أنوار الذاكرة | السفير محمد كمال الدين صلاح أول دبلوماسي شهيد في الصومال!

أكد سامح شكري وزير الخارجية المصرية مؤخراً اهتمام مصر بالعلاقات مع الصومال، اتصالاً بروابط تاريخية عميقة على المستويين الشعبي والرسمي؛ مؤكداً أن العلاقة العميقة بين البلدين وراء تأكيد مصر تضامنها مع الصومال، ضد محاولات إثيوبية ترمي لانتهاك سيادته وسلامة أراضيه.

كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي

لا يعلم كثيرون أن مصر دفعت “فاتورة” هذه العلاقة الخاصة مع الصومال، ومن أولها، و منذ استقلاله؛ في استشهاد أحد أبنائها البارين: السفير محمد كمال الدين صلاح، يوم 16 أبريل/ نيسان، 1957 نيسان(47 عاماً)

!! شهيد.. بخنجر مسموم! 

فعندما كان السفير الشهيد متجهًا للقنصلية المصرية، في العاصمة “مقديشيو”، ووصلها قُرب الواحدة ظهراً هاجمه شاب صومالي، أصابه بـ ” 7″ طعنات من “خنجر مسموم”، وقد ترك القاتل الخنجر في ظهره عند الطعنة الثامنة؛ بعد أن تجمع الناس في حديقة القنصلية، وقاموا بالقبض عليه، ما أصبح معه الشهيد أول دبلوماسي مصري يٌقتل في الخارج! وكانت مصر قد اختارت الشهيد عام 1954، ليمثلها في المجلس الاستشاري لمجلس “وصاية ثلاثي” شكَّلته الأمم المتحدة من: مصر والفلبين وكوبا، عام 1950؛ ليتولى الإشراف على الحكومة المحلية الصومالية لمدة 10 سنوات تنتهي عام 1960، قبل أن تتولى الصومال بعدها حكم نفسها بنفسها.

دعم مصر.. للصومال!

وقد عمل الشهيد البطل على بذل جهود جبارة في سبيل تحقيق الصومال لاستقلاله قبل نهاية فترة الوصاية؛ حيث قام بتدعيم اللغة العربية، والثقافة الإسلامية، وإنشاء مركز ثقافي يتكون من: مدرسة ثانوية، ومكتبة، وعيادة خارجية، ودار للمعلمين وسينما، وطالب مصر بإرسال بعثة تعليمية دينية ومدنية؛ فأرسلت بعثة مكونة من 19 معلماً ومعلمةً، بجانب 7 من علماء الأزهر، كما عمل على إصلاح الاقتصاد الصومالي، بالاستعانة بخبراء من الأمم المتحدة، والحصول على مساعدات من البنك الدولي، وتسهيل عمليات إقراض للصوماليين، وخلق رأس مال صومالي، وتعليم الصوماليين الصناعات المنزلية، كما استدعى خبيراً مصرياً لزراعة القطن في الصومال!

أسباب.. توتر العلاقات!

 ويفسر اغتيال الدبلوماسي الشهيد سر اهتمام مصر بدورها في الصومال، ومنذ خمسينيات القرن الماضي؛ وخاصةً بعد توتر خيَّم على العلاقات بين الصومال وإثيوبيا مؤخراً؛ حيث أكد سامح شكري وزير خارجية مصر “الحرص المصري على تأكيد الأهمية التي توليها مصر لأمن واستقرار الصومال، والاستعداد لتسخير القدرات والإمكانيات المصرية لمساعدته في بناء كوادره الوطنية، وتنفيذ خططه التنموية ودعم استقراره”. وكان توتر العلاقات الصومالية الإثيوبية قد نشأ عقب توقيع” أديس أبابا” مذكرة تفاهم مع “أرض الصومال”؛ وهي منطقة شبه صحراوية على ساحل خليج عدن كانت محمية بريطانية حصلت على استقلالها عام 1960، واندمجت مع الصومال، التي كانت تحتلها إيطاليا لتكوِّنا معاً جمهورية الصومال، ثم استقلت عنها دون أن تعترف بها الأمم المتحدة، عام 1991؛ عقب الإطاحة بالرئيس الصومالي السابق سياد بري.

الصراع .  . مشكلة كبرى!

وتسعى إثيوبيا لإيجاد منفذ لها على البحر الأحمر، باعتبارها الدولة غير الساحلية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم، بعد أن فقدت موانئها عقب انفصال إريتريا عنها في أوائل التسعينيات! ومنذ ذلك الحين، اعتمدت إثيوبيا بشكل أساسي على”جيبوتي” الدولة الأصغر في عمليات تصديرها واستيرادها! وينص الاتفاق على منح أرض الصومال لأثيوبيا منفذًا على البحر الأحمر بطول 20 كيلومترًا لمدة 50 عامًا، يضم ميناء” بربرة” وقاعدة عسكرية؛ مقابل اعتراف إثيوبيا رسميًا بأرض الصومال جمهورية مستقلة! وكانت دول عربية عديدة قد أكدت معارضتها لاتفاق إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال “صومالي لاند”، واتهمت القاهرة أديس أبابا بـ”بث الاضطراب في محيطها الإقليمي”؛ حيث تعد “أرض الصومال” بالنسبة إلى “الصومال” جزءًا لا يتجزأ من أراضيها؛ ولذا فإن أي اقتراح بإمكانية عقد صفقة مع دولة أخرى، أو تأجير أجزاء منها، دون موافقة مقديشو؛ يمثل مشكلة كبرى!!

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

سعيد السبكي حصل على وشاح ملكي بدرجة فارس من ملك هولندا

كتبت | هبه الابياري هي ليست قصة نجاح مصرية فقط بقدر ما هي تكريم وتقدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *