ليندا تنصح الرئيس

ليندا سليم تنصح الرئيس | “خارج الإطار المشبر”

فواجع الأقدار ليست إلا من مصانعنا الخاصة فالله حق ولا يسوق إلينا إلا الحق، وعندما يبتلينا يكون على قدر العودة إلى الرشد وليس إلى الهاوية، ومؤسسات الدولة من أمن وتعليم وخلافة نتاج بيت الوطن الواحد، الذي يُخرج لنا ما نحياه من نُبغ وعلماء وكذلك المجرم والبلطجي ،فإذا كانت البطن الواحدة تحمل ضابط الأمن وزعيم العصابة فما بالكم من نتاج ثقافات أوسع هجينة تموت وهي تشق الأرض لتنبت وترينا صورة أعمالنا لنتهيأ إما للتوبه أو للاستمرار مضي نحو الهلاك…

تايم نيوز اوروبا بالعربي | ليندا سليم

الإبنة نيرة والتي أرهقت روحها في لحظات هيأها الشيطان انها الفاصلة من زاوية شاب كان ممكن لو تجاوز امر رفضه بأن يرزق بشابة أخرى تحبه وتفعل لأجله الكثير دون سعي منه ولا فرض ذاته الذي قابله بالرفض والنفور ..
لم يدرك ذلك الشاب ان رفضها ربما خيرا سيق له افضل من ان يبدأ معها حياة لا أمل فيها ولا إنسجام في الافكار والسبل التي يسلكاها ،فهي شابة جميلة ولها نظرة مستقلة في حدود الأعراف التقاليد ترى أن من حقها الرفض والقبول وهذا امر بجانب انه حق فهو شرع ،وما هو شرعنا إلا الحق ..
ولكنها ولحداثة عمرها لم ادرك انها قالت لا لمن لا ينشأ على أن أن الرفض حق حاله حال القبول وأخذ يطارد ويهدد ويحاول بشتى الطرق التي زادتها نفورا منه،لم يتمتع بقدر وافي من الزكاء لينسحب في هدوء ويتقبل انه ليس الشاب التي تنتظره او ربما التوقيت هو من كان ليس مناسب، وكل ذلك يبدو مثاليا مع مجتمع إستقبل البذور الهجينة ودسها في ارض طاهرة لتنبت مواقع مفتوحة دون رقيب واجهزة محمولة مباحة واذان تصغي لكل حداثة وتراها المدنية والمعاصرة وان دونها سنستمر في رجعية الجهال..
هذا الجيل ضحية أجيال أهالي تركت الحبل حتى رخى فتوسطه التسيب والإستهتار ،لم يسمع هذا الشاب من والديه وهو يشاهد مسلسلات العنف أن إستخدام السكين ليس إلا لذبح الشاة ليلة النحر وليست لذبح زميلة رفضت التودد ..واستخدمت حقها في ذلك وعندما تمادى تقدم والديها لتحرير محضر وإثنان ولم ينظر محرر ذلك المحضر للأمر بعين الوالد ،ربما لم تكن لديه إبنة ويدرك معنى أن يطاردها زميل وإن كنت هنا الوم على محرر المحضر إلا أني افتقد معلومة هل ابلغت الفتاة الجامعة وإدارة الكلية التي تجمع زمالتها مع ناحرها حتى يتثنى لنا رؤية الصورة بشكل اوسع؟!
فلوم الجامعة غير دستوري، رغم ان الجريمة ارتكبت في وضح النهار امام بابها ،ولكن خارج سورها ليكون الأمر أمنيا وقانونيا لا مساس بحق الجامعة، ولكنه تربويا وإنسانيا يعد إخفاق وتهاون ، إن كان كما يشاع انهم وقفوا ينظروا ولم يتحركوا حتى إنتهى المشهد وهذا أمر أشك فيه صراحة والله وحده أعلم كيف كان الأمر، أما الجموع الذي حضر الواقعة كان حريصا اخذ اللقطات المصورة وكأنه فيلما وجميع حضورة يرزقون من مهنة التصوير والترند ،تاركين الإخراج الكامل لصاحب السكين ليضع وحده نهاية لم نذوق من بعدها الزاد ولا النوم حزنا على ما صبت إليه الأمور ..
بصراحة
لم اضع حكمي هنا  على الحكومة ولا أمن الجامعة فجميعهم خرج بيوتنا جميعا وكما قلت بداية المتن بما يعني ( زرع-حصد) ، فقبول اعداد كبيرة في الجامعات الحكومية لا يعيب المسؤولون ولكن ما نراه تقصيرا قلة الكوادر المسؤولة عن المراقبة والمتابعة خاصة فيما يخص مشاكل الطلاب ومراقبة سلوكهم واصبح الامر الان مقتصرا على فرقة من الطلاب يقومون بإدارة شئونهم في مختلف الجامعات مما جعلنا مؤخرا نرى كثيرا من المهازل التربوية بحضور مغنيين يرتدون ملابس غير لائقة شبه عاريه ويلتفون حول فتيات وشباب الجامعات ويحتضنونهم بمنتهى البساطة وكأن هذا المؤدي والد او احد المحارم وهي امور لا تليق تماما بالحرم الجامعي فضلا عن عدم الالتزام بملابس تليق بهيبة منارة التعليم ..
هنا اعمم دون إستنقاء أن كل من علم بتلك المشكلة لم يتحرك كما يجب حتى خرجت نبتة ذلك الشاب اليافع القاتل دون بينة ودون أن يؤخذ منه موقف يهيبه ويجعله يفكر عشرات المرات أن البعد افضل من الإستمرار بمطاردة رافضة عوضا من تركه لخياله العابس واصدقاء السوء يشجعونه الإقدام على جرم انهى حياته ايضا…

الخلاصه

البيت والجامعة وكل مؤسسات الدولة وكل حاكم ومسؤول يجب أن يراجع حساباته ويقيم كيف يكون قائدا مسيطرا وملما بالصورة كاملة بالبلدي كده( ما يعديش الماية من تحت رجلية) كي تتوقف تلك الغصات التي لم تمضي دون ترك اثر في نفوس الكثيرين ..

نصيحة للرئيس المصري السيسي
ياليت توصي ببناء الإنسان وأدرك تماما إنها أولى مطالبك من مسؤولينك، ولكنهم لم يحققون اهدافك في ذلك وانشغلوا بأمورا اسطح مثل البناء والتشييد رغم انه نقل مصر والصورة اصبحت اجمل من الطائرة إلا ان النفوس بهتت وسكن ما وفرته كثيرا من البلطجية وقاموا بإيجارها عرفيا لعدم المسائلة القانونية ،غير تخصيص وحدات عدة لأسرة واحدة تملك عدة بطاقات بالرشاوي او بالمحبة ،فالأسمرات مثلا مدينة يجب إعادة عدالة توزيع مساكنها على مستحقيها ،وكذلك التعليم الهجين دون ألية تساعد على إستخدامه بيسر، يطالبون الطلاب والباحثين بالرقمنه وتحولاتها ولا يطبقونها في ألية مؤسساتهم، وان وجدت تقال العبارة الشهيرة ( السستم داون),وكثير من الترهات التي أهدرت ملايين بل بلايين على بث ثقافات غربية إباحية و عنيفة تحت رخصة المهرجانات وإنتاج وسائل الإعلام المختلفة لهواة ومرتزقة يبثون سمومهم من خلال محطات ارضية وفضائية وسوشال ميديا بألية درامية متسلقة من بالوعات الغرب ، بغرض هتك ما حاولت بناءه وتقويمه بالأساس وهو الإنسان،ولذا عليك ان تعيد التفكير في توزيع الموارد بإجتزاء الشطر الأكبر على زرع القيم وإعلاء صوت الدين وانه مرتبط بالحداثه وبكل الأزمنه ،بإستنقاء رجال دين يخافون الله في هذا الشعب لتعزيز العقيدة وتوسيطها دون تسيب او تشدد ،وهذا ما اراه عزيزا مؤخرا حتى تلاشى ، فعذرا المرحلة تستدعى تقديم النصح مرارا وتكرارا ،والأمانة تحتم ان ننصح دون تربص ونشجب دون شغب حتى تصلك ما صلت إليه الامور بعين شبعة لا تريد منك إلا الإنصات خارج الإطار المشبر..

ديننا دستور ولو طبقنا دستوره لأنصفنا الله دون تبديد ولا إسراف في غير موضعه * 

عن admin1

شاهد أيضاً

سعيد السبكي أضاف لموهبته في الصحافة والأدب مجال «الإرشاد النفسي»؟!

سعيد السبكي.. لماذا أضاف لموهبته في الصحافة والأدب إضافة جديدة بمجال «الإرشاد النفسي»؟! “سعادته الخاصة” …

4 تعليقات

  1. شوقى سراج الدين

    سلمت يمينك

  2. محمود محمد الشربيني

    احسنت صديقتي الغالية الكاتبة الكبيرة ليندا سليم . مقال واعى يعرف حقيقة الكارثة التى تحيق بمجتمعنا .. ويتناولها بطريقة سهله وسلسلة ويركز على اهمية بناء الإنسان وهذا ما نحتاجه الآن .
    كل التحية والتمنيات الطيبة لك

    • اسعدني تعليقك المحفز ولانك استاذ متميز وخلوق ترانا باعينك ..الله يسعدك ويستمع الرئيس ويتجاوب علها الناجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *