نصر أكتوبر 73 | عبقرية القائد والإنسان 2-10

 تواصل شبكة ” تايم نيوز أوروبا بالعربي” مُشاركة أفراح المصريين والعرب في العالم بالذكرى الـ”48″، الغالية؛ على انتصار أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973؛ وبهذه المناسبة الخالدة، لذكرى ” أقوى انتصار عربي ” في تاريخنا الحديث؛ نفتح “ملف النصر” بأهم أسرار نجاحاته وتحدياته.

فما أن يبدأ التفكير في حرب العبور العظيم حتى تطل علينا “عبقرية” الرئيس الراحل محمد أنور السادات؛ صاحب القرار الشجاع للحرب، ثم بعد ذلك قرار السلام: 

فمن هو الإنسان بداخل القائد العسكري صانع الحرب والسلام؟

تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة – عباس الصهبي

السادات من البداية

ولد الرئيس محمد أنور محمد السادات يوم الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول، عام 1918، في قرية “ميت أبو الكوم” التابعة لمركز “تلا”، بمحافظة المنوفية. ‏وكانت أسرته مكونة من “13” طفلاً، وقد تلقى تعليمه الأولي في “كُتَّاب القرية” على يد الشيخ عبد الحميد عيسى، قبل أن ينتقل إلى مدرسة “الأقباط” الابتدائية، بـ “طوخ دلكا”، ومنها حصل على الشهادة الابتدائية.

وقد تأثر كثيرًا في نشأته بجدته ووالدته، فهما اللتان كانتا تنعشان وعيه الوطني؛ عندما أخذنا تحكيان له قصصًا غير عادية، لم تكن قصصاً تقليدية من تلك التي تتم روايتها في العادة للأطفال في مثل سنِّه الصغيرة، وإنما كانت حكاياتهما عن عن حروب مصر، وأبطالها الوطنيين، ونضالهم من أجل الاستقلال الوطني، مثل قصة دس السم لمصطفى كامل بواسطة البريطانيين الذين أرادوا وضع نهاية للصراع ضد احتلالهم لمصر، وقد تعلم الصغير من هذه الحكايات قصص تحدي أبناء مصر ضد المستعمر الأجنبي، وأن الإنجليز أشرار، ويمكن أن يدسوا السم مثلما فعلوا مع الزعيم مصطفى كامل. ‏غير أن قصة البطل “زهران” بطل حادثة “دنشواي” الشهيرة أثرت في نفسه بعمق، خاصة وأن قرية “دنشواي”لم تكن تبعد عن قريته “ميت أبو الكوم” غير مسافة صغيرة، ويمكن السير إليها على الأقدام.

وقد التحق “السادات” عام 1935؛ بالمدرسة الحربية لاستكمال دراسته العليا، وتخرج من الكلية الحربية عام 1938 ضابطاً، برتبة ملازم ثان، وتم تعيينه في مدينة “منقباد” جنوب مصر، وقد تأثر في تلك الفترة من مطلع شبابه؛ بعدد من الشخصيات السياسية والشعبية في مصر والعالم. وقد اعتقله البريطانيون، عام 1942، إلا أنه تمكن من الفرار بعد عامين من اعتقاله، وفي عام 1946، اعتُقل السادات مرة ثانيةً، وهذه المرة جاء اعتقاله بعد اتهامه في حادثة مقتل الوزير “أمين عثمان” الموالي للبريطانيين، وفور تبرئته من هذه التهمة؛ انضم بعد إطلاق سراحه إلى حركة “الضباط الأحرار”، والتي تزعمها جمال عبد الناصر، وانخراط فى هذه الحركة ضد

محاكمة السادات اثر اغتيال أمين عثمان

 الملكية المصرية عام 1952. وبعد مرور أربع سنواتٍ على إسقاط الملكية؛ ساند عبد الناصر في التربع على سدة الرئاسة، وتقلد عدة مناصب كبرى في الدولة منذ ذلك الحين، مثل: منصب وزير دولة، في سبتمبر/ أيلول عام 1954، ثم أصبح رئيسًا ل”مجلس الأمة” (ما يقابل البرلمان”؛ وذلك منذ “21” يوليو/ تموز عام1960 إلى “27” سبتمبر/ أيلول من العام التالي:1961، ثم عاد ليصبح رئيسًا لـ “مجلس الأمة”، ولفترة ثانية من “29” مارس/ آذار عام 1

964 إلى “12” نوڤمبر/ تشرين الثاني، عام 1968، وذلك قبل أن يختاره الرئيس جمال عبد الناصر نائبًا له؛ حتى وفاته يوم “28” سبتمبر/ أيلول عام 1970.

ميراث “السادات”.. الثقيل!!

 ورث أنور السادات تركة ثقيلة “جداً” عن صديق عمره وكفاحه الزعيم جمال عبد الناصر؛ تتمثل في احتلال إسرائيل لأرض سيناء (حوالي 1/5 مساحة مصر)، فكان همه البالغ, وشغله الشاغل, بل وقضيته الحتمية؛ أنه لا بد من تحرير الأرض، وحفظ العرض؛ وعودة الكرامة بعد سنوات الذل والمهانة. وقد حيَّر السادات بعبقريته أعتى أجهزة المخابرات في العالم، وعلى رأسها المخابرات الأمريكية ال”سي. آي. إيه.”، و”الموساد” الإسرائيلي، وال”كي. چي. بي”، فلم تتوقع كلها أن ينتصر “بدر” – الخطة المصرية للعبور – على “الحزام الأسود” – الخطة الإسرائيلية لاقتحام المزيد من الأراضي المصرية والاستيلاء عليها.

د.صبري زمزم

وهو ما عبر عنه في كتاباته، وعبر رؤيته البانورامية للأحداث زميلنا الصحفي المتألق د. صبري أحمد زمزم؛ نائب رئيس تحرير جريدة “الأهرام” الغراء؛ بقوله: ‏-لأول مرة العرب يبادرون بالهجوم؛ لتصبح إسرائيل في موقف الدفاع؛ وهو ما يبرز عبقرية الرئيس السادات وقواتنا المسلحة المصرية فقد كانت خطة الخداع الإستراتيجي التي انتهجتها مصر وسوريا قبل وبعد تحديد يوم السادس من أكتوبر موعدا لبدء عملية تحرير الأرض المحتلة من أيدي الكيان الإسرائيلي- ودون الدخول في تفاصيلها- من أنجح الخطط التي يمكن أن تدرس في كل المعاهد العسكرية والمخابراتية، إذ إنها لم تخدع العدو المباشر فقط، بل نجحت في إخفاء نوايانا عن أقرب المقربين في الداخل والخارج، رغم أننا كنا تحت أعين، وأبصار،و”ميكروسكوبات” أجهزة مخابرات متعددة على قدر كبير من الاحترافية في الشرق والغرب؛ ومع ذلك نجحنا في خداعها جميعا.، إلى أن جاء يوم الحسم! .

ساعة الصفر

‏وأضاف، قائلاً: ‏ -فكيف سارت الأمور على الجانبين في مصر و إسرائيل قبيل ساعة الصفر ساعة الحسم ؟ ما حدث أنه في الوقت الذي كانت مصر وسوريا تضعان فيه اللمسات الأخيرة على الخطة “بدر” لتحرير أراضينا، وتم تحديد يوم بعينه هو السادس من أكتوبر 1973، وساعة بعينها، وهي الساعة الثانية وخمس دقائق ظهراً؛ كان موشي ديان وزير الحرب الإسرائيلي قد أعدَّ أيضا خطة لشن حرب على البلاد العربية، واقتطاع مزيد من الأرض، وأطلق على هذه الخطة اسم “الحزام الأسود”، وقام بالفعل بشرحها لجولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك، وتقضي بضم جنوب لبنان كاملاً، ومزيد من الأراضي السورية والأردنية وعمل حزام أمني حول إسرائيل في غور الأردن، ليجعل إسرائيل آمنة من أي هجوم عربي في المستقبل فضلا عن استغلال صحراء سيناء كحقل لتجارب إسرائيل النووية، وكان ديان يطمع في أن يطلق على هذا الحزام حال تنفيذه “حزام ديان ” مثلما سمي خط دفاعهم الحصين – حتى ذلك الوقت- “خط بارليف”، وقد تم تحديد عدة مواعيد مبدئية إلى أن انتهوا إلى تحديد يوم الإثنين 8 أكتوبر 1973 موعدا لها.

‏واستطرد د. “زمزم”؛ قائلاً: ‏- شهد يوم “5” أكتوبر/ تشرين الأول،1973؛ أحداثا مثيرة على الجانبين المصري والإسرائيلي قبيل يوم الحسم، ففي مصر كانت قواتنا في أقصى درجات استعدادها للقتال، وقام الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري آنذاك بزيارة تفقدية إلى الجبهة للوقوف بنفسه على آخر الاستعدادات على أرض الواقع؛ ‏أما في إسرائيل فقد عُقد في نفس اليوم اجتماع مصغر لمجلس الوزراء برئاسة جولدا مائير وحضره ديفيد بن إليعازر رئيس الأركان وإيلي زاعيرا

ديفيد بن إليعازر فشل فى محاولة تشويه نصر اكتوبر

رئيس الموساد ،اللذين أكدت عدم قدرة مصر على سن أي هجوم.

واختتم د. زمزم رصده لما حدث، قائلاً: – لقد نجحنا نحن- مصر وسوريا- في تحقيق الخداع الإستراتيجي الطويل الأمد البالغ الدقة، وحققنا المفاجأة ظهيرة السادس من أكتوبر العاشر من رمضان لينتصر”بدر” اسم العملية التى حررت الأرض وصانت العرض على “الحزام الأسود” العملية الإسرائيلية التي كانت تدبر بليل لاحتلال مزيد من أراضينا العربية؛ وذلك بفضل عبقرية السادات! ‏** حقاً نجحنا، وانتصرنا؛ بفضل الله، سبحانه وتعالى؛ الذي أرسل لنا عبقرية “السادات” العظيم جداً، والأهم أن ذلك تمَّ ؛ في الوقت.. المناسب

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

المرء سيد نفسه..

تايم نيوز أوروبا بالعربي|شوقي سراج الدين يتمنى المرء  يوصل لمرحلة يكون فيها سيد نفسه وقوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *