الكاتب الصحفي محمود الشربيني
الكاتب الصحفي محمود الشربيني

الوهابية .. أفكار وأحاديث مُلتبسه٢ | سؤال التقدُم يطرحه محمود الشربيني

بقلم : محمود الشربيني

– الشيخ الذي خرج على الناس ليتحدث بكل ثقة عن “عدم جواز صلاة العيد للنساء إلى جانب الرجال” ، هو نفسه الذي “يتحدث”- فقط يتحدث !- عن تجديد الفكر الديني ..طبقا  لأرشيفه على جوجل فقد وردت تلك الجملة في تصريح له عام 2013    ! لسنا معنيين بشخص الرجل ولا بتاريخة ، وانما معنيون بما يمكن ان يكشف لنا عن ماهية فكرته  الغريبة .

هذا رجل يعمل إمامًا بوزارة الأوقاف.. ويقول أرشيفه -الملتبس –  على جوجل أنه من حملة الدكتوراه ،وانه حاول  منذ  العام 2011   انشاء نقابة مستقلة للأئمة والدعاة ،وحصل على الموافقات الورقية والإجرائية ، ولهذا كان بعض الإعلاميين يقدمونه في برامجهم التلفزيونية  بهذه الصفة:  “نقيب الأئمة والدعاة” بوزارة الأوقاف! هي مسألة ملتبسة في زمن الإلتباس على الناس، ذلك أنه لاتوجد  معلومات في الوقت الراهن عن وجود هذه النقابة من عدمه ، ولكن الذي نجده هو صراعه ذات زمان مع وزارة الأوقاف! فقد اتهم صراحة أحد وزرائها  السابقين  بأنه يعمل على  “أخونتها” . في المقابل..ربما  كان هذا مسوغًا لاستدعائه إلي التحقيق ،بذريعة مانسب إليه من أقوال،  تتعلق بمطالبته  بزيادة قيمة البدل الممنوح للأئمة والدعاة،  الذين يناهز عددهم ال60 ألفا !

– نقابته ليست موضوعنا ، وكذا شخصه المحترم أيضًا (الشيخ الدكتور البسطويسي) ، ولكن الحالة التي هو عليها هي التي تعنينا ، مع كل إحترامنا له . يشير أرشيفه وتاريخه  أيضا إلي أنه انتقل من الصراع مع الوزارة إلى خانة  الدفاع الشرس عنها، عندما تصدي  لمطالبة   (النائب السابق) أحمد طنطاوي بإلغائها .

–   نحن هنا أمام عدة قضايا : الأولي وجود 60 إمام وداعية بالأوقاف ..والثانية هي مطالبة نواب سابقين بإلغاء هذه الوزارة ،والتي لانعرف الكثير عن ممتلكاتها وثروا تها  وريع مشروعاتها ، ولعله يبدو غريبا علي الأسماع  أن تكون هذه الوزارة المعنية بشئون الدين والدعوة ، لديها ممتلكات وتقيم  مشروعات من بينها مدنا سكنية بأكملها،  وتبيع شققا سكنية أيضا ؟ وضع ملتبس آخر ..يستوجب البحث والتساؤل ! لماذا ؟ ومالذي يجمع الشامي بالمغربي كما يقولون ؟على صعيدنا نحن كصحفيين فإن بعضنا ممن إرتبطوا بمصادر وثيقة مع مسئوليها حصلوا في ازمنة سابقة على شقق سكنية فاخرة  منها برخص التراب وكأنها “ميغة” ، ولاتزال العملية مستمرة ، فخلال الأيام الفائته أعلنت وزارة الأوقاف عن طرح عدة وحدات سكنية في عدد من المدن من بينها مدينتي !

–   ماهذا ؟ أهو وعد المحظوظين في هذا البلد؟

– وعوده إلي بطل هذه السطور ،ذلك الذي  تحدث منذ زمن عن   تجديد الفكر الديني ودافع عن بقاء وزارة الأوقاف، ولكننا لم نسمعه يوما متحدثًا أو مهتما بمالها العام ، ولا بريع مشروعاتها ولا بأحوال منتسبيها الستين ألفاً ، ولا مااذا كانوا في حالة “فكرية” جيدة أم لا ..هل هو شيخ مجدد بالفعل وفي حالة فكرية مجددة أم لا ، وهل تصريحة الذي أعلنه على الملأ ببطلان صلاة المرأه في العيد إلي جانب الرجال .. يندرج تحت أبواب التجديد ؟ هذا احد من يشتغلون بالدين،الذين ينشغلون بحدث صغير ويولونه إهتماما كبيرا ، في غيبة الإنشغال  بالقضايا الكبرى ، كالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والمساواة في الحقوق والواجبات ، وتجسير الفجوات  بين الأثرياء والمحرومين ، وإتاحة والحياة الكريمة لجميع المصريين .

غابت هذه الإشكاليات الكبيرة ، وحضرت الشواغل الصغيرة ،ففي صبيحة  يوم العيد تخرج النساء كما الرجال للصلاة في الهواء الطلق ، والذي يسمونه “الخلاء” بتعبير أهل زمان ، و”ليه وليه ” تقمن بالتواجد في أماكن الرجال والصلاة معهن؟! لسنا نتحدث عن باص أو أتوبيس يعج بالرجال والنساء ، ويمكن فيه للرجال التحرش بالنساء ، وانما نتحدث عن أعداد من المصلين ،يقفون معا مُكبرين مُهللين مُبتهلين ..راكعين ساجدين ، لا يلوون على شيء ويبتغون إلابتهال والصلاة .

ما الذي يُضير شيخنا في هذا ؟ هل هذا مما يحتاج إلي الفتوي ؟ هل هذا ممما يحتاج إلي التذكير بأن هؤلاء النساء اللاتي يصلين يخرجن من بيوتهن بملابسهن التي يري أنها لا تلائم الصلاة ؟ أيهما أفضل الصلاة بأي ملابس وبأي شكل وإلي جوار أي مصلي او مصلية أم البقاء في البيت لمشاهدة التليفزيون ومداعبة أزرار الهاتف والعبث بالتيك توك والتانغو والرقص مع ذئابه  ؟! …

المشكلة لدي شيخنا الجليل الدكتور البسطويسي تكمن هنا في نظرته للمرأة ،فلايقبل منها إلا ان تكون “خيمة سوداء” ..لا يبدو منها غير وجهها وكفيها فقط ، ليس مهما ان تكون أنيقة نظيفة بهية وهي تلقي ربها في صلاة ؟  سفور المرأه وتبرجها وتزينها وخروجها بشعرها سيظل مشكلة المجددين وغير المجددين ..ولو كن يقفن للصلاة ! كيف تتجرأن  على فعل ذلك ؟ يريد للمرأة  أن  تتقهقر بعيدا عن مكان وجود الرجال المصلين لـ “تستر” نفسها ! ياسيدي : امرأة  تصلي في أي مكان ..في صفوف أولي.. في صفوف أخيرة وهي ترتدي ملابسها.. فستانا كان ام قميصا وبنطالا ..الي ماذا سينظر الله أولا في هذه العبدة الساجدة له ؟ هل سينظر إلي شعرها ؟ وماذا فيه ؟ إنه ملون أم انه ملولو ؟ أم سينظر إلي قلبها ؟ . . .

هل ستنظر المرأة إلي الرجال أثناء إقامة الصلاة فتعرف من منهم الرجل” المز ” بتعبيرات هذه الأيام فتتعمد الوقوف بجواره؟ألم تر مالذي يحدث أثناء الحج  والعمرة ؟ أنسيت ؟ مالذي يشغلك أيها الشيخ” بسطويسي ” من وجود إمرإة مصلية إلي جانب الرجال ؟ اليست عندكم المرإة المصلية  امرأة جيدة .. أليست بأفضل حالاً من  المستترة خلف شاشات افتراضية وتصنع لها بروفايلاً كاذبا تتوشح فيه بكل الآيات والأحاديث ثم تدعوك لصداقتها وبعد ثوان من قبولك الطلب ترسل لك عالماسنجر : هاي ..انت مين ؟ ومنين ؟ وبكام ؟

– مثل هؤلاء  لا يشغلون الشيخ الجليل ،كما لا يشغله الاهتمام بأموال أوقافه ولا  تطور دعاته ..وانما تشغله صرامة  ضوابطه الشرعية كما  يراها .إذا كان ذلك كذلك فأين تجديدك للفكر الديني ؟ منعت المرأه بحكم الدعوة الوهابية من قيادة السيارة ثم جاء زمن كسرت فيه الوهابية وأصبح عاديا جدا أن  تري النساء يقدن سياراتهن إلي جانب الرجال في المملكة .ماذا حدث ؟ كيف كن  من قبل ..وكيف أصبحن ؟ الأغرب من هذا هو ترويجه لحديث يتعلق بالصلاة يقول : ” خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا”! بالله عليك ياشيخ ألا يجوز التفكير في صحة هذا الحديث ونسبه إلي الرسول الكريم؟

– سأترك للقاريء الكريم حُرية  التفكير ..آملا أن يستوعب أحد فكرة أن مُصليا تأخر- لأي سبب -عن الحضور مُبكرا للمسجد ، ماذا سيفعل إذا كان مضطرًا للوقوف في الصف الأخير الذي هو شر مستطير كما يرد في الحديث المشار إليه  ..ماذا سيفعل الراغب في تأدية الشعيرة  في هذه الحاله .. غيرالمسارعة بالعوده  ادراجه إلي منزله .. من دون صلاة!

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

تذكروا أن يران غير عربية

كتبت | بلقيس حسن ليس دفاعا عن إيران فأنا اختلف معها في كثير من المواقف، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *