التسويق الابتكاري وتسويق النوستالجيا وجهان لعمله واحده لتحقيق رياده الأعمال

بقلم | دكتوره اميره ابراهيم
من منا لا يشعر بالحنين عندما يري شيئًا يذكره بالماضي؟ ربما كان هذا الشيء المميز منتجًا او سلعه او شعور احسسته ومازال يتذكره عقلك ويشعر به قلبك
والجدير بالذكر ان النوستالجيا لن تتوقف عن كونها شعور نفسي فحسب بل أنها إمتدت للاستفاده منها في كافه العلوم ومنها علم التسويق فظهر (التسويق بالنوستالجيا وحقق نجاح باهر

ما هو التسويق بالحنين إلى الماضي؟
إن التسويق بالحنين إلى الماضي أو التسويق بالنوستالجيا (Nostalgia Marketing )هو استراتيجية الاستفادة من المفاهيم الإيجابية من الماضي لبناء الثقة للأفكار الجديدة وتنشيط الحملات الترويجيه الحديثه
بمعنى آخر، إنه طريقة لربط شركتك أو مؤسستك أو اعلانك بشيء يحبه العملاء بالفعل ولديهم ذكريات جميلة معه. يمكن النظر لفكرة التسويق بالنوستالجيا على أنها طريقة لمواءمة الحملات الإعلانية مع الأشياء التي تثير ردود فعل عاطفية من الماضي، فمعظمنا يعلم مدى قوة التسويق العاطفي وقدرته على إقناع العملاء باتخاذ فعل الشراء.

فمن منا لا يملك ذكريات جميلة عن أيام شبابه وطفولته ، مثل الطعام الذي تناولناه والألعاب التي لعبناها، وحتى الموسيقى التي استمعنا إليها، فمن منا لا يتذكر صوت فيروز العذب مع المطر أو علي شاطئ البحر أو اغنيه لأم كلثوم في لحظه حنين وعشق

إذن تجارب الماضي هي التي تساعد في الحقيقة في تكوين شخصياتنا وهوياتنا في الوقت الحاضر. عندما نرى هذه الذكريات من ماضينا لا نفكر في اللحظات السعيدة فقط بل غالبا ما نشاركها مع من حولنا من أصدقائنا أو عائلتنا بحسب الذكرى. هذه الذكريات تجعلنا نفكر بأيام لم تكن لدينا فيها أية أحزان أو مشاكل
هذا الشعور يجعلنا نسافر عبر الزمن إلى وقت آخر وحقبة مريحة من حياتنا.

أهمية الحنين للماضي من منظور علم النفس
إذا كنت مسوقا أو مهتما بالتسويق فغالبا أنك تحاول معرفة ما يثير اهتمام المستهلك، وما الذي يحفزه على شراء المنتجات، لتحاول بعد ذلك إطلاق شرارة بدء عملية الشراء لشراء المنتج الذي تسوق له.
لذلك نحن بحاجة للبحث عن إجابات للاسئلة التي تبدأ بكلمة لماذا، مثل لماذا نشعر بالدفء عندما نرى شيئًا من الماضي؟ أو لماذا نشعر بهذه الطريقة؟ ولماذا هو مهم للتسويق؟ في هذا السياق لا يمكننا العثور على إجابات دقيقة دون التطرق إلى علم النفس.
أشارت اغلب الدراسات النفسيه و التسويقية أن التسويق بالنوستالجيا له مفعول السحر علي العميل ويحقق عشرات الاضعاف من التسويق العادي لأن النوستالجيا تشتغل علي مراكز الاحساس للأشخاص فيحدث عندهم إثاره ولهفه للشراء لإشباع رغبه وشعور السعاده التي كانت بالماضي

والجدير بالذكر أن هناك نوع آخر من الحنين إلى الماضي تستثمره بعض العلامات التجارية وهو الحنين التاريخي للماضي مثل الحنين إلى أحداث أو أوقات لم يكن الشخص فيها مولودا بعد. ولكن بطريقة ما
مازالت هذه الأحداث أو الفترات الزمنية تجذب بعض الناس مثل المغناطيس. وغالبية الأشخاص الذين يتأثرون بهذا النوع من الحنين يكون لديهم ارتباط عاطفي أو اشتياق لأوقات في التاريخ تسبق ولادته.

يخدم الحنين وظيفة إنسانية مهمة تتجاوز مجرد
(الشعور بالسعادة)
“. إنه يخلق صلاحية وجودية لحياة المرء، ويشجع النمو البدني والعقلي ويعزز الحالة المزاجية والوعي الذاتي. كما تساعد على توحيد إحساسنا بذواتنا وهويتنا؛ لأننا مع مرور الوقت نتغير باستمرار بطرق لا تصدق. نحن لسنا نفس الأشخاص عندما كنا في السابق . فمثلًا، يساعد الحنين تذكرنا لماضي حياتنا ويوحدنا مع تلك الذات الأصيلة ويذكرنا بما كنا عليه ومن ثم موازنة ذلك بما نشعر به اليوم، ويمنحنا ذلك إحساسًا عميقًا بما نريد أن نكون على الطريق الصحيح في المستقبل.

ومن أهم وأنجح طرق التسويق الإعلانية التي تعتمد علي النوستالجيا هو إعلان النجم المصري محمد صلاح الذي حقق نجاح منقطع النظير وحقق ملايين مشاهده في ساعات ولم يكن ذلك فحسب بل إنه اشتغل علي النوستالجيا التسويقيه علي أرض الواقع فجعل اهل الاسكندريه بعد الإعلان يشبعوا النوستالجيا ويقومون بزياره منطقه بحري المصور بها الإعلان لتصبح كامله العدد بعد ساعات قليله من طرح الإعلان علي المنصات والقنوات وهذا هو التميز والإبداع التسويقي في أبهي صوره

فنجد انه في سوق شديد التنافسية مثل أسواق اليوم، أصبح لزاما على الشركات والعلامات التجارية تطوير طرق كل أساليب التسويق، وتم اثبات ان التسويق بالنوستالجيا أحد الأساليب القوية والمؤثرة على العواطف ويعتبر استثمار مناسب لوضعها في الإعلانات. يمكن لأي شركة ربط هدف علامتها التجارية بالأفكار القديمة لإثارة مشاعر الأمان والراحة والمشاركة في جمهورها. بالرغم من أن هذا التكتيك كان موجودًا منذ عدة سنوات إلا أنه شهد انتعاشا قويًا بصورة خاصة مؤخرًا، إذ يبحث جيلنا الحالي باستمرار عن ملاذ آمن من ضغوط وتشويش العصر الرقمي.
ويسعد بالحنين الي ذكرياته السعيده وحياته الهادئه

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

فَيِنْ يُوجِعُكَ ؟ ! | يَا وَاشٍ يَا وَاشٍ يَا حُكُومَةُ

وَكْرِ اَلَأْ چنَدَّاَتُ . . مَضَامِين عَنْكَبُوتِيَّةٍ . . كَوْكَبَ اَلدُّفُوفِ لَا أَمْلِكُ أَدَوَاتٌ اَلْمَطَبَلَاتِيَّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *