوارئ إلى التصدي لبنية تحتية مصرية لوجستية واسعة النطاق من الوقود والوسائل القتالية التي تسمح بأن تلقي على النقب، في أقل من 12 ساعة موجة هجومي أولى تضم جيشا من ثلاث فرق مدرعة، وهذا لا يشمل الألوية المستقلة التي تنضم اليها في القتال.

ويزعم أن الصراع يقصر عن وصف ما يمكن أن يحصل في العودة إلى ما جرى في 1960 بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي استحكامات توافيق السورية في الجولان عندما فشلت الاستخبارات في تشخيص دخول فرقة مدرعة مصرية وقفت على خط الحدود في حدود سيناء يرافقها ألوية مشاة أخرى.

واستذكر أن الجيش الإسرائيلي الذي تفاجأ وقتها نشر القوات بصعوبة وبعث على عجل بمعظم القوة النظامية إلى الجنوب وبالتوازي جند الاحتياط بأوامر طوارئ.

القصور الأكبر

ويرى هليفي أن القصور الأكبر للجيش الإسرائيلي، بمسؤولية وزير الأمن الحالي ورئيس الأركان، كما يتبين من شهادة اللواء احتياط اسحق بريك هو أن الفرق البرية القليلة في الاحتياط التي تبقت بعد حل الهياكل العسكرية وإرسال آلاف المدرعات إلى الخردة لم تتدرب لسنوات طويلة وكفاءاتها العملياتية توجد عميقا تحت الخط الأحمر.

عناصر من الشرطة الإسرائيلية
عناصر من الشرطة الإسرائيلية

ويتابع: “شهدنا أمرًا صادما وقع في حملة حارس الأسوار عندما رفض وزير الأمن الاستجابة بداية لطلب وزير الأمن الداخلي والمفتش العام تعزيز الشرطة التي وقفت بلا وسيلة أمام آلاف العرب في إسرائيل الذين هاجموا جيرانهم اليهود في المدن المختلطة، كما يزعم الكاتب، في ظل تشويش حركة القوات العملياتية للجيش الإسرائيلي والشرطة في كل المحاور في البلاد ولا سيما على طرق الجنوب، وفقط بعد ذلك جند مقاتلو حرس الحدود الذين نقلوا إلى المدن المختلطة.

وهناك برأيه قصور معيب آخر انكشف عندما رفض سائقون عرب لشاحنات تنقل الدبابات والعتاد، والذين تستأجرهم وزارة الأمن من شركات مدنية، الخروج إلى عملهم “كي لا يمسوا بإخوانهم في غزة “.

ويقول: “إضافة إلى ذلك صدر أمر قيادي فزع لجنود الاحتياط الذين جندوا بإبقاء سلاحهم في القاعدة في أثناء الإجازة بل والخروج اليها بلباس مدني، بزعم الجنود “كي لا يستفزوا ويوقظوا الاضطرابات مع السكان العرب، وألغيت تدريبات التوجيه لوحدات النخبة في الجنوب لسبب مشابه وهذا دليل ضعف خطير”.

ويتساءل هليفي عن عدم إطلاق الرصاص على العرب كما كان في يوم الأرض لماذا لم يكن حتى ولا قائد قاعدة واحد من الجيش الإسرائيلي في أعمال الشغب الأخيرة، عمل بمبادرته ضد المشاغبين العرب، مثلما عمل اللواء يانوش بن غال في اضطرابات عرب الجليل عام 1976 عندما بعث بالقوة التي تحت قيادته للقضاء على التمرد العنيف في الشمال وأعاد النظام إلى سابق عهده؟

الانسحاب من أفغانستان

ويقول في سياق أوسع إن الانسحاب الأمريكي المعيب من أفغانستان، وقريبا من العراق، بثّ – استمرارًا لخضوعها السياسي في الاتفاق النووي الايراني – ريح إسناد شديدة القوة في تطلعات إيران للهيمنة الإقليمية، ومن شأن هذا ليس فقط أن يجرف السعودية ودول الخليج التي بدأت تغازلها بعد سقوط  ترامب، بل وأيضا تغري مصر بمواصلة التآكل والتراجع في اتفاق تجريد سيناء وخلق تهديد وجودي على إسرائيل.

ويخلص للقول “خير يفعل الكابينت الأمني إذا ما بحث في وضع يفرض فيه تحالف الاسلام الراديكالي، باسناد القوة العسكرية المصرية في سيناء على إسرائيل شروط استسلام الأمر الذي هو تهديد خطير على وجودها قبل النووي الإيراني بكثير.

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

أنقذوا رفح فلستم بعيدون عن مرمي النيران

كتب  | شعبان حسن الجرجير يسكن في رفح حاليًا أكثر من ثلثي سكان قطاع غزه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *