ما يُخبئَهُ الغد|الفصل الخامس عشر

الفصل الخامس عشر

تايم نيوز أوروبا بالعربي|ريم حسام الدين

مضت الايام فى روتينها المعتاد .. كانت مسك تقضيها بالعمل و معاويه ما بين عمله الجديد الذى اصبح منهمكاً فيه بحق ليس رغباً لاثبات شئ لاي احداً و انما لتحقيق ذاته .. ولا يخلوا ذلك الروتين من التدريب طبعا و بعض المقابلات .
كان معاويه يضبط ملابسه استعداداً للخروج لتقابله والدته و هي تقول بنبره عابثه : متشيك كده و رايح على فين وراك معاد ..
نظر الى هيئته و قال : تيشرت اسود و بنطلون بقوا شياكه .. انا قمر اه يا زوزو بس مش للدرجه دي .
– ايوة رايح فين .
– ماما انتى مفكرتيش بجد تقدمي فى المخابرات ليه ؟ .
كتفت ذراعيها قائله : بتتهرب من السؤال ليه ها .
– و ههرب ليه ما انا يا فى الشغل .. يا مع مصطفي صديقي الوحيد .. يا مع مسك .. الشغل وخلصت بدري النهارده و مصطفي مع الموزة .. هروح فين يعنى لقدري طبعا .
– ايه الحكايه ها ..
– عايزة ايه يا زوزو فى ام الليله دي ..
– مش عايزة يا حبيبي سلم على ميمي ..
ضيق عيناه و هو ينظر اليها : مش مطمنلك .
شهقت ببراءه و اردفت : ولد عيب انا مامتك ..
قبل وجنتها و هو يغادر : طب سلام يا مامتى علشان متاخرش وتاكل دماغي ..
خرج و اغلق الباب خلفه لتكمل هي حديثأ مع نفسها : هو احنا ممكن نعمل الفرح فين .. اعتقد نعمله هنا فى البيت هيبقى كيوت اوى .. محمد هيحب الفكره اوى .

وصل معاويه متاخراً لها فى مكانهم المعتاد على الشاطئ كانت تجلس تعطي ظهرها الى الشاطئ و تنظر اليه بجانب وجهها تتنهد و هي تتذكر كل ما مرت به ..
كيف تحول الى الامر بتلك الصوره .. معاويه لن يسافر .. زهر تحنو عليها فهي اصبحت دائمة الاتصال و المراسله فكم تضحكها بتلك الرسائل المرحه التى ترسلها لها … و محمد كان يدخر لها تلك الاموال التى كانت تقتصها من راتبها لاجل سداد ديونها و لكنه كان يطاوع كلامها فقط و اكتشفت ان لها حساب بنكي يحتوي على مبلغ لا بأس به ..
لم تلحظ معاويه الذي أتى لتوه .. صف دراجته خلف سيارتها ثم ترجل منها وضع اكياس الطعام بجانبها فهي لا تحب الاكل فى المطاعم … لم تلحظه فقطع شرودها : سرحانه فى ايه ..
انتفضت و نظرت اليه : مفيش كنت بفكر شويه .
– لا بالله عليكي المره الى فاتت السرحان ده كان وراه مصيبه ..
ابتسمت و هي ترفع قدميها لتربعهم حتى تاكل ليكمل هو : انت فاكر انى صغيره هقع ..
ابتسم لها ثم اكمل بقليل من العبث : لا كبيره هتقعي عادي .. بس عارفة الموضوع بيجي عليا بمصلحه ..
قالها ثم فتح ذراعيه لتبتسم له بسماجه ثم دفعته و هي تقول : بس بقي ..
كادت تسقط لتتشبث به ليضحك : ما قولنا كده .
دفعته مره اخري لتعتدل فى جلستها و تبدء فى اخراج الطعام من الاكياس ليتخرج صوته مره اخري : مسك ..
– مش هديك البطاطس بتاعتي ..
– على فكره مكنتش هقول كده ..
رفعت احدي حاجبيها ليكمل : مقولتليش يا عم البرتغالي انت باباكي و مامتك اتقابلوا ازاى ..
– اشمعني يعني ..
رفع كتفيه ليكمل : مش في رحله خليكي فريش ..
ضحكت و تناولت قطعه من شطيرتها ثم اكملت : بابا كان رايق شويتين .. كان مرتاح مادياً فكان مظبط نفسه كل اجازة ليه فى بلد .. المهم راح البرتغال و كان محتاج مرشد سياحي هو كان بيتكلم انجليزى و فرنساوى و شويه الماني كده فمكنش محتاج مترجم و لا حاجه .. ماما اصلا كانت مرشده سياحيه .. كان طبعها عكس بابا خالص كانت شقيه جدا و حيويه ..
بابا حبيبي مخدش وقت علشان يقع فيها يعني .. خلص اجازته كان راح اتقدم لها و هي وافقت و قرروا يستقروا سوا هنا …
– وبعدين ..
– اهل بابا موافقوش علي ماما رغم انهم مستواهم الفكري المفروض عالي بس تفكيرهم كده .. بس بابا كان رايق سابهم براحتهم و استقر مع ماما فى بيت صغير و كان بيود اهله بس مهتمش بقى يرجع روابط بينهم تاني و مع الوقت مبقناش نعرف عنهم حاجه حتى مكالماته مبقوش يردوا عليها و هو اكتفي بينا ..
نظر لها معاويه ثم قال : ده ايه الدماغ دي ..
قلدت حركه كتفيه : عادي احنا كنا مبسوطين و حياتنا كانت جميله اوى .. شردت تجاه البحر و قالت : كانت بمبي .. بمبي لدرجه انى مكنتش متخيله ان فى الوان تانيه ..
– و دلوقتى ..
نظرت له لثوان ثم ابتسمت و قالت : و هو الى يشوف وشك يشوف بمبي بردوا ..
حرك راسه بمعنى لا فائده فحقاً لا فائده .. اردفت : قولى صحيح .. الشغل عامل ايه ..
– لسه شويه لحد ما الدنيا توضح .. بس نظرياً تمام يعنى .. مش ناويه بردوا تيجي تشتغلي معايا ..
– نو .. انا مرتاحه فى الشغل مع عمو و مش عندي استعداد اسيب الشغل ..
– زي ما تحبي .
– متتقمصش بقي زي العيال الصغيره و كملي حوار الشغل ده ..
لا تكفيه زهر تفعل ما تريد حتى تاتيه مسك .. لكنه محبب الى قلبه فعزيزتاه تفعلان ما يحلو لهما .. ابتسم لخاطرته ليكمل كلامه معها .

على الجهه الأخري كان محمد يجلس امام زهر يستمع لها فى شغف …
كان علاقتهم لازلت تحتوى على وهجها القديم .. كان زواجاً تقليدياً لكن الايام بذرت زهرة الحب داخل قلبيهما .. ليأتى معاويه ليروي ذلك الحب و يغذيه ..
كانت تقص عليه ما حدث طوال اليوم مع مسك فى سعاده و هو ينظر لها بحب … لا زالت زهر كما هي .. بداخلها تلك الطفله الشغوفه على الحياه .. زهر التى جاهدت معه حتى أصبح ما هو عليه و التى كانت و ما زالت تعينه على الخير و الصالح … لم تشكو و لو لمره أمر تكفله بالكثير من نفقات مسك رغم عدم علمها التام بظروفها لكنها كانت تثق به و كان هو يجاهد حتى لا يخيب رجائها أو ثقتها ..
– بس يا سيدي .. ده كل الى حصل .. و الله بنوته عسوله بس انت هتسيب الوضع ده يا محمد يستمر كده .
تنهد ثم قال : و الله يا زهر مش عارف .. انا سايبه يمشي حياته بالطريقه الى يحبها مستنى اشوف اخره ..
– ايوة يا محمد بس هي بردوا مش صغيره .. يعنى يوم و التاني و ممكن يجيلها عريس هنقوله ايه بقى معلش اصلها متجوزة مع ايقاف التنفيذ علشان ابننا غبي مش عارف انه بيحبها .
– هو غبي فعلا ..
قالت و هي تجذب وجنته : مش عارفه مطلعش قمر زيك ليه ده ..
ضحك على مشاغبتها لتكمل : هتكلمه صح .
– هكلمه …
صفقت بيديها و هي تقول : هنعمل الفرح فين بقي ..
– لو محدش فيهم قتل التاني .. هنشوف هنعمله فين يا قلبي ..
عاد معاويه متأخراً لانه مر على الشركة ليأخذ بعض الاوراق و عاد الى المنزل فلم يتمكن من مقابله والده .. اتصل به والده فى الصباح يخبره ان يأتى للشركة لانه يريده فى شئ هام ..
ظل يفكر فيما قد يريده والده لكن لم يخطر بباله شئ ربما يريده لاجل الشراكه .

عن admin1

شاهد أيضاً

سراج الدين يكتب|مُنخفض القطارة

تايم نيوز أوروبا بالعربي|شوقي سراج الدين  اعتقد ان كل ما تم كتابته عن هذا المشروع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *