د.محمد العبد

خاطرة للحياة : كيف نحافظ على صحتنا في زمننا الأسود؟!

كتب | د. محمد العبد

ما أصعب ظروف الحياة التي نعيشها اليوم، وما أمرّ أيامها وما أحلك لياليها، لأن ثالوث الذل والبلاء والغلاء تلبد غيومه سماء حياتنا صباح مساء، حتى صرنا نستفيق مع شروق شمس كل يوم على نبأ مولود جديد من سلالة أبناء هذا الثالوث الذي بدأ ينخر فينا حتى العظم… فكل شيء يصعب الحصول عليه من ملبس ومسكن حتى الدواء والخبز والماء بات حلماً… وتأمين هذه الأساسيات صار معجوناً بالذل والقهر تارةً والحرمان تارةً أخرى…
ما العمل؟… وكيف نحافظ على صحتنا وعقولنا في ظل هذ الواقع الأسود المقيت الذي نعيشه في بلادنا… برأيي المتواضع نحن أمام ثلاثة خيارات:
الأول : أن ننتفض ونخرج في مظاهرات احتجاجية، وهذا خيار مستبعد حالياً، لأن التجارب والمظاهرات أثبتت أننا أمة لا تعرف كيف تتظاهر (حضارياً)، فعندما نتظاهر نعتدي على الممتلكات العامة والخاصة، والأجهزة الأمنية لا تعرف أحياناً كيف تتعامل مع المتظاهرين، كما أنّ هذه المظاهرات يمكن أن تستغل من قبل الطابور الخامس لخلق الفتن (التي لعن الله من يوقظها)…
الثاني : أن لا نصبر على واقعنا ونجزع منه، ونلعن هذا ونسبّ ذاك…. وهذا الخيار يوّلد التوتر والاكتئاب، الذي بدوره يُسبّب أمراض العصر من سكري وضغط وجلطة.
الثالث : أن نصبر على واقعنا من بلاء وابتلاء وغلاء، ونتفاءل بالغد مهما كان غامضاً… نتفاءل بالخير ولا نيأس من روح الله كما أمرنا بذلك الخالق سبحانه وتعالى بقوله (لا تقنطوا من رحمة الله).
اذن القرار قرارك: عش حياتك إما بتوتر واكتئاب وقلق، أو عشها بصبر وتفاؤل وأمل…حدد أولوياتك!!!
وبرأيي أنه طالما ظروف الواقع فوق امكاناتنا وقدراتنا، علينا الأخذ بالخيار الثالث، وأن ننتظر هدوء العاصفة، ونستغل الفرص، نعيش بالأمل (فما أصعب العيش لولا فسحة الأمل)، ونتوقع الأفضل (كل متوقع آت)، ونتفاءل بأن القادم (قد يكون) أحسن حالاً (حتى ولو ضحكنا على أنفسنا… أجل نضحك على أنفسنا!!!)، لا لشيء إلاّ لنحفظ صحتنا التي هي كنزٌ لا يقدّر بثمن… فأولوية كل واحد منا الآن (في هذا الزمن الأسود) أن يحافظ على صحته، عملاً بقول السيد المسيح عليه السلام (ماذا يهمني لو ربحت العالم وخسرت نفسي)…

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

سعيد السبكي أضاف لموهبته في الصحافة والأدب مجال «الإرشاد النفسي»؟!

سعيد السبكي.. لماذا أضاف لموهبته في الصحافة والأدب إضافة جديدة بمجال «الإرشاد النفسي»؟! “سعادته الخاصة” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *