أنظروا الى خبرات وعقول مصريي الخارج وليس الى جيوبهم | النقد مش خيانة وطن

كتب | سعيد السبكي

هناك فرق شاسع بين أن أنتقد سلوك سياسي وتقصير لأداء إحدى شخصيات حكومية، أعترض على موقف ما أو أكثر، وبين أن يكون الكاتب ” أنا أو غيري ” مُعارضًا له أهداف ومصالح شخصية ضيقة أو انتماءات ما لحزب أو جماعة لهم أغراض في إسقاط نظام سياسي قائم ليحلوا مكانه.

أيضًا ليس معنى نشر خبر لتصريحات رئيس دولة مُهمة محورية مثل مصر أو وزير أو رئيس حكومة أننا نؤيد أو نرفض تصريحات هذا أو ذاك . . فهناك فرق بين نشر ( الخبر والتقرير والتحقيق والتحليل الصحفي – وبين كتابة الرأي الخاص ) ونحن فى تايم نيوز أوروبا بالعربي نعمل وفق خِطَّة تحريرية نسعى قدر الممكن تحقيق الحيادية واضعين مصالح الشعوب العربية فوق كل اعتبار.

فهناك النقد الهادف والبناء الذي يُراد منه تحسين أداء حكومة واعطاءها دافع للتقدم للأمام دون تجريح أو تقليل من شأنها أو ما حققته من أعمال إيجابية.

ومن حق كل مواطن مصري حكمت عليه ظروف المعيشه الإقتصادية الصعبه ليتغرب ويبتعد عن اهله وعشيرته ووطنه أن يعبر عن رأيه أي إن كان موقعه.
فالوطن هو نقطة ضعف كل مغترب وفي ذات الوقت نقطة قوته لأن الحنين يذيب شمعات عمره والأنين يخطف فرحة قلبه ولا يوجد سوى الوطن ليعيده للحياة كلما فقد نبضة قلبه .

كل مغترب ترك روحه قبل السفر تجول في ربوع الوطن بين الحارات الشعبية القديمة وجدران المنازل ولملم ذكرياته وحملها في حقيبته ورحل بجسده عن وطن مايزال يعيش فيه مغتربون عن الوطن لكنهم يحملون الوطن بين الضلوع، يقتلهم الأنين وتذوب ثلوج قلوبهم على حدود وطن وشواطئ النيل.

لا تحكموا على المغترب من نظرة خارجية ولا تخنقوه و تزيدون من جروحه، بل احضنوا ألمه و احضنوا الأيام القادمة معه. فالمظاهر هي مجرد غلاف خارجي. أما الباطن فهو المعدن الثمين و الإنسان بمعدنه وليس بمظهره وتعمقوا بشخصية الإنسان وليس بشكله عندما تصدروا أحكامكم، فربما تجدون فيه نسخة من ماضيكم يعيش بحاضركم و لكن بفكر راقٍ متحضر يمد يده لكم بالحب وليس بالمال. فالمال يزول والحب يبقى ويصنع المعجزات و نحن بأمس الحاجة لمعجزة تنقذنا من الغرق في ( الأنا ) و تنشلنا بال ( نحن )..

اشبكوا الأيادي يا أبناء الوطن الواحد مع كل مُغترب، فمعكم وبكم يكون غدًا أجمل و نصرًا أكبر نبني معًا وطن يتجدد بفكر مُتحضر يُحافظ على عراقة الماضي بجذوره المتأصلة فينا، والمغترب مهما طالت غربته فحبال الحنين تشده لوطنه الأم كي يعود إليه حتى و لو بعد مرور سنين. فكل مُغترب منا يتشوق أن يعود لوطنه الأم إما ليحيا تحت سمائه أو ليُدفن بترابه الحنون الذي سيحضن ما بقي منه في بلاد المهجر.

لقد رصدت مؤخرًا حالة من الغضب وصلت إلى حد السُخرية الواسعة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد إطلاق مبادرة بعنوان “كن إيجابيا”، تدعو مصريي الخارج لتبرع بـ200 دولار أمريكي دعماً لاقتصاد بلدهم، وتبارى عدد من الاعلاميين المحسوبين على النظام السياسي المصري يتنافسوا في طلب الأموال من المصريين في الخارج تبرعا لإنقاذ مصر من أزمة الاقتصاد .

يقول مؤسس المبادرة نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين في أمريكا “عصام الدين بسيوني”، إنهم يستهدفون تحويل 200 دولار من كل مصري مقيم في الخارج إلى البنك المركزي المصري.

وأضاف “بسيوني” في تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية، “هناك 10 ملايين مصري بالخارج، ما يعني أنهم يمكنهم تغذية البنك المركزي المصري بـ2 مليار دولار على الأقل”.

وأكد أن المبادرة تستهدف كل المصريين سواء الموافقين على أداء الحكومة في إدارة الأزمة الاقتصادية أو من لديهم تحفظات عليها، لأن هدفها الرئيسي هو دعم مصر وأهلها.

ولاقت المبادرة دعم عدد من المصريين في الخارج، إلا أن التفاعل الأوسع معها كان عبر السخرية والتندر عليها، وانتقاد هذا النهج في التعامل مع الأزمات الاقتصادية للبلاد.

فيما استقبلت الفئة الغالبة المبادرة بسخرية واسعة منددين بفشل الحكومة في حل الأزمة الاقتصادية، وإصرارها دائمًا على طلب العون، فضلا عن سوء إدارة لموارد المالية، والإنفاق على مشروعات لا تدر عائدات ولا تساهم في تحسين أحوال الشعب المعيشية.

تعقيب مغترب مصري في أمريكا

المصريين بالخارج دلوقت عاوزين منهم ٢٠٠ دولار من كل واحد كده بقينا أبناء الوطن الحمد لله مش جواسيس anymore وخليكم في اليلاد اللي انتوا فيها ومالكم دعوه بمصر صح ؟؟

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *