جهاد ناصر تكتب: الغزل العفيف عند قدماء المصريين

علي الرغم من قله اختلاط الفتيان والفتيات قبل الزواج في مصر القديمة حيث انقسام المجتمع ما بين الاتجاه المتحفظ الذي اصر فيه الآباء والمربون علي ضرورة الإلتزام به فكانوا يحذرون الفتيات من زيارة البيوت في غيبة رجالها بغير استئذان وينكرون علي زائر البيت ان يخالط نسائه وفتياته وهو ما استجاب له معظم البنات والفتيان بدافع الطاعة وحب العفة والاحتشام الا ان هذا الاتجاه قابله اتجاه أحلَّه أهل العشق والمراهقون لأنفسهم عبرت عنه اغاني وصلت الينا من عصر الدولة الحديثة.

تلك الاغاني التي تفيض رقة والتي فيها نلمس العفة والحنان يتغزل فيها الحبيب بمحبوبته غزلا ساذجا خالي من التكلف والتصنع ولدينا ثلاث مجموعات احدها في متحف تورين اما المجموعتان الثانيتان في المتحف البريطاني ونلاحظ ان الفتي يقول لحبيبته اختي وهي تدعوه اخي ويمكن ايجازها بعبارات مرسلة وفيها ما يصر الفتي علي انه لو فصل بينه وبين حبيبته بحر تخطاه او تمساح لاقاه.

“أن حب اختي علي الشاطئ الاخر ويفصل بيننا مجرئ ماء ينتظر تمساح علي رمل شاطئه…. أن قلبي جرئ في الماء كأنما الماء ارض تحت قدمي ان حبها ما جعلني في مثل هذه القوة. “

ويود اخر ان يمرض فتزوره حبيبته مع بعض الاقارب ويتمني اخر ان يسحر خاتم في اصبع حبيبته” ليتني كنت الخاتم الذي..” او يكون لمعشوقته وصيفه حتي يتثنى له رؤياها “ليتني كنت جاريتها التي تقوم علي خدمتها…. ليتني كنت غاسل ثيابها ولو مدة شهر واحد لأغسل العطر الذي في ثيابها …”

و هناك بعض الاغاني الشعرية التي تتحدث عن جمال الريف والطبيعة فيه وكيف يسعد الانسان فيه وكيف اثرت هذه الطبيعة علي ما يلقيه الحبيب من شعر وغزل لحبيبته ” ان حبك يخترق جسمي كله مثل .. وقد امتزج بالماء مثل تفاح عندما …يمتزج بها او مثل خميرة وقد امتزجت بـ…”

“اسرع لتري اختك كما لو كنت فوق جواد”

كذلك “… الحبيبة مثل حقل تملؤه ازهار اللوتس وصدرها مثل تفاح الحب.. ان ذراعيها مثل … ان حاجبها فخ لصيد الطيور مصنوع من خشب المرو وانا البطة التي اوقعتها الدودة في الفخ”

وعلي ايه حال يتبين مما سبق وكما يري بعض الباحثين ان شعر الغزل قد وصل الي شكل ربما يدل علي ممارسة ليست بالقليلة يشير الي ذلك اختيار اللفظ وتكوين العبارة وليس من المستبعد ان صدق التعبير وجمال الاسلوب انما يؤثر في عواطف السامعين فيلتمس منها شفاء الروح

حبيبي قلبي يتمني حبك وكل ما تفكر فيه هو لك …… لدي حبيب لي انا وحدي ,وقلبي يوائم قلبك تماما ولن ابعد عن جمالك يا حبيبي , يتوقف قلبي في الكعك اللذيذ امامي, ولكن مذاقه كالملح في فمي يا أجمل كل الناس , كم اود أن اشاركك بيتك زوجة لك كي تضع علي ذراعي ذراعك ولكنك ادرت عني وجهك ..”

ورغم ما وصل لينا من اغاني الا انه يصعب اداؤها الآن بأوزانها الفعلية القديمة ولكن علي ايه حال وجدنا كيف كان يتغزل الحبيب في حبيبته رغم قيود وتحفظات المجتمع

عن admin1

شاهد أيضاً

  الــ تيك توك والــتوكتوك (1-2)

  مابين الــ «تيك توك» والــ «توك توك» وانحدار منظومة الأخلاق العربية المعاصرة!! مع أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *