مهرجان الفيلم العربي 2022

روش عبد الفتاح | فى مهرجان الفيلم العربي بروتردام لن نهرب من مشاكل العالم العربي (1)

كتب | سعيد السُبكي

مهرجان الفيلم العربي 2022 هذا العام سوف يحظى بوضع الأحداث الجارية في بؤرة الاهتمام، دون إغفال مشاكل العالم العربي في الوقت الحالي، بتأكيد على الانتباه إلى إنعكاسها وتعميق الخلفيات، كما أننا نختار الأفلام ذات الصلة بالمحتوى، بالتعاون الوثيق مع صُناع وشركاء لنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أن عرض الأفلام في المهرجان واسع ويتخطى الصور النمطية ويقدم لمحة عامة عن أهم الأفلام التي تم إصدارها العام الماضي.

هكذا قال المُدير الفني “روش عبد الفتاح” عن مهرجان الفيلم العربي مُشيراً إلى أن مهرجان هذا العام يتضمن خمس موضوعات رئيسية هي: الغريب، المياه، الأمن الغذائي، الشباب، “ليلة السيدات” والكوميديا.

الغريب فيلم افتتاح المهرجان

 يستهل فيلم “الغريب” إفتتاح المهرجان، وهو الفيلم الأول للأمير السوري فاخر الدين الذي يعيش في هضبة الجولان، حيث اللغة المرئية تجعلك تعيش أوقاتًا مختلفة يمكن أن تحدث في أي مكان، كما أن طريقة التصوير والإيقاع والصمت والانعكاس تجعلك كمشاهد تفكر في معنى أن تكون “غريبًا” في مكان ما بالعالم في الوقت نفسه ، ومن خلال المواجهة  يصبح الجُزء “الآخر” من قصتك.

فيلم ” الغريب ” للمخرج السوري أمير فخر الدين يُنعش الذاكرة لهضبة الجولان السورية وقد فاز بجائزة أفضل فيلم عربي في الدورة الـ 43  لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وقبلها فاز بجائزة “إديبو ري” (Edipo Re) لأفضل فيلم مشارك في تظاهرة أيام البندقية ضمن فعاليات الدورة الأخيرة للمهرجان الذي يعد واحدا من أهم المهرجانات السينمائية العالمية، وهو ما يؤشر على نجاح وأهمية الفيلم.

وهو أول فيلم عربي روائي طويل (إنتاج سوري قطري فلسطيني ألماني مشترك) يحكي عن هضبة الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، وبالتالي فالمشترك بين الطرفين (الفلسطيني والجولاني) هو الاحتلال الإسرائيلي، وما ينتج عنه من قهر ومعاناة تحيل حياة الشعبين إلى جحيم، ويشيع وجوده قلقا وجوديا كالذي ظل يعاني منه بطل “الغريب”، الفيلم المختلف في معالجته لحالة الاحتلال فنيا وسرديا، فهو يميل بصريا إلى معاينة الاغتراب الداخلي الذي يحس به المواطن المستلبة إرادته وحريته فوق أرضه.

يدخل فيلم “الغريب” إلى هضبة الجولان السورية من خلال بطله عدنان (الممثل الفلسطيني أشرف برهوم) المتأزم داخليا، والمحاط بمشاكل عائلية يسربها النص السينمائي ببطء إلى المتفرج عبر سرد بصري شاعري لا يميل إلى الإبهار بقدر عنايته بالحالة النفسية لبطله التراجيدي، والمتأتية توتراتها من وجود المحتل الذي يفرض عليه وعلى أهله قوانينه، إلى جانب تناقضات وصراعات متوارثة بين الأجيال.

يُعبر البطل بمقاطع شعرية مؤثرة عن خلجات ومشاعر داخلية وحب لزوجته وابنته ورغبة في عدم تركهما أو هجر المكان الذي أحبه، وفيها يبوح صراحة برغبته عدم ترك قريته رغم كل الظروف المحبطة التي تحيط بها، لأنه لا يتمنى أن يزرع شجرة تفاح في مكان آخر بعيدا عن جذورها، وبسبب غربتها سيتغير طعم ثمارها ويفقد حلاوته.

المزيد عن المهرجان :

بطاقات مُشاهدة أفلام المهرجان

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

صلاح السعدني في رحاب الله | العمدة سليمان غانم في ليالي الحلمية

ودعت مصر جثمان الممثل الراحل الكبير إثر وفاته (81 عاماً) في ساعة مبكرة من صباح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *