من أب مكلوم .. ليت الأبناء يعلمون

اليوم يمر عام على رحيلك، عام كل يوم فيه مابين مواساة أم مكلومة، ونزيف قلب أب كان يرى فيك أملا يكبر عن يوم قبله؛ فأمسى مكسور الفؤاد لينزف قطرة دماُ، فكل ليلة اسمع صرخة تشق سواد الليل يليها صوت ارتطام فطار جامح بجسدك ودوي تكسير عظامك يصم أذني لأنهض في جوف الليل – لله ما أعطى ولله ما أخذ ، والحمد لله – وتتحجر دمعة في مقلتي ويشطر قلبي سكينا يغرس فجأة، فأرى طيفك مبتسما، وصدى همس اسمعه أنتظرك.

تايم نيوز أوروبا بالعربي|محمد جوهر حامد

منذ وٌريت الثرى ولنا ميعاد كل خميس.. أكنس حولك ما قد يرسو على قبرك.. أحمم قبرك كأنه أنت طفل صغير كما كنت افعل في الماضي وأنت قطعة لحم حمراء – رزق الله – وأنت تحبو.. وأنت تتهته بحروف لا يفهمها غيري حتى أمك كنت أترجم لها .. وأنت تخطو أولى خطواتك أسندك.. ما زالت أنفاسك صداها بقلبي وأنت تغط بنوم عميق على صدري.
أنثر كل خميس زهور على قبرك، وادمج ريحان ونعناع بعبيرها لأصنع لك عطرا من صنع يداي؛ علك تشتم رائحة العطر الممزوج بدموع تسقط رغما عني، أناديك لعلك تهبط من جنات هي مثواك لثواني أراك، فما زلت صغيرا يا ولدى لتلهبك النيران – فشهيدا أنت كما قال رسول المولى – لكن رائحتك تتسلل إلى صدري فتلون ملامحك المحفورة في الوجدان.. أدعوا لك وأبلغك سلام كل الأحباب.. وأحملك أمانة سلام لكل من سبقوا وتركوا أثرا في النفس.
ثلاثمائة وخمس وستون يوما مروا ومكانك مازال يحمل أثر جلوسك وخطوطك على الجدران لم تمحى، فسريرك لم يلمسه أحد وغطاءك مازال يحمل رائحتك، حتى وسادتك مازالت تحمل شعرات من رأسك، وحقيبتك مازالت بجواري أتلمسها ومازال بداخلها أوراقك.. كتبك.. أقلامك أراها وارى بصمات يديك عليها ولا أقربها لكي لا تمحى البصمات، حتى أخر كوب شاي أعددته لي بساعات أقل من عدد أصابع اليد الواحدة؛ طعمه مازال بحلقي، واراك الآن تأتي تحمله وضحكتك وصوتك في كل الأركان.. فأين أنت يا إسلام لما لا تأتي؟!.. لما لا تأتي؟! .. فبرغم يقيني برحيلك إلى بارئك .. أنتظرك كل مساء وكلي يقين انك لن تأتي.

عن admin1

شاهد أيضاً

شيرين سيف النصر.. في ذمة الله

غابت عن سماء الوسط الفني في مصر، وبشكل لا يخطر على بال أحد؛ نجمة متلألئة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *