الدين والمِلة

بقلم : يحي سلامة

أنت عارف رؤوف علوان لا له دين ولا ملة

هذه الجُملة قالها الفنان الراحل سمير صبري في فيلم (اللص والكلاب) في إشارة إلي زميله في السكن الجامعي ( رؤوف علوان ) الذي لعب دوره بجدارة الفنان الكبير الراحل كمال الشناوي الذي قام بدور الإنتهازي والمُتاجر بالشعارات والمبادئ القابلة للتغيير تبعا لتغير الظروف والمرحلة .
أن شخصية رؤوف علوان أراد لها أديب نوبل الكاتب ” نجيب محفوظ ” أن تكون فكرة وشخصية صالحة لكل عصر وكل مرحلة .
لنجد بيننا اليوم أكثر من رؤوف علوان في الساحات الأدبية والسياسية والدينية أيضا .

وأخيرًا ذلك البرنامج المُثير للجدل الذي يقدمه شيخ هرم طاعن في السن أثار الجدل بفتاويه وآراؤه الشاذة والخارجة عن الإجماع، وأنا هنا لا أناقش تلك الفتاوي ومدي صحتها أو خطأها فهذا ما لا أدعيه لأني غير متخصص في الفقه الإسلامي.

ولكن كمسلم وأقول ( مُسلم ) فقط ولا أدري مدي قبولي عند الله سبحانه وتعالي فأنا أول المُقصرين، أقول أنه قد تم تعريف الدين وتم تعريف المُسلم في كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهذا التعريف ليس خاضع ويجب ألا يخضع للاجتهاد البشري والعقلي، فالدين عند الله هو (الإسلام) وهو الدين الذي دعا إليه أنبياء الله ورسله عليهم السلام منذ أدم عليه السلام وحتي رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، فجميع الأنبياء والرسل ومن تبعهم وأمن بهم هم مسلمون وعلي دين الإسلام وكل من أمن بالله وبرسالة سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم هم مسلمون وهذا هو التعريف القرآني للإسلام والمسلمين .

والله سبحانه وتعالي أعلم بنا وبأحوالنا من أنفسنا وربما بيننا من يكتمون إيمانهم وحالهم مع الله ربما أفضل من حالنا نحن حيث قال تعالي في ذلك (ومنهم قسيسون ورهبان يؤمنون بالله واليوم الأخر ) وأيضا قوله تعالي ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ).

فالله سبحانه وتعالى هو من حدد الدين وحدد الأتباع وحدد المؤمنين وهو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين.
لأقول في الأخير أن الشيخ ( رؤوف علوان ) أراد أن يساير المرحلة وأن يغازل الأخر أو الأخرون بدعوي تجديد الخطاب الديني وأن المسلمين لا يحتكرون الدين ولا الملة ولا يملكون الحقيقة وحدهم ولا الجنة وحدهم فأصحاب الملل والمعتقدات الأخري والأديان الوضعية هم شركاء معهم ولهم حقوق كما للمسلمين حقوق .

وأقول لكل رؤوف علوان أن كل الأفكار المعنوية والأشياء المادية قابلة للشراكة ماعدا العقيدة فهي لا تقبل بالشراكة أبدا قد أكون مسلما شيوعيا أو ليبراليا أو مؤمن بأي فكر أخر وبالطبع لا يمكن أن أكون مسلما بوذيا مثلا أو يهوديًا نصرانيًا أو نصرانيًا كونفوشيوسيا الخ . . .وهكذا.

أما الحديث عن الجنة والنار فهذا موضوع المقال القادم بإذن الله تعالى.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

مسافات | مقالة للكاتب سعيد السبكي تفوز فى مُسابقة اتحاد القيصر للآداب

كتبت | هبه الابياري في رحلة أنشطة ثقافية مُستمرة واصل اتحاد القيصر رسالته الأدبية فبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *