تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
بقلم الأديبة والإعلامية نوال سلماني –
ترجمة رسول أبوخضير صدرت عن الدار العربية للطباعة عام1985
تتكون الرواية من عشرة فصول، في كل فصل تزداد أحداث الرواية تشويقًا وتبدأ بمغادرة شارون نحو المخيم الكشفي في الجانب الآخر من مدينة وودلي.
شارون التي غادرت مدينة مونتريال هاربةً من أمر ما، سافرت للقاء جدتها التي لم تعرفها يوما ( وحينما بدأت قطرات المطر تتساقط على وجنتيها عندها أدركت شارون أن الغيوم السوداء التي بدأت تغطي السماء تنذر بهطول أمطار غزيرة غير أنها تمنت أن تتمكن من نصب خيمتها في مكان مناسب قبل أن يزداد الجو سوءاً ).
استقلت شاحنة على قارعة الطريق بعد أن بللها المطر، وصفعها البرد من كل جانب، استعادت أنفاسها وشعرت بالدفء قليلاً، لكنها تفاجأت بوضاعة ونذالة صاحب الشاحنة الذي حاول اغتصابها وانقض عليها بلا رحمة.
(عندما رأيتك في البداية حسبتك رجلاً، لا تركب في هذه الشاحنة فتاة جميلة كل يوم)
قاومته بقوة وتمكنت من الدفاع عن نفسها حيث نجت من مخالبه بأعجوبة، هربت أخيراً بين الحقول ووصلت بعد ساعة من الركض تحت المطر إلى حقل مارش وندز، قررت المبيت فيه فلا حل آخر أمامها ولكنها تفاجأت بصاحب الحقل يرمقها بنظراتٍ مخيفةٍ، حيث عاملها بإزدراء وكذَّب كلامها وبأنها ضلت طريقها وتعرضت للسرقة، أشفق عليها وأخذها للمنزل لتنام في غرفة دافئة وفي الصباح سردت عليه قصتها وكيف تمكنت من النجاة من قبضة الفلاح المتسخ، غادر ليستكشف الأمر بنفسه وعاد يحمل حقيبتها، شكرته واحرجها ببرودته معها.
(لم يسبق لها في حياتها أن شعرت أنها غير مرغوب بها كما هي عليه الآن، لم تشعر بذلك خلال عملها في المستشفى وفي اسوأ الأوقات هناك، فلو كانت حقيبتها معها لغادرت البيت مهما تكن النتائج)
علمت أنه بحاجة لعامل اقترحت عليه فكرة العمل لديه، وسرعان ما رحب بالفكرة ووافق عليها، روز الذي بدا لشارون رجلاً قاسياً كان هو الآخر غارقاً في مشاكله فالحقل الذي يحبه جداً والذي أفنى كل وقته فيه مضطراً ليتخلى عنه لأخيه من أمه الذي لا يهتم به أبداً، ولأن روز خريج كلية الزراعة أحسن العمل في الحقل فقد تمكن خلال العشر سنوات من جعل مارش وندز مزرعة رائعة.
فتح روز قلبه لشارون وصارحها بهمومه التي أثقلت كاهله، تعاطفت معه وقامت هي الأخرى بسرد جانبٍ من حياتها عليه وتحفظت على ذكر سبب مغادرتها مونتريال ولم تذكر له سبب التهمة الموجهة إليها من مدير المستشفى الذي كانت تعمل فيه رئيسة للممرضات، تطورت العلاقة بينهما وكان من الصعب على روز باون الاعتراف بالاعجاب الشديد لها والذي تحول إلى غيرة وحب، مرت الأيام متسارعة حيث عاد أخوه من أمه ليسحب منه تلك المزرعة ويبيعها بثمن خيالي لرجل أعمال غريب، هذا الأمر الذي جعل روز يكتئب من خسارته للمزرعة التي أفنى وقته كله فيها، حيث أنه لا يمتلك المال الكافي لشرائها والاحتفاظ بها فحسب وصية زوج أمه الذي رباه يمكنه أن يرث ثروة كبيرة بعد وفاته بسنوات، حاولت شارون جاهدةً مساعدته بإبرام صفقة مع كرك ليمنح فرصة أخيرة لروز، ولكنه قابلها بالخيانة ورفع سعر بيع المزرعة الى ربع مليون!، تمكنت شارون من الوصول إلى جدتها ورؤيتها والتعرف عليها وإعادة العلاقة بينهما مثلما تمنت، وبدورها مدت يد العون لحفيدتها التي لم ترها يوما بسبب خلاف نشب بينها وبين ابنتها المتوفاة هذا الخلاف الذي تطور وأدى الى القطيعة بينهما، شارون كانت أكثر حظاً من والدتها وقد احتوتها “روينها” وساندتها لتحصل على المزرعة من أجل روز و تنال قلبه للأبد، تمكنت الجدة من شراء المزرعة بثمن غالِِ بواسطة مدير أعمالها فهي سيدة ثرية تمتلك الكثير من الأملاك والأموال والنفوذ، وقد انتهت الرواية باعتراف روز بحبه لها وبرغبته في الزواج منها.
الرواية جميلة جداً، ذات اسلوبٍ ممتع جذاب وساحر، تجعلك كاتبته “ساندرا فيلد” تتخيل تحركات الأشخاص رغم قلتهم وتحس أنك تعرفهم وتراهم وتشاهدهم أمامك، وتتجول في حقل مارش وندز الذي جرت فيه كل أحداث الرواية.
الكاتبة ساندار فيلد صدر لها العديد من الروايات من بينها: امرأة من زجاج/مرفأ العيون/من يجرؤ على الشوق؟/المطاردة العنيفة/الأمان في الحب/عائد من الضباب/لا أحد يريد الحب/الحب ينتصر/الهروب من الحب. لقد تخلل جل عناوين رواياتها كلمة الحب فالكاتبة ربما كانت تفتقد للحب، أو ترغب بايصال رسالة لكل قارئ أن الحب هو شيء جميل يجب أن نحافظ عليه.
