صورة تعبيرية

من حزام الأمان لـ”الكمامة” | الكوميديا السوداء للمصريين

 

كتب – أحمد يدك | القاهرة:

لا تخلو الصورة الذهنية عن الشعب المصري من عنصر خفة الظل وحس الفكاهة، الذي لعله لم يقتصر علي إطلاق النكات وتصوير المشاهد الطريفة بالسينما والأعمال الدرامية المصرية، بل امتد حتي إلي أساليب مخالفة القانون.

وبالتفتيش في الذاكرة الجمعية للشعب المصري عن القوانين والقرارات الرسمية التي قوبلت بالإلتفاف عليها، كان قرار إلزام قادة وركاب المَركبات بربط “حزام الأمان” وفقًا لقانون المرور أبرز ما علق بأذهان المصريين، نظرًا للإبتداع في إيجاد طرق ووسائل التحايل علي تطبيقه.

وانتشرت آنذاك ظاهرة تهرب سائقي المركبات من الإلتزام بالقرار، إذ كان يتم الإكتفاء بوضع حزام الأمان بمستوي الكتف خلال المرور بالكمائن المرورية والمنافذ الأمنية، لإظهار الحزام أمام مسئولي المرور، من دون تثبيت مشبك الحزام، في محاولة لتفادي أي غرامة بسبب مخالفة التعليمات.

وحفزت هذه الظاهرة مخيلات صُناع السينما في مصر من أجل توظيفها سينمائيًا بشكل كوميدي، حيث تمت بلورتها بفيلم “عايز حقي” بطولة الفنان هاني رمزي الذي جسد شخصية “صابر الطيب”، وهو سائق تاكسي ابتكر تصميم قميص يحوي شكل “حزام الأمان” لإعطاء الإنطباع بأنه يلتزم بتطبيق اللوائح المرورية، تهربًا من الغرامات المفروضة علي المُخالفين.

ومثلت فكرة الفنان هاني رمزي لاحقًا حيلة فعالة لاقت استحسان المُخالفين لقوانين المرور بمختلف دول العالم، الذين استوحوا منها وسيلة جديدة لعدم الإمتثال لتعليمات القانون، حيث حذرت الشرطة الإسبانية العام الماضي من ارتداء أي قمصان ذات تقاطع باللون الأسود بشكل يحاكي “حزام الأمان”، وذلك بعد انتشار هذه الظاهرة بشكل لافت، الأمر الذي دعاها للتعليق بقولها: “هذا النوع من القمصان يُعرض من يرتديه للغرامة لكنه لن ينقذ حياته”.

وفيما يبدو أن الأمر يعود لـ”نزعة” ما لدي المصريين لعدم التقيد بالقوانين، تجلت مجددًا في زمن الـ”كورونا” بالتحايل علي التدابير المفروضة من قبل الحكومة لمحاربة الوباء، وعلي رأسها ارتداء الكمامة.

إذ بات ارتداء الكمامة مقتصرًا علي دخول الأماكن العامة التي تشترط ارتداؤها، أو عند المرور عبر المنافذ المرورية، تجنبًا للغرامة المالية المفروضة علي المخالفين، بغض النظر عن جوانب التقصير الأُخري في الإلتزام ببعض تدابير محاربة الفيروس مثل استخدام مواد التعقيم والتطهير.

وعلي غرار أسلوب ربط أحزمة الأمان، فإن ارتداء الكمامات لم يكن أقل سوءًا منه، إذ يتم الإكتفاء بوضع الكمامة علي الذقن دون تغطية الأنف والفم، وهو الغرض الأساسي من ارتدائها، الأمر الذي يمكن الإستدلال به علي النزعة سالفة الذكر.

وبينما حاربت الجهات الرسمية محاولات التهرب من ربط أحزمة الأمان عبر اللجوء إلي التكنولوجيا الحديثة، حيث تم الإعلان مؤخرًا عن توفر إمكانية لدي المرور لرصد غير الملتزمين بربط أحزمة الأمان ومن ثم تغريمهم، يترقب البعض كيفية استحداث الحكومة للإجراءات التي ستمكنها من رصد المُخالفين لتدابير محاربة فيروس كورونا ومحاسبتهم.

إقرأ أيضًا للكاتب..

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

في ذكرى فتح مكة وغزوة بدر

القاهرة | خاص يستعد المطرب والمبتهل بالإذاعة والتليفزيون إبراهيم السيد راشد تسجيل العمل الفني فتح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *