الرئيس السيسي

السيسي | هل تُفكر يا سيادة الرئيس فى مَغَبَّة خروج الكُتلة الحرجة . . ؟!

كتب | رئيس تحرير شبكة تايم نيوز – سعيد السُبكي

 أنا مثل غالبية أبناء مصرنا في الداخل والخارج على يقين بأنك تعرف يا سيادة الرئيس حقيقة مواجهتك شعبا مُتذمراً وغاضباً . . لكن ما يُدهشني هو إغفالك لسيناريو مُحتمل لخروج الكُتلة الحرجة للشوارع المصرية . . وتأتي دهشتي من كونك رجل استخباراتي يعرف تماماً ما المقصود بالكُتلة الحرجة

الكتلة الحرجة (Critical Mass)
المقصود بالكتلة الحرجة فيما نطرح حول الشعب المصري في هذه الحالة هو وصول  الغالبية العُظمى ” ولا سيما الفقراء المُتضررين والمُتأثرين بتدني الحالة الإقتصادية المعيشية إلى سقف غضب اجتماعي مُتمرد يُسمى باللاعودة ( وكما يُقال بالعامية المصرية : هنخسر إيه تاني . . أو ضربوا الأعور على عينه قال خسرانه خسرانه ) .  “

حالة الغضب تؤدي إلى اجتذاب أشخاص مؤثرين فى المُجتمع لآخرين جُدد، ويتحول الأمر تفاعلياً بشكل تراكمي يصل للحد الجماهيري، وتخرج الغالبية بشكل تلقائي، ثم تحدث عملية تأثير الكُرة الثلجية، وتصبح عملية التراجع شبه مُستحيلة، ويمكن أن يكون هذا بدعم من جماعة دينية محظورة أو عناصر ” غير معلومة ” من داخل حكومتك ” ومن غير المُستبعد من داخل الجيش ايضاً ” أو أهالي سُجناء رأي، وغيرهم ممن ينتظروا الفرصة والمناخ المناسب لهم.،

والفكرة الأساسية للسيناريو المُحتمل هي أن الحد الأدنى أو العدد الأدنى من الأشخاص الذين من المُمكن توافرهم لكي تُصبح عملية اجتذاب أشخاص أكثر أمراً تلقائياً هي موجودة فعلًا في الشارع المصري، ويُمكنك يا سيادة الرئيس استشارة عُلماء النفس والاجتماع في الجامعات المصرية، وأنا من وجهة نظري ان الشرط الضروري لبناء حركة الشعب العامة متوافراً وقد يتزايد.

وهنا ليس بالضروري تحديد عدد الأشخاص لأنه ليس عدداً مطلقاً، بل عدد مقيد بشرط ” إرساخ العقيدة واستقطاب العناصر الفاعلة على أساسها “. إذاً هذه الكتلة الحرجة هي كتلة عقائدية إجتماعية وعملية في آن واحد تجمع معظمها أحلام :

  • الكفاية الاجتماعية التي تكفل لها حياة كريمة فعلاً وليس قولاً.
  • إطلاق وحماية وكفالة دستورية لحُرية الرأي للصحافة والشعب في مناخ ديمقراطي آمن وحقيقي.
  • تفعيل مطالب الشعب التي أطلقت في 25 يناير 2011 ( عيش – حُرية – عدالة اجتماعية ) .
  • حق التظاهر السلمي وفق قواعد وإجراءات قانونية وحماية الشرطة للمتظاهرين.

إن أفضل نموذج نستطيع تقديمه عن الكتلة الحرجة هو مَثَلُ العدسة المكبِّرة. يُمكن للشمس أن تضرب ورقة لمدة ساعات دون أن تحترق. أما إذا سلطنا عليها نور الشمس مُكثّفاً عبر عدسة مكبِّرة، فإنها تحترق خلال ثوان. السبب بسيط. لقد تكثفت الطاقة المحمولة في أشعة الشمس، وتركزت كلها في نقطة صغيرة واحدة. لقد أصبحت كتلة حرجة من الطاقة تحرق ما يقف في دربها.

مصر على صفيح ساخن

  هل تجلس مصر على برميل بارود؟! . .  سؤال ليس بالصعب ولكن الإجابة هي فى الشارع المصري فى عقول وعلى ألسنة الجماهير العريضة . . نعم . . الناس اصبحت تضيق ذرعاً بالنظام القائم الذي يحكُم مصر، وحتى أنصار النظام سواء المُستفيدين من وجوده أو جماعات المُترددين هم على أتم الإستعداد للتحول حال حدوث تغيير بأي صورة من الصور، وهم يلتزموا الصمت فى العلن، ولكن فى أروقتهم بعيدا عن الكاميرات أو التصنت السري يعبروا عن غضبهم بصراحة.

البعض ممن يُعارض نظام حكم مصر يتم التسامح معه على مضض، ولسبب واحد، وهو إظهار واجهة تُريدها الادارة السياسية لأسباب تخصها لها أهمية بالنسبة لها وليس لتفعيل الديمقراطية الحقيقية، ولكن هناك حدود أيضاً الذي يتخطاها مصيره معروف مُسبقاً، لتلفيق تهم سابقة التجهيز قد تؤدي بها الى السجن، وحتى لو برأته المحكمة يكون بقي رهن التحقيقات عدة سنوات، وبذلك يتحقق العقاب المطلوب..

أخطر مشكلة نظام حُكمك يا سيادة الرئيس هي التقصير في بناء قواعد صناعية للإنتاج المحلي في ظل سياسة وطنية تعتمد على اقتصاديات ذاتية “حتى لو كانت مرحلية ” وذلك بدلاً من الاستدانة وإغراق البلد في الديون وما صاحب ذلك من هبوط وتدني سُمعة ومكانة مصرنا عربياً وعالمياً، فبدلا من بناء شراكات تجارية طويلة الأجل، اختارت حكوماتك المُتعاقبة تحت قيادتك الطريق الأسهل بشكل أضعف قدرتك على الإصلاح  الاقتصادي وبناء الاستقرار”.

لقد كانت نسخة الإصلاح السياسي محدودة برفع الدعم وتعويم العملة الوطنية ” الجنيه المصري “، دون القيام بعملية إعادة تشكيل الاقتصاد الوطني والبنى التنظيمية، وقد أفقرت سياساتك الكثير من أبناء مصر، وتأكيدك يا سيادة الرئيس في كثير من خطاباتك استمرارك في سياساتك دون الاستماع للجانب الآخر من أهل الخبرة  أتعب الناس وغضبهم يتزايد يوماً بعد الآخر، وأخشى أن تصل حدة الغضب لحالة من السخط لا نرديها لك لأن عواقبها وخيمة وقد تضرب الأخضر واليابس،وتعود مصر للخلف.

 ملاحقة أعداء النظام من اليمين واليسار، إضافة إلى مُعاناة الملايين من الوضع الاقتصادي، يجعل الإسلاميين وأنصارهم وعلى رأسهم جماعة الإخوان المحظورة ينتظرون الفرصة للانتقام وتأليب الشعب،  ولا يمكن إغفال ان الملايين من الشباب المصري تغيرت لغتهم ووصلت لحد الكراهية، وهناك الملايين من الناس الذين كانوا يعتقدون أن الليبرالية الديمقراطية قاب قوسين أو أدنى لتختطف منهم وتعود بهم إلى حكم أشبه بما كان عليه في عام 1960″.

افتقار شباب مصرنا لمناخ ديمقراطي يجعل نظام الحكم في مصر يجلس على بِرْمِيل من البارود يُظلله سحابة، فإذا ثقبت هذه الغيمة سيحترق النظام بالنار المشتعلة.

* أقولها صراحة يا سيادة الرئيس : استمرار الوضع هكذا يعمل على زيادة الحرارة وارتفاعها يدفع تدريجياً لخروج الكُتلة الحرجة.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

تذكروا أن يران غير عربية

كتبت | بلقيس حسن ليس دفاعا عن إيران فأنا اختلف معها في كثير من المواقف، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *