فنلندا عضو رسمي في حلف الناتو وسط ترحيب غربي وغضب روسي

بروكسل | سعيد السبكي

لقد أصبحت فنلندا عضوا في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) اليوم الثلاثاء، بعد سياسة عدم انحياز عسكري اعتمدتها على مدى 3 عقود، مما يشكّل نقطة تحول إستراتيجية للحلف أثارت غضب روسيا. واستكمل وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو عملية الانضمام بتسليمه وثيقة رسمية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بمقر الحلف في بروكسل.

انتهت منذ قليل اليوم الثلاثاء الرابع من ابريل 2023 المراسم انضمام فنلندا الى حلف شمال الأطلنطي ” الناتو ” ليصبح عدد أعضاء الحلف 31 دولة،وقد تم في حوالي الساعة الرابعة عصر اليوم عقب انتهاء مؤتمرا صحفياً للرئيس الفنلندي والسكرتير العام للحلف رفع علم فنلندا الأزرق والأبيض أمام مقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل.

بإنضمام فنلندا إلى حلف الناتو يضعها  تحت مسؤولية نص المادة الخامسة للحلف، التي تشير إلى أن أي هجوما على عضو واحد بالناتو، يعتبر هجوما ضد أعضاء الناتو جميعا.
وكان هذا هو الضمان الذي قرر القادة الفنلنديون أنهم بحاجة إليه وهم يشاهدون هجوم روسيا المدمر على مساحات شاسعة من أوكرانيا. ويأتي دخول فنلندا تأكيداً لرغبة الحلف فى انضمام بلد لها جيشا قويا ، حيث يتكون الجيش الفنلندي من 280 ألف عنصر، وواحدة من أكبر ترسانات المدفعية في أوروبا.
إضافة الى ذلك، فإن موقعها الاستراتيجي يعزز دفاعات الناتو على الحدود الممتدة من دول البلطيق المعرضة للخطر إلى منطقة القطب الشمالي ذات المنافسة المتزايدة.

وقد سلم وزير خارجية فنلندا أوراق الانضمام الرسمية إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، الحافظ على المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي.
وعلى الرغم أنه في البداية، قلل الكرملين من أهمية تقدم حدود التحالف لتلمس امتدادا جديدا للحدود الشمالية الغربية لروسيا.
بعدها تعهدت بتعزيز قواتها وتصعيد الخطاب الدبلوماسي في الأسابيع الأخيرة، واصفة فنلندا والسويد بأنهما “هدف مشروع” إذا انضمتا إلى الناتو. الا أن الكرملين عاد  وصرح اليوم الثلاثاء بان عضوية فنلندا في الناتو هي”هجوم على أمننا” وقال إنها ستتخذ إجراءات مضادة.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين: “الكرملين يعتقد أن هذا هو أحدث تفاقم للوضع.”
وأضاف: “توسع الناتو يعد اعتداء على أمننا ومصالح روسيا القومية”.

كانت تركيا قد وافقت مؤخراً على طلب انضمام فنلندا إلى الحلف وبذلك أفسحت المجال أمام فنلندا لتصبح العضو الـ 31 في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد موافقة برلمانها على طلب انضمامها إلى الحلف.
وكانت أنقرة قد أخرت مسعى فنلندا للانضمام إلى الحلف الدفاعي الغربي لشهور- مشتكية من أن الدولة الواقعة شمالي الكرة الأرضية تدعم “إرهابيين”.
ولا تزال السويد، التي قدمت طلب الانضمام إلى الناتو في الوقت نفسه من مايو/ أيار الماضي مع فنلندا، تواجه شكاوى مماثلة من أنقرة. وتحتاج أي عملية توسع للناتو إلى دعم جميع أعضائه.
والآن تم قبول انضمام فنلندا رسمياً إلى الناتو . وقالت الحكومة الفنلندية، في بيان لها صدر في أعقاب التصويت التركي، إن الانضمام إلى الحلف سيعزز من أمن البلاد ويحسن من الاستقرار والأمن في المنطقة.

وقد افسح قرار أنقرة بالمصادقة على عضوية فنلندا المجال أمام إحدى اللحظات الأكثر أهمية في تاريخ الناتو الحديث. وتتخلى فنلندا، وهي بلد له حدود بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا ويملك واحداُ من أقوى الترسانات من قطع المدفعية في أوروبا الغربية، عن حيادها وتنضم إلى الحلف رداً على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
وتخلت السويد أيضاً عن التزامها منذ فترة طويلة بالحياد من خلال تقديم طلب للانضمام إلى الناتو، لكنها بخلاف جارتها لا تملك حدوداً مشتركة مع روسيا.
وبالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتبر انضمام فنلندا نكسة استراتيجية كبيرة. فقد أرسل جيشه إلى أوكرانيا العام الماضي على أمل أن يؤدي ذلك إلى كبح توسع الناتو وإضعاف الغرب. في الحقيقة أن ما فعله هو أنه حقق العكس تماماً.
وفنلندا  الآن تصبح الدولة السابعة في حلف الناتو على بحر البلطيق، وهو ما يعني المزيد من العزلة للمدخل الساحلي لروسيا عند مدينة سانت بطرسبرغ وعلى جيبها الصغير في كالينينغراد.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أدانت في وقت سابق قرار فنلندا قائلة إنه قرار غير مدروس ومبني على هستيريا الخوف من روسيا.
لكن الرأي العام الفنلندي تغير كثيراً بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا. فخلال عشية وضحاها الربيع الماضي، قفز التأييد لعضوية الناتو من أقل من ثُلث الفنلنديين إلى قرابة 80 في المائة منهم.
وتعتقد فنلندا ببساطة أنها تملك فرصة أفضل بأن لا تكون ضحية لهجوم من روسيا في حال انضمامها لحلف الناتو.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

مسافات | مقالة للكاتب سعيد السبكي تفوز فى مُسابقة اتحاد القيصر للآداب

كتبت | هبه الابياري في رحلة أنشطة ثقافية مُستمرة واصل اتحاد القيصر رسالته الأدبية فبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *