سيد درويش فنان الشعب فى روتردام بهولندا ‏

سيد درويش | حياتُه في ذكراه الـ 100 – فنان الشعب فى روتردام بهولندا 1-3 ‏

أحد كبار رواد الموسيقى الأفذاذ، فرغم عمره القصير، لم يزد على 31 عاماً فقط؛ فإنه بأغانيه الكثيرة نجح في أن يحرِّر الموسيقى المصرية والعربية من التبعية للغناء التركي، ويطرح الطرب بعيداً ليغني للشعب معبراً عن قضاياه اليومية بألحان في غاية البساطة والابتكار، ردَّدتها الجماهير بمنتهى التلقائية؛ فعاشت في القلوب إلى اليوم!

كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي

إنه فنان الشعب خالد الذكر، وباعث النهضة الموسيقية المصرية والعربية الحديثة: “سيد درويش”؛ حياته ومنذ أوائل القرن الماضي؛ تجسد نضالاً فنياًّ ليس له مثيل ضد التسلط التركي العثماني وفي مواجهة المحتل البريطاني؛ مع أن سلاحه بيديه لم يكن يزيد على: «عُوده» المعبِّر بصدق عن نبض الشعب الحقيقي!!

مسيرته من البداية
مع حلول ذكراه” المئوية” الشهر الحالي، سبتمبر/ أيلول، 2023؛ وتوارد أنباء عن تكريمه في مهرجان “روتردام السينمائي الدولي للأفلام العربية” في نسخته الـ”23″ هذا العام؛ كان اهتمام «تايم نيوز ‏أوروبا بالعربي» باستدعاء قصة حياة هذا المناضل الموسيقي الفذّ الرائد لذاكرة ووعي أجيالنا الجديدة!
تفتحت عينا الطفل «سيد»، واسمه بالكامل: «السيد درويش البحر»؛ على حي «كوم الدكَّة» بمظاهر حياته الشعبية البسيطة، في الإسكندرية، يوم 17 مارس/ آذار، 1892؛ حيث ولد لأسرة فقيرة، ومنذ طفولته عشق الغناء، وبدأ ينشد مع أصدقائه أشهر أغاني عصره، مثل: ألحان الشيخ سلامة حجازي، والشيخ حسن الأزهري؛ وقد التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905، ثم اتجه للعمل في مجال الغناء في المقاهي!
ولما كان قد تزوج في السادسة عشرة من عمره، فقد أصبح مسئولًا مبكرًا عن عائلة، وكان عليه أن يشتغل مع بعض الفرق الموسيقية الصغيرة ليتمكن من أن يعول أسرته، لكنه لم يُوفَّق في البداية، فاضطر أن يشتغل عامل بناء، وكان خلال العمل يرفع صوته بالغناء ما أثار إعجاب العمال وأصحاب العمل الذين لاحظوا بأعينهم أن غناءه يُشجِّع عمالهم على النشاط وإنجاز أصعب المهام بسرعة واضحة، فبدأ من هنا المقاولون يطلبونه ليغني لعمالهم!
وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وكانا في ذلك الوقت من أشهر المشتغلين بالفن، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ سيد درويش، فاسترعى انتباههما ما في صوت هذا العامل من قدرة وجمال، واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام، وكان ذلك في نهاية عام 1908!

موعده. مع الشهرة!
وقد عاد إلى الشام مرة أخرى، عام 1912، وبقي فيها حتى عام 1914؛ حيث أتقن أصول العزف على العود، وكتابة النوتة الموسيقية، فبدأت موهبته الموسيقية تتفجر، ولحن أول أدواره «يا فؤادي ليه بتعشق»، عام 1917؛ ثم انتقل إلى القاهرة، ومنذ ذلك الحين سطع نجمه، وصار إنتاجه غزيراً، فقد صار مطلوباً منه التلحين لأشهر الفرق المسرحية في شارع «عماد الدين»، وكان شارع الفن وقتئذ؛ فقام بالتلحين لفرق: نجيب الريحاني، وچورچ أبيض، وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919؛ فغنى للشعب في ثورة 1919، بزعامة سعد زغلول؛ أغنية: «قوم يا مصري» من تأليف الشاعر والكاتب المسرحي العبقري بديع خيري، وتقول كلماتها «التي كأنها تنادينا حتى اليوم» (وبعد قرن كامل): «قوم يا مصري مصر دايماً بتناديك/ خد بنصري نصري دين واجب عليك/ يوم ما سعدي (إشارة لسعد زغلول) راح هدر قدام عينيك/ عد لى مجدى اللى ضيعته بإيديك/ شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار/ من جمودك كل عضمة بتستجار/ صون آثارك ياللى دنست الآثار/ دول فاتولك مجد وانت فوت عار»!! ‏

* للحديث بقية

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *