صورة تعبيرية

طفرات كورونا تعصف بـ”براءات” اللقاحات

 

كتب – أحمد يدك | القاهرة:

فقط هي المدة ما بين أواخر العام الماضي منذ أن دعت كلا من الهند وجنوب إفريقيا عبر اجتماعات منظمة التجارة العالمية، للتنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات كورونا سعيًا لعدم إطالة أمد الجائحة، وحتي إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ أيام تأييد بلاده مقترح التنازل عن الملكية الفكرية للقاحات كورونا.

وعلي الرغم من الصورة “النبيلة” التي ظهر بها إعلان بايدن، وخصوصًا في أوساط المدافعين عن الشأن الطبي علي مستوي العالم، إلا أن الملابسات الكامنة خلف الإعلان لا تبدو منسجمة بشكل أو بآخر مع هذه الصورة.

 ويعزز الموقف السابق للولايات المتحدة المتزامن مع بداية انطلاق دعوات الهند وجنوب إفريقيا في أكتوبر من العام الماضي والمختلف كليًا عن موقفها الحالي، من فرضية مبادرة بايدن بالإعلان عن دعمه التنازل عن الملكية الفكرية للقاحات كورونا اتساقًا مع وعود انتخابية قطعها علي نفسه خلال حملته الإنتخابية، بأنه لن يسمح بوقوف براءات الإختراع للقاحات كورونا حائلًا أمام إيصال اللقاحات إلي العالم.

ويزيد من فرص صحة هذه الفرضية عدم امتلاك الدول الفقيرة والنامية – وهي الدول المخاطبة بمقترح بايدن -، للمختبرات القادرة علي إنتاج اللقاحات، إضافة لعدم توفر أي بُنى للتصنيع الدوائي لدي أغلبها، وهو ما بدا مُتماشيًا مع تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أدلي بها قبيل اجتماع أوروبي، يوم الجمعة الماضي، حيث قال: “يمكنك منح الملكية الفكرية للمختبرات التي لا تعرف كيفية إنتاج اللقاح، والتي لن تكون قادرة على إنتاجه بين عشية وضحاها”.

ورغم ترحيب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بقرار الولايات المتحدة دعم الإعفاءات من التقيد بـ”براءات” اختراع اللقاح، جاء الموقف الألماني متعارض مع قرار بايدن، وعلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقولها: “لا أعتقد أن التنازل عن براءات الاختراع هو الحل لتوفير اللقاحات لعدد أكبر من الناس”.

وعلاوة علي ذلك فإن استجابة الولايات المتحدة “المتأخرة” لمطالب الهند وجنوب إفريقيا، لم تأتِ إلّا بعد ظهور السلالة الهندية الجديدة المتحورة من فيروس كوفيد-19، والتي يراها خبراء أنها “مقاومة” للقاحات، وهو ما يمكن الدفع به في التشكيك بجدية التنازل الأمريكي، ما قد يعتبر إخفاق جديد في محاربة الوباء، يستلزم معه مضاعفة البحوث العلمية وزيادة المخصصات المالية اللازمة لإنتاج نوعية لقاحات ذات فاعلية مع السلاسلات المتحورة.

وربما لا يُنظر للمسألة المتعلقة بـ”انتشار السلالات المُقاومة للقاحات” باعتبارها مجرد تأكيد علي عدم الجدوي من إعلان الولايات المتحدة التنازل عن براءات الإختراع الخاصة باللقاحات وحسب، بل أيضًا نفيًا للمزاعم التي تتحدث عن لجوء صانع القرار الأمريكي لهذا الإجراء، التفافًا علي تشريعات تمنعه من تصدير اللقاحات للخارج إلا بعد تلبية الطلب الأمريكي بنسبة 100%.

إقرأ أيضًا للكاتب: من حزام الأمان لـ”الكمامة” | الكوميديا السوداء للمصريين

 

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *