تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
تايم نيوز أوروبا بالعربي – القاهرة | أحمد يدك:
حل الإعلامي والكاتب الصحفي سعيد السُبكي ضيفًا على مؤسسة “سوا عالهوا” بأمستردام بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بإنديانا، في ندوة تثقيفية ألقى بها محاضرة تحت عنوان “الإعلام الهولندي أصل وصورة”، تناول فيها منظومة الإعلام الهولندي بالشرح والتحليل.
واستهل المحاضرة الدكتور أحمد سعيد الذي أدار الندوة باستعراض التاريخ المهني للأستاذ سعيد السٌبكي، الذي بدأ من جريدة النهار اللبنانية في العاصمة بيروت، مرورًا بكثير من وسائل الإعلام العربية والأجنبية الناطقة باللغة العربية، من بينها صحيفة الوفد المصرية بالقسم السياسي الدولي، حيث كان أحد الإعلاميين العرب والأجانب الذين تابعوا قضية “لوكيربي” فى مُعسكر “زايست” بهولندا، تلك المُحاكمة الدولية الشهيرة، حيث كتب وقرأ تقارير مهمة مُتميزة للقسم العربي في إذاعة الـ “بي بي سي” البريطانية.
كما عمل لعدة سنوات مُديرًا لمكتب جريدة البيان الإمارتية بغرب أوروبا، وشارك الى جانب زملاء له فى تأسيس أحد أهم الملفات الإعلامية وهو ملف “الأربعاء السياسي” بذات الجريدة، ثم كاتب مقالة ثابتة فى صحيفة الوطن السعودية.
أيضًا تولى الأستاذ سعيد السُبكي رئاسة تحرير القسم العربي في “إذاعة هولندا العالمية” بمكتب القاهرة فى جمهورية مصر العربية لعدة سنوات، قام خلالها إلى جانب عمله اليومي بتدريب نخبة من شباب الصحفيين على أحدث وسائل ومناهج الإعلام الإليكتروني وفق أساليب الصحافة الهولندية والأوروبية.
التعرف على الإعلام الهولندي يبدأ بالتعرف على الإنسان الهولندي..
وقال الأستاذ سعيد السُبكي في بداية محاضرته عن الإعلام الهولندي، إنه يجب أولًا معرفة من يصنع الإعلام في هولندا قبل الخوض في شرح منظومة الإعلام الهولندية، إذ أنه من الضروري استباق ذلك بتسليط الضوء على الإنسان الهولندي بثقافته الأوروبية، موضحًا بقوله: “فلا ننتظر من صانع الإعلام في هولندا أن يكون مسلمًا أكثر من شيخ الأزهر، وبالتبعية عند الحديث عن نفسي فلن أكون كاثوليكيًا أكثر من بابا روما، بمعنى أن ثقافة الإعلامي وعقيدته الدينية وسلوكه والمناخ الذي تربى فيه جزء من عمله سواء صرح بذلك علنًا أو لم يفصح عنه، فهو يبقى متأثرًا بذلك، ومن المفيد أن نُقر وجود مصالح ولا يُقصد بذلك المعنى السلبي لها، بل يقصد بها أن كل مؤسسة إعلامية لها وثيقة تحرير، وهي التي تحدد مسار العمل الصحفي وتوجهات الصحيفة أو القناة التليفزيونية، أو حتي البث عبر الراديو”.
وأوضح رئيس مجلس إدارة “تايم نيوز أوروبا بالعربي” أن مصلحة الوطن من العوامل التي يراعيها المشتغل بالمجال الإعلامي، مُضيفًا: “ولابد ألّا نغفل الهوى الشخصي وإن كان يسيطر بشكل نسبي على صناعة المحتوى الإعلامي من حين لآخر؛ أقول ذلك حتى نعرف أن محاور مثل الموضوعية والحياد هي عناصر نسبية تختلف وتتغير وفق الزمن والهدف، وأقصد الهدف الذي يتم بموجبه نشر مادة مكتوبة أو بث عبر الأثير سواء الراديو أو التليفزيون؛ فالأصل في الإعلام هو مراعاة مصلحة الشعب، وهذا ينطبق على الإعلام الهولندي وأي إعلام آخر، فالصحفي هو محامي الشعب، وهذه هي القاعدة النموذجية التي قد ينجح أو يخفق البعض في الإلتزام بها”.
وأشار السُبكي إلي وجود دور آخر للإعلام في غاية الأهمية وهو التنوير وتبصير الشعوب بحقوقها، وهو ما يقوم به بالفعل الإعلام الهولندي – وفق قوله – .
ضمير الصحفي والإعلامي..
وقال رئيس مجلس إدارة “تايم نيوز أوروبا بالعربي” إن كل إعلامي يتمتع بضمير مهنته لابد وأن يكافح الفساد الذي تختلف أساليب مكافحته من التعبيرات الصارخة إلى التعبيرات المُبطنة، لكن في النهاية تظل الرسالة واحدة.
وذكر أحد الأمثلة على مشاركة الإعلام الهولندي في مكافحة الفساد التي أفضت في النهاية إلى سقوط الحكومة، وذلك بعد أن سلطت وسائل الإعلام الضوء على أضرار منظومة الضرائب ونشرت معلومات عن المتضررين منها، مؤكدًا أنه لولا أن قام الإعلام بهذا الدور لما كانت انتشرت المعلومات، التي تسببت في سقوط الحكومة، قائلًا: “وليعلم الجميع أننا حتى الآن في ظل حكومة مؤقتة تقوم بتسيير الأعمال؛ وتجري في الوقت الحالي المفاوضات لتشكيل الحكومة في هولندا، وأنا أذكر هذا لتوضيح دور الإعلام في النجاح والفشل، وما بينهما”.
وأضاف: “أيضًا الإعلام في هولندا له دور استشرافي بطرح قضايا وملفات مستقبلية، وأود أن أوضح أن من المميزات التي يتمتع بها الإعلام الهولندي أنه إعلام فعل لا رد فعل، لهذا فهو له دور استشرافي رائد في تبني القضايا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية”.
الفرق بين الإعلام العربي والإعلام في هولندا..
وأكد السُبكي أن الإعلام الهولندي يختلف عن الإعلام العربي في كثير من الأمور، في مقدمتها الإهتمام بالقضايا الإجتماعية، قائلًأ: “فلو اطلعنا على عدد من الصحف اليومية نجد أن نسبة تتراوح بين 60% إلى 70% وربما أكثر من المحتوى المنشور بالصحف يهتم بالإنسان والبيئة والصحة والأمراض ومسائل الضمان الإجتماعى، على سبيل المثال؛ ونجد أن النواحي السياسية تشغل مساحة أقل في كافة وسائل الإعلام الهولندية، باستثناء بعض برامج القنوات التليفزيونية المتخصصة في الشأن السياسي أو بعض الأبواب الثابتة في الصحف الهولندية.
وأشار إلى الدرجة العالية من ممارسة الديمقراطية بالإعلام الهولندي، وذلك بالنظر إلى خارطة الوسائل الإعلامية في هولندا، خصوصًا وأن لكل حي وكل مدينة صحيفة ومحطة راديو وقناة تليفزيونية خاصة، وهنا تبرز القيمة العليا للإعلام الهولندي، بمعنى أن المواطن في الحي الصغير الكائن بالمدينة الصغيرة إن لم يستطع إيصال صوته لوسيلة إعلامية كبرى أو صحيفة قومية كُبرى، فالمهمة لديه أسهل بالنظر لوجود وسائل الإعلام بالقرب منه.
تشكيل الصورة الذهنية..
وشدد رئيس مجلس إدارة “تايم نيوز أوروبا بالعربي” على أنه من الخطأ الإعتقاد بأن وسائل الإعلام تقتصر فقط على الصحف والمجلات والراديو والتليفزيون، وذلك لأن الإعلام أشمل وأوسع من ذلك، قائلًا: “على سبيل المثال من يرى ألعاب الفيديو وتأثيرها على عقول النشئ قبل إدراكهم ما يدور بوسائل الإعلام التقليدية أو حتى معرفتها بالأساس، يعلم أنها واحدة من وسائل الإعلام، وهذا ينطبق أيضًا على برامج الأطفال المتخصصة على شاشات التليفزيون ومحطات الراديو وأيضًا مجلات الأطفال”.
وتحدث السُبكي عن أهمية التصوير الفوتوغرافي الذي يعد أيضًا إحدى وسائل الإعلام المهمة التي تلعب دور رئيسي في تكوين الصورة النمطية، مُضيفًا أنه يمكن متابعة الدور الذي تلعبه الصور الصحفية التي تنشرها وسائل الإعلام عن بلدان مثل مصر أو العراق وسوريا في إحداث تأثير على عقول الشعب الهولندي، حتى ولو كان هذا النشر بدون تعليق، هذا بالإضافة إلي الرسومات الكاريكاتورية.
وأضاف: “وهذا يأخذنا إلى الشركات الإعلامية والإعلانية في هولندا، التي تصنع المحتوى سواء كان بغرض التسويق لمنتج معين ضمن ملصق إعلاني في محطات الترام والقطارات بأبعاد معينة، ورغم كونها في كثير من الأحيان لا تحوي سوى كلمة أو صورة واحدة، لكن تأثيرها له مفعول السحر في تشكيل الذاكرة التصويرية، فأحيانًا تكون لدينا صورة معينة مخزنة في الذهن ولا نعلم من أين أتت، ولكن بشكل أو بآخر تم إرسالها للذهن ربما أثناء المرور بإحدى محطات القطارات أو الترام، ونحن لا نعلم شيئ عن هذه الكيفية، وهذا لأن المشتغلين في الإعلام وصناعة المحتوى الهولندي على دراية بجوانب سيكولوجية متعددة”.
القصة الإنسانية أهم عناصر الجذب للصحافة الغربية..
وقال الإعلامي سعيد السُبكي إن القصة الإنسانية هي أهم عناصر الجذب لـ”عين وأذن” الصحفي في الغرب، وذلك إما بالعمل الإجتماعي المتميز أو عن طريق القصة الإنسانية، وألمح إلى الواقعة الشهيرة لتحرير سفينة “إيفر جيفن” التي جنحت في قناة السويس، والتي لم تنتبه لها الصحافة العربية، بينما فرد كاتب أمريكي لهذه القصة كتاب كامل لتناولها ضمن إحدى القصص التحفيزية للأطفال، معتبرًا أنه من الممكن “دغدغة” مشاعر الصحافة في الغرب من خلال القصص الإنسانية، التي بدورها ستقوم “بدغدغة” مشاعر القراء عبر هذه القصص.
