هل ستوجه مصر ضربة عسكرية لأثيوبيا

إضرب يا «سيسي | قالها المصريون

تايم نيوز أوروبا بالعربي |عباس الصهبي  

في بادرة، تعتبر الأولى من نوعها؛ فيما يتعلق بتطورات انسداد الأفق السياسي لمفاوضات «سد النهضة» الأثيوبي؛ أعلنها المصريون عالية، مدويَّة، وصريحة؛ للرئيس عبد الفتاح السيسي: ‏- إضرب يا ريس.. إضرب يا «سيسي»!

‏تفويض..غاية في الخطورة!

‏‏كان زئير جمهور الحاضرين في استاد القاهرة الدولي الضخم، ليلة الخميس الماضي (أول أمس)؛ واضحاً، وصريحاً، وقوياً جداً، وتلقائياً؛ في احتفالية المؤتمر الأول لافتتاح فعاليات مشروع «حياة كريمة»، لتنمية قرى الريف المصري، وهو أول مشروع حضاري مصري ضخم يتجاوز كل ما تمّ في العهد الناصري من إنجازات لتنمية الريف في مصر؛ وإلى حدأن كثيرين يقارنونها بإنجازات عهد والي مصر محمد علي باشا الذي اهتم بشق الترع والمصارف الزراعية الكبرى، وتشييد القناطر؛ مما عاد بفوائد كبرى على أهل الريف في مصر. ‏وبدا جلياً، بل وظاهراً جداً، وبلحظة واحدة؛ ولكل عيون وآذان المراقبين الدوليين؛ أنه تفويض جديد، ومباشر، و«قوي»؛ من الشعب المصري، وبكل فئاته الاجتماعية المختلفة؛ لرئيس مصر بضرورة ضرب السد الأثيوبي، وتدميره؛ لأن السياسيين الذين شيّدوه، بدا من الواضح أنهم «لم» و«لن» يعبأوا بتهديد حياة المصريين بالعطش والجفاف! ‏وتنبع أهمية، و«جدية»؛ بل وخطورة هذا التفويض «الجديد» لرئيس الدولة المصرية؛ من أن الحاضرين في الاستاد الضخم كانوا يمثلون كل فئات الشعب المصري؛ ابتداء من كبار المفكرين والصحفيين والإعلاميين والمراسلين الإجانب ورؤساء الأحزاب، بالإضافة بالطبع للوزراء والرسميين بالدولة، فضلاً عن حشود متنوعة وكثيرة من ممثلي أهم طوائف الشعب ممن تمت دعوتهم أصلاً لحضور احتفالية افتتاح المؤتمر الشعبي، ممن تمت دعوتهم لحضور افتتاح مؤتمر مشروع «حياة كريمة»، ولم يكن من المتوقع إطلاقاً أن يصدر عنهم أي شيء خارج نطاق هذا المؤتمر. ‏

 زئير.. من الخلف للأمام!

‏ ‏لم تكن الهتافات «منظمة»؛ حين انطلق الزئير الجماهيري المدوِّي: «إضرب يا ريس».. «إضرب يا سيسي»؛ وبدليل أنها لم تبدأ من منظمي المؤتمر الحاشد، أو من كبار الشخصيات، والذين كانوا جميعاً جالسين في الاحتفالية في الموقع المباشر للاحتفالية حول الرئيس بأرض الاستاد؛ وإنما ارتفع الزئير الجماهيري من المدرجات الخلفية للاستاد لينتشر في لمح البصر بكل الأرجاء، بل وتجاوب معه كبار الشخصيات البارزة والوزراء الحاضرين. ‏وكانت الهتافات هذه قد بدأت خلال كلمة الرئيس السيسي، حيث كان من الواضح أنه ترك في البداية لرئيس الوزراء أن يتحدث، وبالإفاضة المطلوبة عن تفاصيل المؤتمر ومشروع الدولة «حياة كريمة».

أما هو – الرئيس – الذي عوَّد مواطنيه على عدم الالتزام بالخطب المكتوبة، والارتجال المباشر بالعفوية المطلوبة، والتي أثبتت فعاليتها أكثر من مرة في جذب القلوب من حوله؛ فبعد أن تكلم وبنوع من الاختصار عن خطة الدولة في هذا المشروع القومي المهم والحيوي جداً، والذي يشمل في الواقع كل محافظات الجمهورية؛ فإنه دخل مباشرة في موضوع «سد النهضة»، وما أن أحست الجماهير المصرية بأن رئيسها قد بدأ في الارتجال المنضبط والمحسوب عن «سد النهضة» حتى كانت الاستجابة الجماهيرية لكلامه فورية بهذا الهتاف المدوي الرنان!

‏قلقون.. ما عدا الرئيس!

‏ ‏بدا واضحاً أن المصريين كانوا في أشد حالات القلق من النتائج غير المُرضية لمفاوضات السد الأثيوبي، وأن صبر الجماهير الغاضبة كان قد نفد قبل صبر الحكومة التي طال صبرها في المفاوضات السياسية لتثبت للعالم أجمع عدالة قضيتها، وتكشف تهرَّب أثيوبيا من بنود القانون الدولي للأنهار، وتعنتها وصلف عنادها الشديد وإلى حد الغباء والعمى السياسي التام؛ تمهيداً لاتخاذ الدولة المصرية، وبعد كل ذلك؛ قرارها الحاسم والمناسب في أقرب وقت مناسب باعتبار السد على قمة الأولويات المصرية الآن.

‏وقد شهد المراقبون للرئيس السيسي بحنكته السياسية، وذكائه المنضبط انفعالياً، ولباقته الوطنية في الرد والإقناع الجماهيري، بالرغم من أنه قد فوجيء، ربما أكثر من أي شخص آخر ممن امتلأ بهم الاستاد الضخم؛ بأصوات الجماهير الهادرة، والذين كان هدوؤهم واستجابتهم لكلماته بعد ذلك، وبشهادة عالمية جديدة من بعض المراقبين الدوليين؛ أنه كرئيس لم يفقد شعبيته، فقد جدًَد النداء الجماهيري الأخير له في الذاكرة والوعي الشعبي المصري العام أول نداء تلقاه هذا الرئيس، ومنذ «8» سنوات من جماهير ثورة «30» يونيو/ حزيران 2013: «إنزل يا سيسي.. إنزل» فكانت، في الحال؛ «ضربة الجيش الحاسمة» لتصحيح الأوضاع بقيادته؛ فيا ترى: ماذا سيحدث بعد هذا التكليف الشعبي الجديد؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *