سقطت حكومة هولندا ” روتا الرابعة ” ماذا بعد؟

كتب | سعيد السبكي

لقد سقطت حكومة روتا الرابعة  لأن أطراف حكومة الإتلاف لم تتمكن من الاتفاق على سياسة اللجوء، وهذا يعني أنه سيتعين على هولندا الذهاب إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى بإجراء انتخابات مُبكرة، فمن لديه فرصة ليكون أكثر حظا ليصبح الأكبر؟ وماذا يعني هذا لمنصب رئيس الحكومة المُنحلة ” مارك روتا؟ ليست هذه هي التساؤلات الوحيدة فهناك كثير من علامات الاستفهام أهمها:

 لماذا سقطت الحكومة؟
تابعنا منذ عدة أيام حالة التوتر الشديدة خلال مناقشات مجلس الوزراء لخطط اللجوء، حيث يريد كل من حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية ” VVD ”  والديمقراطي المسيحي ” CDA ” تقليل تدفق موجات اللاجئين فى هولندا وكانا متعارضين تمامًا مع الحزب الديمقراطي ” D66 ”  و الإتحاد المسيحي.

كانت نقطة العقبة الرئيسة هي مِلَفّ لم شمل الأسرة (لم شمل الأقارب). حيث لم يرغب الاتحاد المسيحي مطلقًا في وجود قواعد أكثر صرامة لهذا الغرض.

وقد كانت على طاولة المناقشات اقتراح حل وَسَط نهائي قدمه وزير الخارجية إريك فان دير بورخ لما يُسمى بزر إيقاف تدفق اللاجئين. لكن لم يكن من الممكن إقناع حزب الاتحاد المسيحي بالاقتراح . وبحسب مصادر مختلفة في أروقة السياسة الهولندية  بمدينة لاهاي  فقد كانت مؤشرات سقوط الحكومة واضحة خلال الـ 24 ساعة الماضية ، حيث كانت الأمور تسير بخطى سريعة ،

 متى ستجرى انتخابات جديدة؟
من المُفترض الآن تحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة عقب حل مجلس النواب مباشرة. بعد ذلك وبحسب القواعد والأعراف السياسية الهولندية ، يجب إجراء انتخابات جديدة في غضون مدة لا تتجاوز ثلاث أشهر. لذلك ستهيمن الحملات الانتخابية للأحزاب على الساحة خلال الفترة القادمة. كما يجب وضع قوائم جديدة بالمرشحين وكتابة البيانات الانتخابية. وكان المجلس الانتخابي قد أعلن فعلًا أنه لا يمكن إجراء انتخابات جديدة حتى منتصف نوفمبر على أقرب تقدير. حتى ذلك الحين ، فإن مجلس الوزراء سيكون هو المكلف رسميا بتصريف الأعمال.

 ماذا يحدث في الملفات السياسية المهمة؟
تجدر الإشارة أن الساحة السياسية ستشهد حالة نسبية الجمود، لأنه على الأرجح لن تكون هناك سياسة جديدة بشأن الملفات الهامة. ويمكن لمجلس النواب أن يعلن أن الملفات المثيرة للجدل سيتم تجميدها مؤقتا لحين تنصيب حكومة جديدة مُنتخبة. وهذا يحدث عادةً مع الموضوعات التي تمت مناقشتها كثيرًا فى الماضي خاصة التي أدت إلى سقوط الحكومة. لذلك لن تكون هناك سياسة جديدة بشأن:  سوق الإسكان، النيتروجين، المناخ، الهجرة

يأتي ذلك في ظل ميزانية مالية جديدة مُستحقة في شهر أغسطس المُقبل، وسيتعين على مجلس وزراء  تصريف الأعمال تنفيذ تلك المهمة الضروروية للبلاد، وهي أحد أهم القرارات التي يجب اتخاذها في أغسطس .

كارولين فان دير بلاس

 أي الأحزاب لديها فرصة أفضل؟
لا يزال من الصعب حتى الآن التكهن بأي الأحزاب الهولندية سيكون أوفر حظا، الا ان بعض استطلاعات الرأي تشير الى فرصة تقدم كل منة حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطي و حركة دعم المزارعين  . إلا أنه توجد بعض التحفظات على تلك المؤشرات، فمن الممكن لأي شيء أن يتغير أثناء الحملات الانتخابية.

هل من المُمكن أن يصبح “مارك روتا “زعيم الحزب مرة أخرى؟ وهل “كارولين فان دير بلاس”  زعيمة حركة دعم المزارعين جاهزة تمامًا لحملة انتخابية وطنية؟  هناك أقوال بأنها مرشحة الحزب لرئاسة الوزراء؟ إذا فاز حركة دعم المزارعين بقوة ، فقد تعاني أحزاب المعارضة اليمينية الأخرى .

لقد سقطت الحكومة الهولندية إثر خلافات بشأن الهجرة وانتخابات مبكرة تلوح في الأفق
سقطت حكومة مارك روتا، رئيس الوزراء الأطول عهدا في تاريخ هولندا، إثر خلافات حول الهجرة. فهل يعود اليمين المتطرف بزعامة السياسي المناهض للإسلام خيرت فيلدرز إلى الواجهة من جديد؟

لقد انهار الائتلاف الحكومي في هولندا بزعامة رئيس الوزراء مارك روتا أمسِ الجمعة (السابع من يوليو)، بعد عام ونصف العام فقط في الحكم، إثر خلافات على الإجراءات اللازمة للحد من تدفق المهاجرين.

أعلن مارك روتا أنه سيقدّم استقالة حكومته بعد بلوغ الخلافات بشأن الهجرة بين أركان الائتلاف الحاكم حدا لا يمكن تجاوزه. وقال روتا في مؤتمر صحافي “هذا المساء توصلنا للأسف إلى خلاصة بأنه لا يُمكن تجاوز هذه الخلافات. لهذا السبب، سأقدم قريبا استقالة مكتوبة إلى الملك باسم الحكومة مجتمعة”.

وأشرف روتا، وهو رئيس الوزراء الأطول عهداً في تاريخ هولندا، على مباحثات لحل الأزمة بين الشركاء الأربعة في الائتلاف، أخفقت في التوصل إلى اتفاق .

ولم يصدر أي إعلان رسمي بهذا الشأن عن روتا أو أعضاء الائتلاف الحاكم. وقد أفادت مصادر صحقية لـ ، تايم نيوز أوروبا بالعربي ” إن رئيس الوزراء وممثلي الائتلاف لم يغادروا بعد مقر اجتماعهم للتحدث إلى الصحافيين الذين ينتظرون خارجه.

لقد تمكّن روتا من البقاء في السلطة طوال 12 عاماً رغم الفضائح. وشكّل ائتلافه الرابع في يناير 2022 بعد 271 يوماً من المفاوضات.

وأراد روتا (56 عاماً)، وهو زعيم “حزب الشعب من أجل الحرية والديموقراطية” اليميني الليبرالي، أن يفرض قيوداً على ملف لم شمل عائلات طالبي اللجوء، في أعقاب فضيحة العام الماضي بشأن اكتظاظ مراكز الهجرة في هولندا.

وطالب روتا بتحديد سقف لأقارب المهاجرين من دول النزاع الذين يمكن لهولندا استقبالهم عند 200 شخص شهرياً، وهدد بتعطيل الحكومة في حال رفض ذلك، وفق مصادرنا الصحفية في لاهاي. إلا أن الحزب الديموقراطي المسيحي المنضوي في الائتلاف الحاكم، عارض هذه الخُطَّة بشدة.

وأجرت الأحزاب الأربعة للائتلاف مباحثات أزمة الأربعاء وحتى وقت متأخر أوا أمس الخميس في محاولة لإنقاذ الحكومة المتعثرة التي مرّ على توليها السلطة 18 شهراً. لكن التسوية التي اصطلح على تسميتها “زر الطوارئ” وتقضي باعتماد القيود الجديدة فقط في حال وصول أعداد كبيرة من المهاجرين، لم تكن كافية لإنجاح مباحثات اللحظة الأخيرة الجمعة.

ورجحت وسائل الإعلام الهولندية أن روتا سعى إلى اتخاذ موقف متصلّب بشأن قضايا الهجرة لامتصاص ضغوط يتعرض لها من قبل الجناح الأكثر يمينية في حزبه.

وغالباً ما وجد رئيس الوزراء نفسه تحت ضغوط متزايدة في مسألة الهجرة نظراً لقوة الأحزاب اليمينية المتطرفة في هولندا، بما يشمل السياسي المناهض للإسلام خيرت فيلدرز.

روتا الأطول حُكماً في أوروبا بعد أوربان

ويتوقع أن يدعو روتا، وهو الثاني في أوروبا من حيث طول عهده في رئاسة الوزراء بين الرؤساء الحاليين، بعد المجري ،فيكتور أوربان”، إلى انتخابات مبكرة يأمل من خلالها الحصول على تأييد لتشكيل خامس حكومة ائتلافية له منذ العام 2010، إلا أنه قد يواجه منافسة داخلية قاسية على خلفية تزايد ضيق صدر الناخبين حيال طول المدة التي أمضاها في الحكم، حتى في ظل غياب المنافسين الجديين له.

ونجح روتا بحنكته السياسية في خطّ مساره إلى قمة الهرم في السلطة التنفيذية الهولندية عبر أربعة ائتلافات متتالية، إلا أنه واجه سلسلة من المشكلات التي كادت أن تطيح بحكمه. وأرغمت حكومته السابقة على الاستقالة عام 2021 على خلفية فضيحة معونات حكومية كانت تستهدف بشكل أساسي أطفال العائلات المنتمية إلى أقليات عرقية.

كما تعرّض في عام 2017 إلى انتقادات واسعة لجنوحه نحو اليمين قبل الانتخابات في مسعى لمنع فوز خيرت فيلدرز في فترة شهدت صعود الأحزاب الشعبوية بعد انتخاب “دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية” والاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

سراج الدين يكتب|مُنخفض القطارة

تايم نيوز أوروبا بالعربي|شوقي سراج الدين  اعتقد ان كل ما تم كتابته عن هذا المشروع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *