صفعة على وجه ماكرون

إهانات زعماء العالم |  صفعة على وجه «ماكرون».. ‏ظاهرة تتجدد هل لها نهاية؟!

القاهرة – تايم نيوز أوروبا بالعربي | عباس الصهبي

«‏ فَتحتْ الصفعة المؤلمة التي تلقاها على وجهه مؤخراً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ملفًاً طويلاً عريضاً لـ «إهانات» كبار زعماء العالم، وبطرق متعددة، تنوعت بين: إلقاء الأحذية، والضرب، والسباب، والقذف بالدقيق والبيض!

‏ولا بد من التساؤل والعالم في القرن الحادي والعشرين، والمفترض أنه أكثر قرون الإنسانية والعالم تحضراً: كيف؟ ولماذا تمادى ملف العُنف ؛ ضد كبار زعماء السياسة في العالم، وبكل هذه القسوة، والتي لا تخلو أبداً من بربرية؛ وبالذات في أكثر دول العالم تقدماً، والتي نعتبرها في مشرقنا العربي أكبر «أيقونات» الديمقراطية في العالم!

 قضت مؤخراً محكمة فرنسية، على الشاب الفرنسي «داميان تاريل»،بالسجن لمدة 4 أشهر؛ بعد اعترافه بتوجيه صفعة على وجه الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، ويبدو أن هذا الحكم جاء مُخففاً؛ بعد اعتراف الجاني بفعلته أولاً، وبأن الحادث جاء – ثانياً – عملاً مُندفعاً، أي لم يتم الترتيب لحدوثه، وإن كان النائب العام الفرنسي قد وصف ما فعله الجاني بأنه «عمل عنيف، ومتعمد»! ‏

وقد أثبتت التحقيقات الفرنسية بأن «تاريل» ينتمي من ناحية إلى جماعات يمينية متشددة، كما كان مقرَّباً، ومن ناحية أخرى؛ من الحركة المعروفة في فرنسا بـ «أصحاب السترات الصفراء». ‏وكان الرئيس الفرنسي قد فوجيء، وبمجرد خروجه من مدرسة فندقية، بمدينة «ليرميتاج»،والتي تقع بجنوب شرق فرنسا؛ بحشد شعبي من الناس، ينتظرون خروجه، خلف حاجز معدني؛ وما أقترب حتى بادره «تاريل» بصفعه، وبقوة على وجهه، وبينما كان يوجه صفعته؛ سمعه المحيطون به يصرخ بعبارة مشهورة كان يرددها الجنود في معارك العصور الوسطى، وقبل أن يزداد صوته علواً وهو يصيح: ‏- تسقط «الماكرونية»!!

الشاب الذى صفع ماكرون على وجهه

السجن أربعة شهور.. فقط!

‏ومع أن الحادث لقي إدانة فورية من كل الأحزاب الفرنسية، اليمينية، واليسارية على حدٍ سواء، ومع أنه وقع قبل أقل من عام الآن على الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ومع أن النيابة العامة الفرنسية كانت، أصلاً، قد طالبت بسجن المتهم 18 شهراً؛ إلا أن القضاة الثلاثة بالمحكمة قرروا في النهاية بأن «تاريل» يستوجب الحكم العادل بسجنه «18» شهراً؛ يكون من بينها «14» شهراً مع وقف التنفيذ، وهو ما يعني أنه سيقضي العقوبة في السجن لمدة «4» شهور فقط!

 فتحت «هذه الصفعة» ملف «إهانات الزعماء»، ليس في فرنسا وحدها؛ وإنما في أوروبا وأمريكا؛ فعلى مستوى الواقع المرير، وربما المدهش، للسياسة الفرنسية؛ يستدعي فتح ملف «إهانة الزعماء» في فرنسا ما حدث للرئيس الفرنسي السابق «نيكولا ساركوزي»، خلال جولته الانتخابية، للفوز بفترة رئاسية ثانية، ضد منافسه الإشتراكي في ذلك الوقت «فرانسوا هولاند»؛ حيث فوجيء «ساركوزي» بمعارضين له، غالباً من أتباع «هولاند»؛ لا يكتفون فقط بقذفه بالمنشورات الدعائية لحملته الانتخابية ؛ وإنما فوق ذلك يرشقونه بالبيض، وهم يطلقون هتافاتهم المدوية، والمناهضة له؛ إثر نزوله من سيارته، وبعد أن حاصر المئات سيارته هو وحرسه الخاص المرافق له، فكان لا مفر أمامه من اللجوء لأقرب مقهى في المكان، للاحتماء به من غضب المعارضين له؛ حيث اضطر للبقاء في المقهى منتظراً وصول شرطة مكافحة الشغب، والتي لم يكن بوسع أحد غيرها، وفي تلك اللحظات الحرجة جداً، بل والمصيرية؛ اقتياده لسيارته! ‏

وبالرغم من كل ما حدث له؛ لم يأمر «ساركوزي» بضبط، أو اعتقال، أو قتل معارضيه؛ بل واعتبر من «أهانوه»، وعلى حد قوله؛ مجرد معارضين «عَبّروا عن رفضهم لسياسته؛ ولكن جاء تعبيرهم بصورة غير لائقة، وهو ما رأى فيه مراقبون دوليون أن هدفه الأسمى كان الحفاظ على وحدة الشعب الفرنسي، وليس تفتيت وحدته الوطنية وانقسامه!

ساركوزي رئيس فرنسا السابق

 «ساركوزي».. بالذات.. «متعود»!! ‏

 ‏وقد بدا وكأن الرئيس الفرنسي السابق «ساركوزي»، قد تعوّد قبل ذلك على أنواع متعددة من «إهانة الزعماء»، واكتسب خبرة، صار مشهوداً له بها في ذلك، وإن كانت خبرة مريرة جداً؛ ربما كان أمرُّها، ما تعرض له خلال فترة رئاسته؛ حين سقط على الأرض، لوقوعه ضحية «اعتداء جسدي» مباشر، أثناء زيارته لمنطقة «براكس»؛ للمشاركة في الجمعية العامة لرؤساء بلديات أحياء باريس؛ حين فوجيء بيد أحد الأشخاص تمتد ومن وسط الزحام؛ جذبته وبمنتهى العنف ليهوي بسرعة على الأرض، بينما كان المعتدي يستعد لتوجيه ضربة تالية إليه لم ينقذ «ساركوزي» منها، وفي تلك اللحظة المؤلمة؛ إلا سقوطه، فتفادى تلقائياً ولحسن حظه هذه الضربة الثانية! ‏ولم تمض عليه إلا شهور قليلة، وفي نفس العام 2010؛ حتى هجم عليه شاب، في العشرين من عمره، أثناء تفقده أحد خطوط مترو الأنفاق، في حي «لا ديفانس»، بباريس، وبعد ذلك، وفي مايو/ آيار، ومن نفس العام؛ قذفه أحد المراهقين بزجاجة ماء كانت بيده، في الوقت الذي كان فيه «ساركوزي» في زيارة لإحدى المدارس لمحاربة كثرة الغياب المدرسي! ‏

بالحذاء ،بالكف،ماذا لو كان الحاكم عربي؟

للتقرير بقية‏

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *