د.سمير صبري المحامي يتحدث لرئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي
د.سمير صبري المحامي يتحدث لرئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي

د.سمير صبري المحامي | ضمير وطن “1”

القاهرة | أجرى الحوار رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السُبكي:

الرئيس السيسي أفضل من حكم مصر..

أنا السبب في القضاء على محمد رمضان..وطلب يقعد معايا وقلت له “إنسى..

معركتي القضائية ضد محمد رمضان مُستمرة..

أعددت تخريجة قانونية جديدة في قضية الطيار يواجه بسببها محمد رمضان قريبًا تهمة “القتل العمد”..

أنا صاحب البلاغ رقم “واحد” ضد محمد مُرسي..

فجرت قضية”التخابر” مع قطر ضد مرسي، والإخوان ضربوا عليا نار وأشعلوا النار في سيارتي..

****

فى منطقة الحسين أعرق أحياء القاهرة الفاطمية التقيته فى قصر العدالة..ولا أقول مكتبه الشخصي الذي يحوي آلاف الملفات التي تضم وثائق ومُستندات قضايا.. ليس ذلك فحسب، بل، مئات الآلاف من الصُحف والمجلات المصرية والعربية..التى تُشكل أرشيف الرجُل الأسطورة فى عالم القضاء والعدالة..إنه الدكتور سمير صبري المحامي، خزانة أسرار لكثير من عالم السياسة والإقتصاد، ومفتاح تلك الخزانة هو ضميره الوطني ومسؤوليته الذاتية التى يفرضها هو بنفسه وعلى نفسه، دون غيره..يعرف جيدًا متى يتحدث وكيف ومتي ولمن يُطلق كلماته.

التقيت الرجل “الانسان” فى حديث جمع المودة والثقة المتبادلة..وعلى غير العادة ذهبت اليه وليس فى جعبتي أى سؤال وذلك على غير العادة فى عالم الصحافة..رغبة مني فى ترك مناخ ومسار الحديث يتجه حيث إرادة القدر.

وتركت العنان لما يدور فى ذهني وكلانا يتبادل أطراف الحديث عن كل شيئ..وكان لنا الحوار التالي:

ثروة أرشيف وثائق ومستندات د. سمير صبري المحامي

****

بداية..ما رأيكم في المفردات اللغوية المتدنية التي باتت دارجة اليوم في أحاديث شرائح المجتمع المختلفة بالشارع؟

للأسف لا يوجد حاليًا إلا هذه المادة المتدنية، وهو أمر يضطر الجميع لقبوله ولو على مضض، وإذا ألقيت نظرة على وسائل الإعلام ستجد بها انعكاس لما يحدث بالشارع، لهذا، فأنا لا أتابع سوى الأخبار، بعد أن سيطرت الأفلام و”الإستضافات” والأغاني والرقص على القنوات الفضائية، وهي أغاني “هابطة” وغير محترمة وذات مستوي فني متدني لغاية.

والأخطر من ذلك في نظري هو انهيار المستوي العلمي في كثير من فئات الشباب؛ وأذكر في فترة الدراسة أنه كان يُنظر للطالب الملتحق بمدرسة خاصة على أنه طالب “فاشل”، أما الآن فيتم الإلتحاق بالمدارس الخاصة من باب الوجاهة الإجتماعية، وهذا هو أحد الأسباب وراء انتكاسة المستوى المعرفي.

أضف إلى ذلك اكتفاء أبناء الجيل الحالي بما يجدونه من محتوىً على “الآيباد” والموبايل، وهو محتوى قائم بالأساس على “القص واللصق”؛ ونتج عن ذلك للأسف إحدى حالات “التجمد” العقلي.

 في مقابل ذلك تجمدت الزوجة أيضًا عن أداء دورها، وأنا هنا لا أقصد دورها كأم، بل، دورها كزوجة، لأن الأمومة شيئ راسخ، وذلك بسبب ثقافة “موتوسيكلات الديليفري” التي تعتاد البيوت حاليًا على استقبالها بشكل يومي، وهذه للأسف سمات الجيل الحالي.  

ما هو سر عداؤك لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك؟

أنا كنت محامي الزعيم البطل أنور السادات، وإلى الآن لا أزال محامي أسرته، وحضرت واقعة استشهادة بالمنصة خلال العرض العسكري سنة 1981، وبعد موت السادات كنت من ألد أعداء حسني مبارك، لقناعتي بأنه لص وفاسد؛ فأنا فجرت قضية عبارة السلام 98 التي راح ضحيتها 1033 غريق، وحينها سافرت على الفور إلى سفاجا وقمت بتصوير جثث الغارقين، كما تمكنت من تصوير ملف العبارة بالكامل،

أخيرًا تنحى مبارك

واكتشفت بالاطلاع على الملف عقد مبرم بين ممدوح عبدالسلام وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق في عهد مبارك، وكان شريكه في العقد بنسبة 20%، وصدمت بعد أن اكتشفت أن العبارة من نوع العبارات المخصصة لنقل المواشي، وهي في الأساس كانت دور واحد كي تناسب أغراض نقل المواشي، وتمت تعليتها بواقع دورين بالمخالفة للمواصفات الفنية وبدون أي ترخيص لذلك، بعدها ظهرتُ على شاشة قناة العربية الإخبارية وأبرزت هذا العقد خلال ظهوري بها، وكان يوم أسود عليّ، إذ قيل عني أن الغرض من إبرازي العقد هو التشكيك في نزاهة زكريا عزمي وأخلاقياته، وحرفيًا “اتبهدلت” بعد أن أطلقت عليه لقب “فاسد”.

لوحة الخشخاش الشهيرة

بعدها دخلت في حرب ضد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني بعد القبض على الفنان محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، لاتهامه في سرقة لوحة “زهرة الخشخاش” وذلك لإيماني بأنه مظلوم، بعدها تعقدت الأمور بعد أن دعوته بـ”راعي الشواذ”، ثم قيل لمحسن شعلان أنه بالإمكان إلغاء حكم السجن الصادر ضده شريطة إلغاء توكيله لي، وقال لهم “لو على عمري مش هلغيه”.

إزالة اسم مبارك وسوزان

وبعد رحيل نظام مبارك بيوم واحد، رفعت قضية من أجل رفع اسمه واسم زوجته من على المنشآت والمباني الرسمية، وحصلت على حكم لصالحي في اليوم التالي، وتم تنفيذ الحكم بمسودة الدعوى، واستخرجت صورة تنفيذية من المسودة وشرعت في تنفيذ الحكم، وكان مكان التنفيذ الأول مجلس النواب، حيث تمت إزالة صورته من المجلس.

لماذا اتهمت الرئيس الأسبق مبارك بقتل الرئيس السادات في بلاغك ضده؟

لقد تقدمت ببلاغ ضد حسني مبارك اتهمته فيه بضلوعه في قتل انور السادات، وحصلت على تقرير الطب الشرعي الذي أثبت أن السادات توفي إثر طلقة تلقاها في فخذه الأيمن، وهو الفخذ الملاصق لنائبه حسني مبارك الذي كان يجلس إلى جواره بالمنصة، والدليل أن حسني مبارك يوم استشهاد السادات ظهر ويديه اليُسرى تلفها جبيرة طبية، وفي اليوم التالي ظهر ويده اليمنى تلفها جبيرة طبية عوضًا عن اليُسرى؛ لذلك، فالكذاب دائمًا ما يقع في خطأ النسيان.

كيف ساهمت من خلال مهنتك في محاربة تنظيم الإخوان الإرهابي؟

أنا من قدم البلاغ رقم “واحد” ضد محمد مرسي في نفس اليوم الذي أُعلن عن ترشحه لرئاسة الجمهورية من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، وتواصلت بعدها معي وزارة الداخلية للتناقش حول تعيين حراسة بغرض حمايتي من عناصر الإخوان، ورفضت هذا العرض، رغم

ارهاب الاخوان فى الشارع المصري

إدراج اسمي في قائمة اغتيالات التنظيم  رقم 19، وورود اسمي في قائمة اغتيالات السلفيين رقم 6، ولدي البيان الرسمي الذي يحوي هذه المعلومات، وعمليًا قاموا بحرق سيارتي وسيارة ابنتي، وفي أحد الأيام كنت أقوم بتسجيل لقاء مع الإعلامي وائل الإبراشي بمدينة الإنتاج الإعلامي، وقام ملثمون بإطلاق الأعيرة النارية صوبي خلال طريق عودتي للمنزل

حماس “منظمة إرهابية”..

وأنا المحامي الوحيد في العالم الذي حصل على حكم قضائي يقضي بتصنيف حركة حماس كـ”منظمة إرهابية”، لذلك تم إدراجي بقائمة اغتيالات الحركة رقم 2.

ولا أخفيك سرًا، أنا أكثر من يكن العداء لجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بسبب أنني تعاملت معهم فى فترات زمنية دون أن أعلم حقيقتهم، فأنا كنت محامي صفوت حجازي، واكتشفت أنه شخص كاذب وأفاق، ومنذ البداية لم أكن أحبه حتى قبل الكشف عن هويته الإخوانية، إضافة لحسن مالك الذي كان أيضًا موكلي، إلى أن جاء الإخوان في الحكم وانكشفت الأقنعة عن الجميع.

هل لعبت السماحة الدينية دور في تكوين شخصيتك؟

رغم حفاظي على الثوابت الدينية الإسلامية دون تطرف، باتت لدي قناعة بأنه لا يوجد فروق بين الأديان، فأنا من أقرب الأصدقاء لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وكذلك للبابا تواضروس الثاني، ومن يدخل مكتبي يصاب بالحيرة والشكوك حول ديانتي، وذلك بسبب صوري مع شيخ الأزهر وكذلك مع البابا تواضروس، لذلك فأول ما يفعلونه بمجرد الخروج من مكتبي هو سؤال السكرتيرة عن ديني.

لذلك أنا لا أعترف بالتفرقة على أساس الدين، والحكم على الإنسان لابد أن يكون قائمًا على أساس تصرفاته لا على أساس دينه، فالأديان جميعها بُنيت على السلم والأمان والطمأنينة، لذلك لا تستغرب إذا وجدت ما يحث عليه الإسلام هو نفسه ما تحث عليه المسيحية واليهودية في النهاية الأديان تلتقي جميعها في نقطة واحدة وهي السماحة واحترام الذات واحترام القيم والثوابت.

لماذا اخترت حي الأزهر الشعبي كمقر لمكتبك، رغم مقدرتك على افتتاح مكتب بأرقى الأحياء السكنية؟

أنا ابن الجمالية، ومكتبي مفتوح هنا منذ 46 سنة، ولقد سافرت العالم كله تقريبًا، وأستطيع أن أخبرك أنه لو عُرض عليّ برج “ايفل” ليكون مقر لمكتبي مع تعليق يافطة عليه باسمي سأرفض؛ أنا لو طلعت من الأزهر أموت، وحبي لمنطقة الأزهر متجذر بداخلي مع حبي لأهلها، لذا، فإن أكثر ما يسعدني هو السعي لحل مشاكلهم، بلا أي أطماع.

ما هو سر جرأتك في تقديم هذا الكم من البلاغات؟

أنا بيني وبين نفسي عندي عقيدة راسخة، وهي التعبير عن كل الأمور التي لا تعجبني، ومدح الأمور التي تعجبني، لكن دون نفاق، مع قناعة ذاتية أنني لا أريد شيئ من وراء هذا المدح، ومن هذه القناعة أستمد “الجرأة” في إبداء الرأي، لذا، فأنا لا ألتفت مطلقًا لأي انتقاد بسبب اتخاذ إجراء ضد أي مظهر من مظاهر الفساد.

ما هو الوازع الذي يحركك لتقديم البلاغات ضد الفاسدين؟

أنا أقوم بهذا الدور إرضاء لذاتي في المقام الأول، وهذا نابع من حبي للبلد، وهذا ليس على سبيل التجارة والإستهلاك، كما أنه منزه عن أي رغبة أو مطمع في أي منصب، ففي نظري المنصب عبارة عن قفص لعصفور، وأنا أفضل أن تعطني حريتي وتطلق يدي، لذا، فالوازع هو نفسي وذاتي.

برأيك..ما هي إفرازات تصديك للفاسدين؟

من أهم إفرازات محاولاتي لمكافحة الفساد تصنيف حركة حماس كـ”منظمة إرهابية”، وأنا أول محامي في العالم يتحصل على حكم قضائي بتصنيف تنظيم الإخوان كـ”جماعة إرهابية”، وحصلت على هذا الحكم بعد رحيلهم عن الحكم بـ3 أيام، وعليه تُبنى كل إجراءات الدولة التي تُتخذ ضدهم إلى اليوم، مثل إجراءات التحفظ على الأموال وإدراج منتسبي التنظيم على قوائم الإرهاب، كما أنني من قمت بمقاضاة مرسي بتهمة التخابر مع قطر، وأيضًا تحصلت على حكم قضائي ضد المنتج محمد السُبكي، وقضى بموجبه 6 أشهر في السجن؛ ومن خلال مكتبي أتبنى قضية إلغاء الطلاق الشفوي، وهي القضية التي تناولتها قصة مسلسل “لعبة نيوتن”، وهو ما أثار صدام بيني وبين الأزهر الشريف، وتحدث عنها الرئيس السيسي شخصيًا خلال إحدى المناسبات

حياة البسطاء تشغلني..

ومن خلال مكتبي رفعت قضية من أجل تدشين مشروع للرعاية الإجتماعية والصحية، من أجل تقديم الخدمات الطبية المتكاملة للمحتاجين، ورعاية الأيتام والأطفال مجهولي النسب، وهو تطبيق عملي لحقوق الإنسان.

كما قمت بمقاضاة عدد من أصحاب الحسابات على موقع “تيك توك” بسبب تقديم محتوى هابط يقترب لـ”الإباحية” ساهم في انهيار الأخلاق وتجريفها.

محمد رمضان..

والحقيقية أنني السبب الرئيسي في القضاء على الممثل محمد رمضان في الوقت الحالي، إذ أقوم بشن حرب قضائية ضده قام على إثرها بالإتصال بي طالبًا الجلوس معي، وقلت له بالحرف “إنسى”، وأكدت له أنني لن أتنازل عن أي بلاغ ضده، وللعلم قمت بعمل تخريجة قانونية جديدة في قضية الطيار أشرف أبو اليسر، يكون معها مسئول عن قتل الطيار عن سبق الإصرار والترصد بسبب الحرب النفسية التي شنها ضده، ولا تزال القضية متداولة في أروقة القضاء.

هل من الممكن التصدي لطرق الإحتيال التي يمارسها بعض المصريين بالخارج، عبر انتحال مناصب وألقاب على غرار “سفير النوايا الحسنة” و”سفير السلام” أو “دكتور”، بخلاف الواقع؟

يمكن في الحقيقة التصدي لكل هذه الأمور، ولكن، ما زلنا حتي الآن لم نتحرر قانونًا، فنحن لدينا قضاء شامخ ومستقل، ولكننا نواجه إشكال يتمثل في انتظار ردود الفعل من الخارج على القرارات التي نتخذها في الداخل، على عكس ما يحدث في الخارج الذي لا ينتظر منا أي ردود أفعال على قراراتهم، وحتي لا يسمح لنا بمناقشته.

فعلى سبيل المثال، إذا أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية حكمًا قضائيًا ضد أحد الأشخاص، لا يملك أحد التعقيب على الحكم أو التضرر منه، على النقيض عند تحويل شخصية معينة للمحاكمة هنا، عندها يبدأون في إطلاق التهم ضدنا بزعم عدم تطبيق الديمقراطية.

فحتى اللحظة لم يتم تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة ضد قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي باستثناء حكم واحد، والحقيقة أننا لا نستطيع أن نقوم بتنفيذ باقي الأحكام.

وللأسف بسبب هذا الإعتبار تصعب عملية التصدي لهؤلاء، نظرًا لكون أغلبهم محسوب على عدد من جمعيات وتنظيمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني المدعومة من الخارج.

وأنا شخصيًا رفعت قضايا ضد عدد ممن أساءوا لمصر في الخارج، ومنهم شقيق الكابتن أحمد شوبير، ورفعت دعاوى من أجل إسقاط الجنسية المصرية عن الإخوان الهاربين بالخارج، ومنهم يوسف القرضاوي.

كيف تُقيم حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

أنا أقارن الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرؤساء الذين عاصرتهم، وأستطيع أن أقول أنه أفضل من حكم مصر، بلا أي تملق، فهو أمين وصادق جدًا وفي نظري هو أفضل من يعمل لصالح مصر، وأنا أدعو له بأن يكون الله في عونه، لأننا شعب تعداده كبير جدًا.

للحديث بقية…

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

ظاهرة المُجتمعات الذكورية  لا تقتصر على مصر

 القاهرة | خاص ظاهرة المجتمعات الذكورية  لا تقتصر على مصر، بل هي موجودة في كثير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *