جائحة “اللإنسانية” تسابق كورونا فى هلاكنا…

مديرة تحرير تايم نيوز- ليندا سليم :

-كشفت لنا جائحة كورونا كم بلغ البعض من الجهل ارزله فى أسلوب إستقبالهم لفكرة كونهم مرضى أو أهالي لمرضى أو جيران وزملاء لمريض كورونا…

-مشكلتنا تكمن فى الوعي العام تجاه مواجهة ازماتنا وكيف نتعامل معها دون مخافة نظرة من حولنا ومعايشة مصير سبق وسمعنا عنه فيه سرد لحكايات سابقة مع مصابين ومخالطين وموتى، وكلها تشعرني بلقشعريرة كلما وضعت نفسي مكان ذلك المريض الذي يخاف ذويه الإفصاح عن مرضه وجلب له المساعدة الطبية التي تنجده وتنجدهم معه من إستفحال المرض بينهم وبين جيرانهم وكل مخالط لهم ،والسبب هو مخافة نظرة البعض لهم بأن بيتهم صارا موبوءا …!

-منهم من يتعامل مع مرضه بخسة ويخالط من حوله بمنتهي الإستهتار و البلادة ويتسبب فى إنتشار المرض كي لا يكون مصابا وحده حتى لا يرى نظرة الخوف عند الاقتراب منه، إلا من رحم ربي فيعزل نفسه داخل بيته مع استخدام كل البروتوكولات اللازمة حتي يتعافي من المرض، أو تسوء حالته فيضطر عندئذ أن يخرجه ذوية الي احدى المشفيات وهو يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة فيموت فيصطدم أهله بما خشوه، يهرب المغسل من غسلة وترفض السيارات المخصصة نقله ويرفض أهل الحي دفنه بمقابرهم …

-كلها قصص يشيب لها الرأس وتقشعر منها الابدان والادهي تعامل الآخرون المتعافون مع هذه الحالات فتجد فى وسائل التواصل الاجتماعي من يسال فى اي بيت جاءت سيارة الإسعاف لتنقل مصاب كورونا ؟! وكأنه مصاب بالسعار وتبدء النصائح بالإبتعاد عن المنطقة (ج) لان فيها اهل مصاب ومنطقة (د) لان في شخص إدعي أنه عمل عملية زائدة وأنه كاذب مصاب كورونا…

-وغيرها من الروايات التي تجعل اي مصاب غير واعي يخاف ويهرب ويفضل أن يموت بعيدا وحيدا من النظر له وكأنه وباءا وهو فقط حامله !!

-لم يقتصر هذا السلوك علي بلد بأعينها ولكن اخر خبر رصدته هروب حالات مصابة من مشفي شارل نيكول بتونس حتى لا تكشف عن هويتها!

-وفى الاردن صرح وزير الصحة الأردنى إن مصابا بفيروس كورونا هرب قبل دخوله العزل فى احد مشفيات عمان!

-وفى اليمن هرب شابا يمنيا بعد أن تأكد إصابته من مستشفى ابن سينا فى حضرموت وبعد تجهيز غرفة حجر صحى له عقب عودته من الخارج!

-وفى العراق إستقبل مصاب كورونا عددا من الزائرين من أقربائه وأصدقائه للاطمئنان على صحته في ردهة أحد مشفيات محافظة واسط داعيا إصابته بعجز كلوي مخافة الفضيحة !

– واخر عشائري فى العراق ايضا هدد طبيبه بعدم التصريح بإصابته حتي لا يفقد هيبته بين عشيرته أثناء احتجازة فى مشفي الحسين التعليمي!

-وفى مصر روت إحدى الطبيبات تفاصيل هروب أحد المشتبه فى إصابتهم بفيروس كورونا من الحجر الصحي من مشفى الصدر بدمياط بعد أن إدعى الخروج لشراء بعض الاحتياجات !

-وفى مدينة كفر الزيات شعر مواطن بأعراض تشبه الإصابة بفيروس كورونا، وبانتقاله إلى مستشفى الحميات للفحص والعلاج،وعندما علم جدية إصابته هرب !

– وغيرها الكثير من الإرصادات نعايشها ما بين الدقائق لا الساعات ولا الليالي  فى مختلف دول العالم  وليست مقتصرة على فيما ذكرتهم سلفا  وحسب .
-ومن الوقفات التي هزتني بشكل خاص كان لإبنة شابة كتبت فى إحدى جروبات social Media, Facebook ان والدها لديه أعراض الجلطة ولكن والدتها ترفض تركها تتصل بالإسعاف والطوارئ مخافة أن يظنوا جيرانهم أنه مصاب كورونا !
وغيرها من الروايات التي تجعلك تقف فى متاهة تحدق بين اركان عقلك من السبب؟!
– اهي ثقافة التعامل مع الأوبئة ومصابيها التي تنقصنا ؟! وهل هذة أولها؟! فقد سبقتها سلالات عديدة أشهرها سارس واقدمها الطاعون ، ولم نعايش ذلك الكم من الجهل فى التعامل مع أي جائحة ، وكنا اكثر رحمة واكثر حكمة واكثر إحتسابا وتوكلا مع أخذ الإحترازات الوقائية اللازمة دون إسفاف وبرحمه…
– أناشد كل الجهات المعنية من إعلام وصحة وحلقات تواصل وجهات متفاعلة مع الجمهور باي شكل ما أن تبث برامج تثقيفية تخاطب كل فئات المجتمعات بالداخل والخارج ، المثقفين ودون ذلك ،الواعين ودونهم مع توعيتهم بكيفية مساهمتهم فى توعية الأقل منهم إدراكا فى التعامل بأسلوب لائق وإنساني مع تلك الجائحة والتي نسأل فيها المولى أن تكون عابرة تترك أثرا يقربنا إليه فنتحد لا تلفظنا أدميتنا فيبغضنا لنتدنى ونستوحل فنهلك ،فيزيدنا هجرا لإسرافنا فى إستغلال رحمته.

عن admin1

شاهد أيضاً

تذكروا أن يران غير عربية

كتبت | بلقيس حسن ليس دفاعا عن إيران فأنا اختلف معها في كثير من المواقف، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *