الليدي چيهان |سيدة مصر الأولى وذكريات أنيقة

تايم نيوز اوروبا بالعربي|ليندا سليم

ماتت سيدة مصر 
ماتت سيدة مصر الأولى ،كانت تهاتفني من لندن بمكتبي في شركة “بيرنز ايجبت” في شارع عدلي بالقاهرة ،تحديدا فوق المعبد اليهودي ، حيث عملت مع ابن عصمت السادات ( جلال) كأصغر مديرة علاقات عامة لم اكن حينها أتممت السادسة عشر من عمري ( تخيلوا) ولا معي بطاقة تثبت شخصيتي ،سوى كارنية النادي ، ولكني وبمجرد انتهيت من اخر يوم امتحان بالمرحلة الثانوية لم اترك اعلان وظيفة لائق في الجريدة الا وتواصلت معه ..

الكرداني والسادات

وبالفعل ذهبت وعملت لقاء في شركة اسمها الرباعية بمصر الجديدة كانت شركة كبيرة لرجل أعمال يدعى وجدي الكرداني قابلتني ميرفت موظفة الاستقبال وكانت تشبهه ميادة الحناوي وكنت رتدي چينز وتي شيرت وشكلي يا دوبك( صبي حلاق) ولكن ثقتي في نفسي والتي هي بالأصل ثقة في الله كانت بالغة عنان السماء و لم أدق الا الأبواب الكبيرة ولم ارى نفسي الا بها …المهم نظرت لي ميرڤت وعيونها تقولي روحي العبي بعيد يا شاطرة بس صمدت وقلتلها كلمتك وقولتي احضر وعاوزة اشتغل قالت اتركي تليفونك وهنكلمك قولتلها معنديش تليفون وتركتها ومشيت و( بشوح بايدي كده) ونزلت وانا بسبسب في اللي خلفوها وهي شبهه النجفة المنورة كده ( قمرة) وانا ع باب البناية اللي فيها الشركة في ( انتركوم ) وصوت ينادي يا انسه يا انسه وانا ولا في بالي اخر حاجة كنت بسمعها يا طالبه ادخلي فصلك .. المهم شاب سيكيورتي نازل يجري ويقولي يا انسه مدموزيل ميرفت بتندهلك بالانتركوم عاوزاكي ضروري قلتله ليه؟ قالي وكأنه بيوشوني وجدي بك عاوز يتكلم معاكي وانا ..وجدي بيكك من؟ قالي صاحب الشركات دي كلها قلتله ليه ؟ قالي تعالي بس … المهم طلعت تاني وكلي تناكه والتيشيرت طالع من بوق كلب حرفيا من شدي فيه وانا نازله مغلولة منها ، المهم قالتلي اتفضلي وجدي بك بانتظارك .. دخلت وشفت الرجل الأول تقريبا مش التاني وقالي مالك حامية كده ليه قلتله خير حضرتك ،،قالي انتي في سنة كم قلتله اخر يوم كان أول امس في امتحان اخر مادة لي بالمدرسة الثانوية،قام ضحك وقالي تتوقعي ممكن تشتغلي ايه ولسا مش معاكي حتى شهادة الثانوي قلتله متوقعش حاجة حضرتك اللي عاوزني خير .. قال هتبدأي من بكره في علاقات العملاء والتشهيلات بس متقوليش لحد موضوع عمرك والشهادة ، قلتله تسهيلات ايه ؟ قال تشهيلات تسهيلات مش هتفرق المهم هشوف اسلوبك مع العملاء وانا شايف فيك واحدة تانية مستخبية وراء الولد المتنكر دا … قلتله طيب المطلوب ..قالي بكره الصبح تيجي وتشتغلي مبدايا مكتبك هيكون مع إدوارد موظف ال it ) تقريبا كان حطه ندورجي عليا ) لأن بعد كم يوم طلب وجدي بك يقابلني تاني ودخلت عنده وانا عاوزاه ينجز عشان مشغولة وقالي في عملاء اجتماع غدا وعاوزك معانا اسمعي كويس جدا واتعلمي قلتله تمام ويوم الاجتماع تقريبا محدش اتكلم غيري والدنيا كانت لطيفة بس لان الشغيلة اللي زي حلاتي بيتعاملوا مع ربنا بضمير ما بيستمروا ..

حمارة شغل

استدعاني الكرداني وقالي انتي حرفيا ( حمارة شغل ) وبعدها دي مش شتيمة دي شهادة مدح وتقدير وبكره هتعرفي دا بس هنا هياكلوكي محدش طايقك وعرض علي العمل في تيفولي هليوبوليس كوضع مؤقت مع وعد رجوعي هيكون على مسمى وظيفي مديرة علاقات عامة المهم شبط في الاسم وذهبت بالفعل تيفولي ولكن كان في راسي عدم الاستمرار ..واسبابي مش لازم اقولها ..
المهم قابلت حفيد السادات( ايمن السادات ) وعليها رشحني لعمه جلال السادات وعملت معهم فترة وكنت إبنة مدللة لقبوني بالمفتاح السري ولم تفتح الخزينة الا بوجودي ولم يؤتمن أحد بقدري ..

جيهان السادات

علاقتي باسم جيهان السادات هو أن اختي سماها والدي جيهان على اسمها ووقت استقبلت منها اول اتصال لأن ملف أملاكهم كان معي ومتابعة بعض الأمور نشأت علاقة طيبة وكانت توصي دائما جلال السادات ألا يسمح لي ابدا بأن أتركهم وهذا لأنها سيدة زكية عرفت أن برغم شطارتي في العمل إلا أني لن استمر ولن اتحمل التابعية ، ولكنها حرصت أن تحدثني يوميا وأوقات تقول لي كلميني انتي مرة امامك الخطوط الدولية يا بخيلة وكنا نضحك واتفقنا أنه في اقرب وقت ان لم تنزل مصر ستدعوني لاذهب لها بعد أن أكبر شوي وبعد علمها بمغادرتي الشركة سمعت انها قالت كنت اعلم والبنت خسارة فعلا سيكون لها شأن عظيم ولكن يا رب تجد في مصر من لا يجعلها تهرب وتتغرب وكأنها رأت ما جرى معي خلال السنوات الكثيرة التي لم نتحدث فيها وكم الخزلان وتضييع الوقت وسحت الفرص من بين يداي حتى هربت بالفعل خلال كل هذة السنون أحداث كثيرة ليست موضعها الأن أن تروى ..

الليدي جيهان 

يتفق مع الجميع   أن سيدة مصر الأولى جيهان السادات كانت  ليدي من طراز انيق وكانت بالفعل رمز من رموز الأناقة ولطالما كنت أرى أنها وديانا لا يفرقهما سوا الإسم من المحبة للشياكة اللافتة..

موت جيهان

استيقظت على خبر وفاتها وحتى اللحظة وانا الوم نفسي لماذا لم أحاول التواصل معها كل هذة المدة وانا اعلم جيدا كم كان سيسعدها ذلك وهو أمرا اكرره اسفة مع أناس كثيرة ولكنه والله خجلا ليس إلا …
إنا لله و انا اليه راجعون رحمة الله علي جيهان الإنسان اللبقة سيدة جمهورية مصر العربية الأولى التي قرأتني من خلال مهاتفتي وقدرت ما لدي وكانت كالأم أو الخالة أو العمة الصديقة ولا نقول إلا أنها ذهبت الى الرحمن ونستودعها في رحمته ..

عن admin1

شاهد أيضاً

إمتياز مع مرتبة الشرف الأول في رسالة دكتوراة للباحثة المصرية | شيرين طلعت

تنفرد تايم نيوز اوروبا بعرض برومو أحدث رسالة دكتوراة في كلية اداب قسم إعلام جامعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *