محمد خليفة يكتب: فادية عبد الجواد.. أول طبيبة مصرية صماء فى العالم تنتصرعلى المرض!

يحل علينا  يوم 16 مارس الجارى اليوم العالمى للمرأة ، تضرب فيه المرأة المصرية أروع الأمثلة على اليقين بالله والصبر الذى تحمّلته طوال اكثر من 4 عقود خلال مشوار حياتها، ومن هنا اقول ليس هناك شئ اسمه مستحيل، فإيمانها بالله وتعلَّقها باليقين الإلهى، كان وراء قصة نجاحها حتى أصبحت طبيبة واستشارية للأمراض الجلدية.. فما هي حكاية الدكتورة فادية عبد الجواد بنت مصر التى انتصرت بإرادتها على المرض؟!

أصيبت “فادية”  بالحمى الشوكية فى 23 مارس عام 1973 وهي فى الصف السادس الابتدائي، ترتب عليها فقدها السمع نهائياً. دخلت بعدها في غيبوبة لعدة أسابيع وهى بنت 11 عامًا،

بعد خروجها من المستشفى وانتهاء الامتحان وظهور النتيجة كان هناك فترة قصيرة من توتر وقلق وصدمة وعدم فهم لما يحدث لها..

وفى ليلة بكت فيها حتى تورمت عيناها ، ثم قامت فتوضأت، وصلت وقرأت بضع صفحات من القرآن الكريم ثم حاولت النوم،

فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رؤية جميلة أضاءت قلبها وروحها، ولا تزال بنور إلهى وشعور بالرضا وتقبٌّل كل ما ياتى به الله سبحانه وتعالى..

 

وظلت لشهور لا تستطيع المشى بمفردها باتزان لأن العصب السمعى المسئول عن السمع الذى تأثر بالحمى مرتبط مع العصب المسئول عن الاتزان..

وكانت رحلتها مع أول تحدى لها، أن دربت نفسها على المشى فى حجرتها لعدة أسابيع، ثم فاجأت أسرتها بقدرتها على المشى بمفردها دون أن تستند على الحائط، كما كانت تفعل ويومها شعرت باقتراب انتصارها على ما تعانى منه..

وقررت أن تكون فتاه  تفخر بها أسرتها وليست مثاراً للعطف والإشفاق وقررت رفع شعار” العلم سبيلها وسلاحها ” فلا سبيل لها غيره…

كانت أول عقبة واجهتها هى امتحان الإملاء فى الشهادة الابتدائية، وعدم قدرتها على قراءة حركة الشفاه والتى علمتها لنفسها فيما بعد..وبعد التعب والمشقة التى خاضتهما لتحقيق حلمها، حصلت على مجموع 95% فى الشهادة الابتدائية، وكانت الدرجات الناقصة بسبب الإملاء، وانتقلت إلى مرحلة أخرى فى حياتها..

 

بعد امتحان الابتدائية وتفوَّقها فيه التحقت بمدرسة غمرة الإعدادية، وحصلت على المركز الأول على كل طالبات المدرسة فى الشهادة الإعدادية بمجموع 96%، ثم التحقت بمدرسة العباسية الثانوية، وكنت الأولى أيضاً فيها بمجموع 97.5%، وفى هذه الأثناء علَّمت نفسها كل شىء وأتقنت قراءة حركة الشفاه، وكانت تظل تنظر فى وجوه الناس وفى شاشات التلفاز وتقرأ حركة الشفاه،ولم تقف الفتاة فادبية عبد الجواد عند هذا الحد ، بل تعدى سقف إصرارها فكاتت

تقول لنفسها ..أنا لست أقل من الدكتور طه حسين أو “هيلين كيلر” وكلاهما كان يعانى أكثر منى وحققا انجازا مبهرا..

وبناء على كل التحديات التي صادفتها  فادية قررت الالتحاق بكلية الطب حلم حياتها فقد كان الأمر مختلفاً تماماً ووجدت أمامها جبالاً من الصعوبات تواجهها ..

كانت كل خطوة وكل حركة وكل محاضرة وكل شىء تقريبا بمثابة حجراً يقابلها ، إلاَّ أنّ اليقين بالله والإيمان كان سلاحها ، فكانت تقضى نهارها كله فى الكلية والمشرحة والمعامل تحاول فك شفرات المناهج الصعبة والكتب، حتى تغلبت على كل هذه الصعوبات سنة وراء سنة حتى  تخرجت من كلية الطب عام 1986،  وكانت أمنيتها التخصص فى ” النساء والولادة” ولكنها كانت مع موعد مع تخصص آخر بعد حصولها على نيابة الأمراض الجلدية من مستشفى منشية البكرى..وهى حتى كتابة هذه  السطورتعمل استشارى أمراض جلدية، وعملت بعد تخرجها فى مركز رعاية الأمومة والطفولة..

ثم استقالت وسافرت للخارج، وعندما عادت تعاقدت مع التأمين الصحى ثم تم ترشيحها للعمل فى التفتيش والمراجعة الفنية..

عملت 3 سنوات بمجمع التوفيق فى باب الشعرية، بعدها فضلت أن تكون طبيبًا حراً وعملت فى المراكز الطبية الخاصة ثم عيادتها ومركزها الطبى الخاص.

تزوجت أثناء دراستها وأنجبت ابنائها الأربعة ولدين وبنتين

وفى عام2006  كان موعدها مع المعجزة التى كانت حلماً لها منذ تعرضها لفقدان السمع، ، وبعد 33 عاماً من الأهات أجريت لها عملية زراعة القوقعة الأولى.. ولأول مرة تعود الطبيبة الصماء لتسمع  أصوات أولادها وهم ينادون عليها ” ماما …ماما” من خلال أٌذن واحدة فقط  فبكت بكاء الفرح وبكى الجميع فرحاً بعودتها للطبيعة التى خلقها الله عليها.

وفى شهر فبراير عام 2014  كانت رحلتها الثانية لاجراء جراحة زراعة القوقعة الثانية، وبعد خروجها من غرفة العمليات واستفاقتها ، كان الربح .. ربح الإيمان بالله وقوة بقينها بالخالق سبحانه وتعالى..  صارت الدكتورة فادية عبد الجواد ،تسمع بكلتا الإذنين، وخرجت بالكامل من عالم الصمت الموحش الكئيب إلى عالم الأصوات.. اصوات العصافير وهى تغنى ، سمعت الناس ، وأصوات “كلكسات” السيارات المزعجة،  وهى تحلَّق فى سماء دنيتها الجديدة التى حرمها المرض منها منذ طفولتها وحتى تخرجها من كلية الطب .. كانت الطبيبة فادية فى ذلك اليوم تطير   والبهجة جناحيها  .. الأبناء حولها فريحون، الأقارب مبتهجون، حتى مرضاها التى كانت تعالجهم ، الكل احتفل بعودة السمع لها ..

وحقا لا يمكن وصف ما تشعر به بعد41 عاماُ من الصمم أصبحت اليوم تسمع أدق الأصوات، وفى المستشفى علمت من اطبائها ، أنها الطبيبة الوحيدة فى العالم أجمع التى تخرجت فى كلية الطب بحالة الصمم..

حقاً فحين ينتصر الإنسان على نفسه بقوة إيمانه ويقينه بالله ، فلن يصبح هناك ما يسمى مستحيلاً..

فلا تلقوا بالاً لمعاول الهدم وبعض النفوس الشريرة التى تمتلىء حسدا وغيرة عندما ترى تميزاً وانجازا ًونجاحاً فتحاول هدمه وهدم صاحبه لأنها لا تستطيع أن تقوم بمثله، هكذا كانت نصيحة الدكتورة فادية عبد الجواد استشارى الأمراض الجلدية وأول طبيبة صماء فى العالم تنتصر على المرض وتصبح إنسانة طبيعية وهبها الله جائزة صبرها على مدار اربعة عقود عانت خلالها من فقدان السمع!

عن admin1

شاهد أيضاً

شطاف الحمام | أسباب عدم وجوده فى أمريكا وأوروبا

حمامات أوروبا وأمريكا بدون شطاف.. ما السبب وراء ذلك وما أضرارها؟ من في الوقت الحالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *