صراع المصالح : الحرب بالوكالة فى ليبيا

 كتب : د احمد نجم

بالرغم ان الصراع على السلطة فى ليبيا بين قوتين اساسيتين وهما حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج والجيش الليبى بقيادة المشير حفتر، وبعد استيلاء حفتر على الاراضى الشرقية لليبيا ومحاصرته لطرابلس مقر حكومة الوفاق ومحاولاته الاستيلاء عليها الا ان المحللين العسكريين والسياسين يدركوا تماما ان الحرب لن تنتهى وذلك لانها حرب بالوكالة يتصارع فيها دول كثيرة اخرى للحفاظ على مصالحها فى ليبيا . .

* فتركيا ، الراعية للإسلام السياسي، تدعم عسكريا حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج بإمدادها بالطائرات المسيرة والآليات والطائرات الحربية، وقطر، شاركت عسكريا مع حلف الناتو في الإطاحة بنظام القذافي ، وتدعم الان حكومة الوفاق الوطني وتمول الجماعات المتطرفة وجماعة الاخوان المسلمين فى ليبيا ، وايطاليا ، تدعم حكومة الوفاق الوطني الليبي المتواجدة في طرابلس لتأمين صادراتها من الطاقة، ولحماية مصالحها النفطية التي تخضع لسيطرة حكومة الوفاق ممثلة فى حقل “مليتة“، وايضا شراكة إيني الإيطالية مع المؤسسة الوطنية للنفط والتى تقع في طرابلس ،

وروسيا ، تعترف رسميا بحكومة الوفاق الوطني على غرار المجتمع الدولي، الا انها تدعم المشير حفتر عسكريا من خلال ارسالها لجنود مرتزقة يقاتلون ضمن الجيش الليبى ،

وفرنسا ، تدعم على المستوى الدبلوماسي عملية السلام حيث دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف إطلاق النار ، وكذلك نفت فرنسا تقديم أي دعم لقوات الجيش الوطني الليبي في هجومها على طرابلس ، وعلى النقيض تدعم المشير حفتروتعتبره حليفا قويا في الحرب على الإرهاب ،وذلك لحماية الامتيازات النفطية الفرنسية والتى تقع ضمن نطاق المنطقة الشرقية من ليبيا والتى تحت سيطرة الجيش الليبى ،

والولايات المتحدة كانت على الحياد ، لكنها انضمت مؤخرا إلى معسكر داعمي المشير حفترحيث أشادت واشنطن “بالدور الهام الذي يلعبه حفتر في مكافحة الإرهاب وفي تأمين الموارد النفطية في ليبيا” ، ودول الخليج ، وعلى رأسها السعودية والإمارات العربية المتحدة وهما الداعمان الاساسيان لحفتر والتى تنظر إلى بعض تيارات الإسلام السياسي ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين، المدعومة من خصيمتها قطر، على أنها عدوها الأول على الساحة ،

اما مصر فهى أهم حليف للجيش الليبى فى محاربة الجماعات الاسلامية المتطرفة والاخوان المسلمين للحفاظ على الامن القومى المصرى غرب الحدود المصرية ، وقد صرح السيسى بوضوح فى مؤتمر برلين قائلا : “لن نسمح لأحد” بالسيطرة على ليبيا، ومصرلا تتعامل مع ميليشيات أو تنظيمات مسلحة، ولكن تتعامل مع الجيوش الوطنية النظامية الشرعية، وأكد على أن وقف إطلاق النار يجب أن يقوم على نزع أسلحة كافة المليشيات المسلحة.

المصالح متشابكة ومتضاربة والقوى الخارجية المتصارعة كبرى لن ينتصر احدها على الاخروستطول الحرب والخاسر فقط هو الشعب الليبى باستمرار الصراعات الدموية الداخلية كما فى العراق وسوريا . انه الاستعمار الجديد فى اشد صوره للاستيلاء على خيرات بلادنا وثرواتها .

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

مسافات | مقالة للكاتب سعيد السبكي تفوز فى مُسابقة اتحاد القيصر للآداب

كتبت | هبه الابياري في رحلة أنشطة ثقافية مُستمرة واصل اتحاد القيصر رسالته الأدبية فبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *