أشرف عقل | الغرب يناقض نفسه بـ”التدليس”

القاهرة | حوار عباس الصهبي

 فى الحلقة الثالثة والأخير من حوار أجراه مدير مكتب القاهرة مع السفير أشرف عقل حول جوانب وخلفيات القضية الفلسطينية وما يدور على الساحة الآن من جرائم وحشية يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي.

“هيجل” قالها منذ.. قرنين!

وواصل كلامه؛ قائلاً: تحضرني هنا مقولة فيلسوف ألمانيا “فريدريش هيجل”(1770-1831)، وقبل نحو 200 عام؛ “إن الدرس الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ أن الناس لا يتعلمون أبداً من التاريخ”؛ وهنا تبدو إسرائيل عمياء تماماً عن أبسط دروس التاريخ، وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو” لا يعرف مصير “هتلر”، فعليه أن يسأل” كبار السن” في المستوطنات ممن جاءوا من قارات العالم لاحتلال فلسطين، وأكمل السفير؛ قائلاً: ومعروف أن مشروع القرار الأمريكي المعدِّل لقرار سابق لمجلس الأمن؛ والذي بات ينص على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها فردياً أو جماعياً؛ وهو “قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1514 لسنة 1960″؛ يتعارض تماماً مع قرار سابق بشأن تصفية الاستعمار والسيطرة الأجنبية والعنصرية على الشعوب بجميع صورها وأشكالها؛ لأنه ألغى “قرار الجمعية العامة السابق، رقم 273 لسنة 1949″؛ الخاص بـ”قبول إسرائيل- بشروط- كدولة عضو في الأمم المتحدة”، وبالتالي؛ فقدت إسرائيل حقَّها في الوجود كدولة في فلسطين إعمالا لقرار تصفية الاستعمار، ومن ثم فقدت الحق الشرعي في الدفاع عن نفسها كدولة!!

لعبة “التحايل”.. الأمريكية!
ومن أجل ذلك- ومازال الكلام لسعادة السفير- حاولت أمريكا في الصياغة الجديدة أن تضيف لإسرائيل: “الحق في الدفاع عن نفسـها فردياً أو جماعياً”؛ بهدف ” التحايل” على “فقدان إسرائيل كدولة حقَّها في الوجود، وبالتالي حقها في الدفاع عن نفسها”!! وعلينا التَنَبُّه، كعرب؛ للصياغة الأمريكية؛ وأقصد بـ” العرب” هنا: القيادة الفلسطينية، والمجموعة العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الاسلامى، ومنظمة الاتحاد الأفريقي؛ ورغم أنها معلومة معروفة لـ”الميديا” الغربية؛ فإن الإعلام الغربي والدوائر الرسمية ينتقدان موقف مصر بعدم توطين “غزة” في “سيناء”، مع علمهم جميعاً بأنها خطة إسرائيلية؛ ولتحقيقها تكثِّف إسرائيل غاراتها لإبادة سكان “غزة”، تمهيداً لبدء “المرحلة الأخيرة” من “المشروع الصهيوني”؛ ويتلخص في استقدام” يهود العالم” الي “فلسطين”، بعد” تفريغها” من كل سكانها، والقضاء علي المقاومة؛ “حجر العثرة” الباقي أمامهم لتنفيذ المشروع!!

واجب.. كل عربي!
وبسرعة؛ أكمل؛ قائلاً: من هنا، ولهذه الاعتبارات العملية؛ يجب أن يدعم العرب المقاومة مادامت إسرائيل ترفض “الحل السياسي”، وأضاف؛ موضحاً: مصر ترفض التوطين” القسري” أو حتى “الاختياري” لعدة أسباب؛ أهمها: أن التهجير، في هذه الحالة؛ لابد وأنه- لو حدث- سيكون قسرياً، وهذه “جريمـــــــة “ترفض مصر ان” تشارك” فيها؛ كما أن نقل السكان من وطنهم فيه “تصفية” للقضية الفلسطينية، ومصر حريصة علي رفض هذا المصير للقضية العادلة؛ فضلاً عما تعرفه مصر، وتعيه جيداً؛ من أن نقل السكان إلى مصر والأردن مشروع إسرائيلي قديم، عنوانه: “الوطن البديل لليهود”، حتى تخلو فلسطين لهم؛ إضافةً إلى أن نقل السكان إلى سيناء يؤدي إلى احتكاك دائم بين مصر واسرائيل؛ كما أن ضغط “الغرب” على مصر لتوطين الفلسطينيين يعد “مشاركة” فى الجريمة، ثم إن الغرب يناقض نفسه ويقوم بـ”التدليس” على شعوبنا؛ لأنه يبدو لنا في “المظهر”، كأنه معنا؛ يصرُّ على “حل الدولتين” على أرض فلسطين؛ بينما في “الجوهر” يؤيد إسرائيل في مشروعها الاستيطاني غير العادل!
***
و.. لم يكن أمامي في النهاية سوى توجيه الشكر إلى سعادة السفير أشرف عقل، سفير مصر الأسبق بفلسطين؛ لما أمدنا به من معلومات تنويرية تضيء “وعي” كل الأجيال بهذه اللحظات.. الحرجة!

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

تذكروا أن يران غير عربية

كتبت | بلقيس حسن ليس دفاعا عن إيران فأنا اختلف معها في كثير من المواقف، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *