الأندلس
الأندلس

في الذكرى الـ 530 لسقوط الأندلس 2-2

بقلم | الشاعر عباس الصهبي:

وعندما نحلل أسباب سقوط دولة الأندلس، على ضوء “استراتيچية شوقي” الأخلاقية، نجد أكثر الأسباب وراء السقوط المدوِّي التي درسها وحددها مفكرنا الباحث الرائد الدكتور عبد الحليم عويس (12 يوليو/تموز 1943 – 9 ديسمبر/ كانون الأول 2011)، ووصلت إلى الأربعين سببًا، إنما هي في جوهرها أسباب أخلاقية، أهمها:

بقايا الحضارة الإسلامية بالأندلس
بقايا الحضارة الإسلامية بالأندلس

تغلب المصالح على المبادئ، وبالتالى التحالف مع الأعداء ضد إخوان العقيدة وشركاء الحضارة والمصير.

إلغاء الخلافة الجامعة (الوحدة العربية بمفهومها الحديث) وظهور الطوائف.

تخلِّى العلماء والدعاة عن رسالتهم.

التكاثر المادى وتبديد طاقة الأمة فى بناء القصور المترفة والمساجد المتحفية ووسائل الزينة والراحة والدعة.

فساد القلوب والضمائر وانتشار الأمراض القلبية من حقد وبغضاء وآفات اللسان من غيبة ونميمة.

انتشار اللهو والغناء والموسيقى والانحلال والخمور وشتى صور الفساد.

الاستهانة بالدماء مما سبب معارك ضارية بين المسلمين.

إخضاع الأمة لمعاهدات استسلام ضد المسلمين لمصالح سياسية.

خيانة بعض العلماء والحكام للمسئولية الإسلامية العامة، فعلى مسمع من هؤلاء جميعًا سقطت معظم المدن الأندلسية.

للنساء نصيب فى سقوط الأندلس وقد تدخل بعضهن فى شئون الحكم فنشرن البغضاء والصراعات من وراء الكواليس، كما نشر بعضهن الفساد والانحلال، ومنهن ولادة بنت المستكفى.

المعاهدات السرية التى كانت تُبرم بعيداً عن الشعب.

الاستهانة بالأعداء أثناء فترات القوة.

كان انتشار المخدرات والخمور سببًا فى قيام صراعات مريرة فى غرناطة وكان من نتائجها تسليم أحد سلاطين غرناطة نفسه لأعدائه النصارى (السلطان أبو سعيد البرميخو).

عقوق الأبناء من أهم أسباب السقوط.

تركيز الفقهاء والمفكرين على الجزئيات والفروع مع ضيق الصدر وسرعة التكفير.

إسناد المناصب المالية والإدارية والقيادية والفكرية لأهل الثقة والولاء.

الوضع فى الأندلس لم يسمح بالإبداع العلمي والعملي والزراعي.

ضعف الفقه الحضاري وغياب الوعى بسنن الله الاجتماعية لتقدم الأمم وسقوطها.

أجل، هذه أهم أسباب الانحلال المؤدي لسقوط دولة عربية عريقة في أوروربا، عبر دراسة نابهة، انتهت ورحل صاحبها المفكر الرائد الدكتور عبد الحليم عويس، فلنتأمل، ولننظر نحن العرب المعاصرون: ماذا نحن فاعلون؟ ونصلح ما ينقصنا أخلاقيًا لتلافي هذه الأسباب، وعلى مستوى الأفراد، فالأخلاقيات تخص الأفراد، في أولوياتها الأولى وقبل اتهام حكامنا بما ينقصنا نحن فأمير الشعراء ينصحنا قائلاً: “إنما الأممُ الأخلاق”، ولم يقل “إنما  الحكامُ الأخلاق“!!.

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

هل السيئة تهدم جبال الحسنات؟!

تايم نيوز أوروبا بالعربي | ليندا سليم  ولي في قصة الدكتور موافي وجهة نظر سأقص …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *