«مَدَدْ.. مَدَدْ.. شِدِّي حِيلِك يَا بلد»: «صرخة نوح» الخالدة.. في ذكراه الـ«10»!!

«مَدَدْ.. مَدَدْ.. شِدِّي حِيلِك يَا بلد»: «صرخة نوح» الخالدة.. في ذكراه الـ«10»!!

ما زالت الصرخة الغنائية العبقرية للمطرب والموسيقار الراحل محمد نوح، رحمه الله؛ تدوِّي بوجداننا، ومن”56″ عاماً منذ عام “النكسة” للآن: «مدد.. مدد»؛ فتشدُّ من أذر الشعب المصري والعربي، وتدعم معنوياته؛ كلما تعرض لمحنة جديدة حتى بعد رحيل صاحبها، منذ عشر سنوات في أغسطس/ آب، 2012!

كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي

غير أن السر الذي لا يعرفه كثيرون عن «نوح»؛ أن مشروع حياته الفنية، ومنذ بداية شهرته؛ كان “إكمال مشوار المطرب والموسيقار خالد الذكر سيد درويش، المتوفى بريعان شبابه عن عمر 31 عاماً!!

إكمال.. مشوار سيد درويش!

صرَّح بهذا السر، ومعه أسرار أخرى كثيرة؛ لـ«تايم نيوز أوروبا بالعربي»، مؤخراً؛ شقيقه الأصغر النجم ذو المواهب والألقاب الفنية المتعددة حسين نوح: الفنان التشكيلي، والأديب، والموسيقار، والناقد، والمنتج المعروف؛ بمناسبة الذكرى الـ«10» لرحيل أخيه!

وقد أبدى سعادته الغامرة بفعاليات مهرجان “روتردام العربي للأفلام”، بهولندا، المقام من 5 إلى 10 سبتمبر/ أيلول، 2023؛ ليتم على هامشه تكريم مشوار الفنان خالد الذكر سيد درويش، في ذكراه المئوية، والمتوفى 10 سبتمبر، 1923!

قال لنا “حسين نوح” أن شقيقه الأكبر محمد نوح كان مؤسسة فنية ثقافية تمشي على قدمين، فلم يكن فقط مجرد فنان محلي مصري، وإنما كان فناناً عالمياً؛ ولذا تم تكريمه خارج مصر أكثر من تكريمه داخلها، فهو فنان نبت من باطن الأرض المصرية! وبسرعة؛ أضاف: أول أدوار حياته الفنية في القاهرة كان تمثيله لدور “سيد درويش”! ‏.

واستطرد؛ قائلاً: نحن أصلاً من دمنهور، محافظة البحيرة، وكان” نوح” عضواً بفرقة “دمنهور المسرحية”، في زمن المحافظ «وجيه أباظة»، وكان يأتي لـ”دمنهور” كبار مخرجي المسرح في مصر، أمثال: كمال ياسين، وفتُّوح نَشاطي، ومحمد توفيق الذي جاءنا في ذلك الوقت ليعرض مسرحيته «الزوجة العاشقة»، وكان وقتئذ يستعد أيضاً لإخراج مسرحية عن “سيد درويش” من تأليف الكاتب صلاح طنطاوي!

سبب اختيار محمد نوح! ‏

وأكمل الفنان المتعدد المواهب حسين نوح؛ قائلًا: المخرج محمد توفيق قال لأخي- محمد نوح- أنت تعزف 7 آلات موسيقية، وقمت بتلحين عدة أغنيات في الإسكندرية، وشكلك بشعرك المنكوش مثل سيد درويش! وهكذا أحضر المخرج الكبير أخي من دمنهور إلى القاهرة، ليقدم”سيد درويش”، وكان” نوح” وقتها عنده 26 سنة؛ وأنا أقول هذا لأن “محمد نوح” كان كل هدفه، ومنذ ذلك الوقت؛ أن يكمل مشروع سيد درويش الغنائي والموسيقي فيما لو أنه عاش، لأن سيد درويش توفي ، وكما هو معروف في عز شبابه؛ و”نوح” لما وجد “سيد درويش” اهتم بالمسرح الغنائي قرر أن يدرس الهارموني والكونتربوينت (العلاقة ما بين صوتين أو أكثر ويعتمد بشكل مستقل على الإيقاع والبناء الهارموني في موسيقى الكلاسيك الغربية) مع دراسة العلوم الموسيقية.

ولأن “محمد توفيق” كان ممثلاً ومخرجاً عبقرياً (عاش 105 عاماً) قال لـ”نوح” سأرسلك لمن يُحفِّظك أغاني سيد درويش؛ وأرسله بالفعل؛ تقولون لمن؟ للممثل الراحل الكبير عبد الوارث عسر، المشهور بتدريسه فن الإلقاء التمثيلي بأكاديمية الفنون، ليس من أجل أن يعلمه الإلقاء، وإنما ليحفظ على يديه أغاني “سيد درويش”؛ فما لا يعرفه الكثيرون أن «عسر» كان ضمن” تخت” «درويش» ويغني مع الكورال في الخلفية لترديد مقاطع من أغانيه، فحفظ من هنا معظم أغاني «درويش»، وقام بتحفيظ “نوح” كل الأدوار التي غناها في المسرحية وعزف ألحانها على العود!!

‏**وبدا وكأن حديث “حسين نوح” الشجي في ذكرى شقيقه الـ10 قد فتح بدوره شهيتنا لفتح ملف “سيد درويش” في ذكراه الـ 100؛ خاصةً وأنه متوقع تكريمه في «مهرجان روتردام»، بهولندا؛ هذا العام!**

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *