إزدواجية

مديرة تحرير تايم نيوز هولندا| ليندا سليم

اتجاه صريح نحو تفعيل مقولة ( معاك قرش تسوى قرش) مع اختلاف العملات والأزمنة والفئة والفئات وعلى نفس الوزن تتشعب المرادفات.
ما كشفته جائحة كورونا من تصنيفات مجتمعية ،دولية فيمن تعالجه في المراكز والمستشفيات ومن توجهه للعزل المنزلي, ومن ترفع عنه جهاز الأكسجين لتضعه لمريض اخر ولكنه من الفئة التي يحق لها الحياة لاسباب كثيره وغريبة ومنها:
-انه ما زال صغيرا ولدية حياة بينما الآخر عجوزا ميت في كل الأحوال.
– هذا له شعبية ومتابعين وجمهور وملاحظته تستقطب الإعلام فلابد أن يعامل اكثر من غيره حتى لو كان عجوزا.
– هذا لديه مالا ونفوذا والآخر ليس لديه لا هذا ولا ذاك وقد يكون في موته راحه له ولذويه.
-كلها اسباب تفتقر الرحمة والإنسانية وحتى هذا التكافؤ الذي يتباهى به البعض لا وجود له بل مجرد عبارات وكلمات يتفوهونها لغسل ماء الوجه.
– حتي فيما يخص التعليم قامت وزارة التعليم المصرية بتصنيف برنامجها الحكومي المعتمد من قبلها وخارجية نفس الوطن مع خارجية دول المغترب ومع ذلك وبعد مرور أربعة أشهر يطلبون من طالب إعدادية اذا أراد العودة للوطن دخول تنسيق مدارس المتفوقين أو حتى الثانوية العامة أو الفنية أن يخضع لامتحان تكميلي ، بمعني من لم يقوم بدفعه في مدارس المسار المصري الذي يتراوح سعرها ما يقابله بالمصري خمسون ألف جنيها فعليه دفعها الان مابين تذاكر طائرات للنزول الاضطراري بلا ضمان للعودة يعني ( قطع عيش رسمي) ثم توجههم للإدارة التعليمية لاستخراج شهاداتهم من القاهرة لان حتي اللحظة لم تتوفر شهاداتهم بالسفارات ،ثم سفر اخر لمحافظات محدودة ذات توزيع من قام به قطعا جندي لان منهجيته عسكرية يطبق الية حرب على جنود لا طلاب أكبرهم لم يتجاوز عمره الخامسة عشر عاما دون النظر لعثرات الطريق ولا كلفته ولا حتي مراعاة تشتيت الطالب لأداء الامتحان والادهي تعرضه للامراض وكان هناك عدو لدود سمع ما كتبنا عن نجاح خطة د. شوقي وزير التعليم في رفع المعاناة عن أبناءه في الخارج والداخل باستبدال الامتحانات الورقية بمشاريع بحثية واراد أن يغص المغترب فيخلق فجوة عميقة بينه الوزير واولياء الأمور بعد أن كادت وجهات النظر تتلاقي..
– ما حدث في بعض شواطئ جمهورية مصر العربية والتي حددتهم إحدى المتغطرسات بثلاثة مابين البحري الأحمر والمتوسط ومناطق خاصة بفئة معينه من الناس تتشرط الكمباوندات التي يقطنون بها الا يكون ملاك وحداتها لديه زوجة أو ابنه ترتدين الحجاب ( علشان المنظر العام) ولما لم يضعوا بندا أوقع وأكثر دقة ممنوع المسلمين !!
ومع ذلك فاعاتب كل مسلمة ملتزمه تدخل شاطئ به عري وتجلس وتشاهد مثلها كالرجال من جاءوا ليختلسوا النظر ،فحجابك تاجك يفرض عليك المكان الذي تتواجدين فيه وكنت اتوق لاسمع خبرا يقول العكس أن هناك كمباوند يشترط على الجيران والملاك ألا ينزلون الشواطئ وهم عرايا تماما دون حتى لباس البحر من أجل اكتساب الوان قوس القزح تحت جمرة جهنم الصغرى ( الشمس).
وهذا تصنيف من نوع اجتماعي ،طبقي،ديني،انساني ( يعني مخلاش) ..
-سافرنا العالم شرقا وغربا وبلاد لا يعرفون عن الاسلام شئ ولم يخترق أحدهم خصوصية الآخر ابدا.
اتذكر وقت كنا في شنغهاي عام 2002 وقبل ظهور فايروس السارس مباشرة وجاء علينا رمضان وصام بعضنا والآخر قال نحن على سفر واتفاجئنا أن المرافقون لنا الصينيون عندما علموا أننا صائمون قاموا بتغير بروجرام وضعوه لنا من اشهر بما يتناسب مع صومنا وكنا وقتها وفد كبير نمثل جمهورية مصر العربية والعلاقات الخارجية بوزارة الثقافة المصرية في عهد الصديق الخلوق ( فاروق حسني ) وشريف الشوباشي وكانت من امتع الرحلات وفي عودتنا ورغم أن الطيران يتبع الخطوط السنغافورية ولديهم قائمة طعام بها لحم خنزير ألا أنهم بلغوا الرحلة ومن عليها من طاقمها باحترام الصائمين وتجهيز وجبات ( حلال لهم ) لتناولها عند حلول موعد الفطار .
– بحثت كثيرا في ذاكرتي عن ازدواجية شعوب مثلما اراها في الشعوب العربية فلم أجدها ففي الغرب الكل يحترم الكل حتى وإن كان ظاهريا، بينما في أكثر الدول العربية قد يعاديك مسلما أن رأك مختلف عنه ” ملابسك، أصدقائك، افلامك ، حيث وإن تعففت عن مجارتهم ولم تشاركه سفهم وإسفاههم لا تستبعد أن يدعوك بمتطرف أو اخواني ..

فتجد نفسك أمام أناس ليس لهم تصنيفا الا الازدواجية” إسلامهم ليس كاملا ولا حتى ردتهم، يتحلون بدين مختار وفي قلوبهم كفرا ليس به أي كتاب أُنزل.

عن admin1

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *