نسمة ماجد | دمياط
مِن مِنَّا لَا يَتَذَكَّرُ أَوَّلَ يَوْمِ الْعِيدِ وَنَحْن صِغَارٌ . كُنَّا نستيقظُ أَنَا وَإِخْوَتِي قَبْلَ شُّرُوق الشمس ونرتدي مُلَابِس الْعِيدِ الجديدة المبهجةٍ ثُمَّ نَخْرُجُ لِلصَّلَاة تَتَشَابَكُ أَيْدِينَا وَ تَتَوَحَّد ابتسامتُنا , الْكُلُ فِي الْمَسْجِدِ يهنئون بَعْضَهُم الْبَعْض كُلِّ سَنَةٍ وَأَنْتَ طَيّب و أَنْت طَيِّبَة الكحك و البسكوت
و البلونات شعااارنا فِي الْعِيدِ . تَأَتَّى الصَّلَاةُ أَوَّلًاً ثُمَّ نَنْطَلِقُ لِزِيَارَةِ الْأَهْل وَصِلَةِ الرَّحِمِ ومعايدَتهم وَأَخَذ الْعِيدِيَّة بِمُنْتَهَى السَّعَادَة وكأننا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَشْتَرِي الْعَالِمَ بِتِلْكَ الْجُنَيْهَات . هَكَذَا هُوَ الْعِيدُ فِي مُعْظَمِ بِلَادِنَا الْعَرَبِيَّة , يَرْتَبِط بمشاعر الْفَرْحَةِ وَصَلَاةِ الْعِيدِ وزيارات الْأَقَارِب وَالحَلَوِيَّات بِاخْتِلَاف مُسَمَّيَاتِهَا ؛ فِي مِصْرٍ نلاقي الكحك وَفِي سُورِيا والأردن وَلُبُنَان نلاقي الْمَعْمُول وَفِي تُونُس حالمقروز وَفِي الْأَمَارَات تُوجَد اللقيمات روح وَغَيْرِهَا مِنْ المشُهيات . . حَتَّى وَإِنْ كُنْت مِنْ المغتربين تَظَلُ مُتَمَسِكًا بِبَعْضِ هَذِهِ الطقوس , تُحَاوِل التَّوَاصُل مَعَ الْأَهْلِ ومعايدتِهم وَالْخُرُوج لِصَلَاةِ الْعِيدِ وَمُقَابِلُه الْأَصْدِقَاء وَالتَّنَزُّه . . وَلَكِنَّ هَذَا الْعَامِ يَأْتِي الْعِيدُ مختلفًا بِفِعْل أَزْمَةٌ الفَيرِس الْحَالِيَّة ولأَوَّلِ مَرَّةٍ سنفتقد الْخُرُوج لِصَلَاةِ الْعِيدِ وَتَكْبِيرَات الْمُصَلِّين والزيارات وَغَيْرِهَا وَلَكِن العيدَ هو العيد عَلَيْنَا أَنْ نحتفظَ بالبهجة وَكُلُّنُا إيمَانٌ أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ سينقضي وستعودُ الْحَيَاةُ كَمَا كَانَتْ وَسَيأْتِي عَامُ جَدِيد بأعياد سَعِيدَة بِإِذْنِ اللَّهِ . . دَعَوْنَا نَسْتَقْبِلُ الْعِيدَ بأمنياتٍ طَيِّبَة و بكحكاتٍ وَغَرِيبَةٌ و بكوب مِن الشَّاي الْمَضْبُوط و التليفونات و المسجات دَعَوْنَا نَحْمَدُ اللَّهَ أَنْ بَلَغَنا رَمَضَان و بَلَغَنَا فَرَحُهِ الْعِيد دَعَوْنَا نُعَدِّد هَذِهِ النِّعَمَ و تِلْك العاطايا دَعَوْنَا نردد أَهْلا أَهْلًا بِالْعِيد مَرْحَبٌ مَرْحَبٌ بِالْعِيد .
لمشاهدة الفيديو اضغط اللينك التالي