ورود وأشواك | بعد القدس ضم وقضم الضفة الغربية

 

تايم نيوز هولندا |بقلم: خالد الأصور

 

ما أشبه الليلة بالبارحة، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فالسيناريو الذي حدث قبل عامين بضم الكيان الصهيوني للقدس، يتكرر بحذافيره بشأن الضفة الغربية.

فقد أعلن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن خطته لضم ثلث الضفة الغربية خلال الأسابيع القليلة القادمة عقب حصوله على الضوء الأخضر الأمريكي، والذي جاء كأنه عقوبة من الرئيس دونالد ترامب للفلسطينيين والعرب لرفضهم خطته المتداولة إعلاميا باسم صفقة القرن، والتي تنطق كل بنودها حصرا بانحياز واضح وفج للكيان الصهيوني، وفرضها لمزيد من التضييق والإذلال وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، وتفريغ مفهوم ” الدولة الفلسطينية ” من أي مقومات حقيقية على الأرض، وكأن ترامب بخطته يقول للفلسطينيين: تريدون دولة، سنمنحها لكم، عليكم ان تكتفوا بالاسم فقط ، ليظل مصيركم، اقتصايا وسياسيا وعسكريا وأمنيا بيد الكيان الصهيوني.

وبينما يمضي نتنياهو في التمهيد لإجراءات ضم الضفة الغربية، سعيا لتحقيق مجد تاريخي سياسي إضافي له، وكذلك لتعزيز فرصه الانتخابية في مواجهة خصومه السياسيين والحزبيين، فما هي الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين والعرب لمواجهة ذلك؟!

نظريا، ثمة أوراق يمكن اللعب بها وعرقلة إجراءات الضم، تتمثل أهمها في إمكانية تلويح العواصم العربية ولاسيما الخليجية التي تقاربت حد التماهي مع الكيان الصهيوني خلال السنوات القليلة الأخيرة، بأن استمرار هذا التقارب مرهون بوقف خطة الضم، ولاسيما أن الاردن ولبنان تقفان كذلك في موقف المعارضة بشدة لهذه الخطة، وما يدعم إمكانية نجاح هذه العرقلة، أن الداخل الصهيوني تلوح فيه هذه المعارضة، حتى ولو كانت في سياق المناخ الانتخابي والتنافس الحزبي، يضاف لذلك قرار البرلمان الأوروبي برفض ضم الأراضي الفلسطينية.

ولكن كل هذه الأوراق، لن تصبح ذات قيمة أو فعالية ما لم تكن هناك إرادة سياسية عربية باستغلالها وإجبار الكيان الصهيوني على إبداء بعض الاحترام للعواصم العربية، وحتى هذه اللحظة، لا تبدو في الافق معالم لهذه الإرادة، وانحصرت ردود الافعال العربية الرسمية في رفض سياسي وإعلامي خجول ما يشجع الكيان الصهيوني على المضي في خططه لضم وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.

عن admin1

شاهد أيضاً

فَيِنْ يُوجِعُكَ ؟ ! | يَا وَاشٍ يَا وَاشٍ يَا حُكُومَةُ

وَكْرِ اَلَأْ چنَدَّاَتُ . . مَضَامِين عَنْكَبُوتِيَّةٍ . . كَوْكَبَ اَلدُّفُوفِ لَا أَمْلِكُ أَدَوَاتٌ اَلْمَطَبَلَاتِيَّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *