طلاق المشاعر

عنتر المصيلحي| القاهرة

.في مجتمعنا نجد العديد من الأسر تخشى الطلاق بمفهومه العام المتداول وهو انفصال الزوجين، لكن هل تساءلنا يوما عن الطلاق العاطفي الذي تعيشه جل الأسر؟ هل أدرك الزوجان أنهما يعيشان حياة سوية أم أنهما يعيشان طلاقا عاطفيا؟
فما هو الطلاق العاطفي؟
حينما تصبح العلاقة الزوجية باردة المشاعر تخلو تماما من الجو الدافئ الهادئ الذي يجدد لها الحياة كلما تسلل إليها الملل.. فهذا طلاق عاطفي
حينما يسيطر الملل على العلاقة الزوجية، وتصبح الحياة باهتة لا مفاجآت ولا مناسبات خاصة يحتفل بها الزوجان ولا هدايا يقدمها كل واحد منهما للآخر لتجديد المشاعر… فهذا طلاق عاطفي
حينما يصبح هم كل من الزوجين الأخذ دون العطاء ولا تهمه احتياجات الطرف الآخر يستهلك فقط دون إنتاج.. فهذا طلاق عاطفي
حينما يصبح هم الزوجة فقط إعداد الطعام وتنظيف البيت وغيرها من الأشغال المنزلية – وإن كانت هذه الأمور لا تقل أهمية- وهم الزوج توفير المال للعيش فقط، دون أن يلتفت أحدهما لحاجات الآخر المعنوية… فهذا طلاق عاطفي
حينما تجد كل من الطرفين يقرر بعيدا عن الآخر، والأخطر من ذلك أن تكون هذه القرارات تخص حياتهما الشخصية التي لا يمكن أن تسير بقرارين مختلفين.. فهذا طلاق عاطفي
حينما تشعر الزوجة بالغربة وهي مع زوجها في بيت واحد والأجدر أن يكون هو أهلها، وتجد الزوج لا يعرف من زوجته إلا تلك العاملة – إن صح التعبير- التي لا دور لها في الحياة سوى خدمة الآخرين – وإن كانت أشرف خدمة للمرأة-…فهذا طلاق عاطفي
حينما تمضي السنون دون أن يسمع أحدهما من الآخر كلمات حب تعبر عن مشاعرهما… فهذا طلاق عاطفي
حينما تجد الزوجة طول الوقت أمام التلفاز، والزوج في المقهى طول النهار مع أصدقائه ولا يجمعهما سوى بضع دقائق لحاجاتهما… فهذا طلاق عاطفي
نعم إنه الطلاق العاطفي الذي ينفصل فيه الزوجان روحا لا جسدا، يفتك بحياتهما الزوجية كالسرطان الذي لا تظهر أعراضه على المريض في غالب الأحيان إلا بعد مدة، ويصعب التخلص منه إن وصل لدرجات متأخرة.
لذا فليحذر الزوجان من هذا المرض الفتاك الذي لا يؤدي بهما إلا لأحد طريقين: إما الاستمرار رغم انعدام الراحة، أو الطلاق الحقيقي.

عن admin1

شاهد أيضاً

شطاف الحمام | أسباب عدم وجوده فى أمريكا وأوروبا

حمامات أوروبا وأمريكا بدون شطاف.. ما السبب وراء ذلك وما أضرارها؟ من في الوقت الحالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *