سعيد السبكى رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي

سيمو حمد | “سي” تكريم وتعظيم لإسم الرسول الكريم

تايم نيوز أوروبا بالعربي | مراكش – سعيد السبكى

 أسمع في أوساط أبناء الجالية المغربية بهولندا طريقة نداء مُميزة تسبق اسم الشخص بلفظ ” سي ” ، وهي أشبه بما يُستخدم في اللهجة المصرية على سبيل الاحترام مثل كلمة ” الأستاذ ” ، وتذكرني بشكل ما بإسم ” سي السيد في فيلم بين القصرين بطولة المرحوم يحيى شاهين الذى مثل دور رب أسرة يتعامل بصرامة شديدة مع أفراد عائلته، بينما هو يعيش ليلًا حياة من اللهو والانحلال.

في بداية الأمر لم أتوقف كثيراً عند هذا التعبير إلا أن تكراره جعلني أنصت له من وقت لآخر، وعلى سبيل مُجاملة أصدقاء مغاربة واحترامهم ناديتهم مثلما يفعلوا هُم، فكنت أقول: ( سي إدريس )  أو ( سي عزيز ) ولكن كنت أرى في ردود أفعالهم ما لم أجده حينما اسمع لفظ ( سي مُحمد ) الذي ينطقوه بالتأكيد والتشديد على الـ ضمة لدرجة انك تسمعها وكانها حرف الواو ( سيموحمد ) أيضاً.

قلت في نفسي  إنها اختلافات  ثقافات وبقى في رأسي سؤال بلا إجابة لكن أتوقف عنده خاصة حينما أرى وأسمع الأم المغربية وكذلك الأب ينادون الأبن الصغير بذات الطريقة ” سي مُحمد ” بينما الأبناء الآخرين بالاسم مُباشرة دون ” سي ” أمر أدهشني وجعلني أدقق وأتفحص كلما جمعتني جلسة لقاء بأحدهم وبينهم اسم مُحمد، وعلى الرغم من رغبتي في متابعة الأمر الا أننى كنت أخجل بعض الشيئ من طرح السؤال خشية ان يعتقد البعض أنه غير ذو قيمة.

جاء الوقت المناسب بلا ترتيب حيث جمعتنا زيارة عائلية دارت خلالها أحاديث متنوعة، بين السياسية والثقافة والدين، ولم تخلو من موضوع الساعة ” كورونا اللعينة واللقاحات ” وبعض الفوارق والاتفاقات بين عادات الشعوب العربية، وبالطبع احتلت كل من المغرب ومصر نصيب الأسد، وتزينت الجلسة بدعوتي لزيارة مدينة ” فاس ” ولمعت عين مُحدثتي الفاضلة وهى تقول لى ” بما انك تحب الثقافة وزيارة الأماكن التاريخية ” فلا تنسى ان فاس بها جامعة القرويين، التى قامت ببنائها إمرأة هى المرحومة ” فاطمة بنت محمد الفهري القرشي” ، الأمر الذى أنعشت به ذاكرتي وبالفعل أنوى زيارة مدينة فاس وجامعتها العريقة قبل مغادرتى مدينة مراكش فى زيارتي الحالية.

 وحانت الفرصة وتشجعت حينما شاهدت وسمعتها تنادي ابنها بـ ( سي مًحمد ) وسألت حيث جاءت الإجابة على سؤالي بان لفظ ” سي ” يسبق كل اسم مُحمد بشكل خاص تعظيماً وتكريماً لسيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم.

ما أعظم الشعب المغربي وما أعظم تلك العادة الجميلة،*   ولما لا . . حيث توجد على أراضيه جامعة القرويين بمدينة فاس، العاصمة الثقافية للمغرب، وبها أقدم جامعة في العالم، إذ بنيت عام 859 ميلادي من طرف فاطمة بنت محمد الفهري، ولا تزال الجامعة تعمل إلى حد اليوم، إذ تخرج فيها مجموعة من علماء المغرب وشخصياته البارزة، ودرس فيها عدة علماء كابن خلدون.

 

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

فَيِنْ يُوجِعُكَ ؟ ! | يَا وَاشٍ يَا وَاشٍ يَا حُكُومَةُ

وَكْرِ اَلَأْ چنَدَّاَتُ . . مَضَامِين عَنْكَبُوتِيَّةٍ . . كَوْكَبَ اَلدُّفُوفِ لَا أَمْلِكُ أَدَوَاتٌ اَلْمَطَبَلَاتِيَّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *