السادات وبانوراما نصر أكتوبر

نصر اكتوبر | عبقرية السادات 1-10

 يسعد شبكة ” تايم نيوز أوروبا بالعربي” مواكبة أفراح المصريين والعرب في العالم بالذكرى الـ”48″، الغالية؛ على انتصار أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973؛ وبهذه المناسبة الخالدة، لذكرى ” أقوى انتصار عربي ” في تاريخنا الحديث؛ نفتح “ملف النصر” بأهم أسرار نجاحاته وتحدياته.

ما أن يبدأ التفكير في حرب العبور العظيم حتى تطل علينا “عبقرية” الرئيس الراحل محمد أنور السادات؛ صاحب القرار الشجاع للحرب، ثم بعد ذلك قرار السلام: أصعب قرارين يمكن أن يتخذهما حاكم مصري، وعلى مرّ عهود طويلة! ‏فما بالنا بهذا “الرجل العظيم/ العبقري ” يتخذ القرارين “الاثنين”، الغاية “جداً” في الصعوبة، بل والخطورة، وخلال فترة حكم قصيرة لم تزد أصلاً على عشر سنوات؛ ما يثير التساؤلات حول عُمق رؤيته، وواقعية نظرته التحليلية والاستراتيچية (البعيدة المدى)، وقدرته على التنبؤ بما سيحدُث، وقبل أن يحدث بسنوات، وبما يشبه المستحيل، لمواجهة أصعب التحديات!

تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة – عباس الصهبي

: ‏ “للعبقرية ناسها”، كما يقولها المصريون بعاميتهم البسيطة الساحرة؛ وهو ما كشفت عنه، وأكدته؛ أهم مفاهيم “العبقرية” بأحدث نظريات الدراسات السيكولوچية، وضمنها دراسة حديثة نشرت تؤكد وجود “چين” وراثي متصل، وبشكل مباشر؛ بعامل الذكاء، وزيادة مقياس الذكاء (المعروف ب”الآي. كيو” I.q) ليتجاوز ال100%فيصل لدى العباقرة إلى 140%، وإن كانت فرنسا قد أعتمدت مقياس ذكاء العباقرة عند 130% فقط! غير أن ذلك كله لم يحسم الجدل القائل بأن البيئة المحيطة بالإنسان قد تغذي هذا الذكاء أو تطمسه، بل وما زالت الخلافات العلمية دائرة حول التعريف المحدد والمباشر للعبقرية، وحول صفات “العبقري” نفسه!

عبقرية السادات.. كيف؟ولماذا؟!

 “تجمعت” في شخص بطل حرب العبور الرئيس السادات، رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى؛ معظم صفات العبقرية التي “أجمعت” عليها أحدث البحوث والدراسات السيكولوچية العالمية، ومن هنا قد يجيء تناول “تايم نيوز أوروبا بالعربي” (الجديد) كعادتها ! ‏فقد أكد كثير من الباحثين أنّ “العباقرة” يمتلكون عقلاً مليئاً بالأفكار العبقرية الفطريّة والمُكتسبة (وهكذا كان السادات في خططه ومشروعاته الداخلية والخارجية الطموحة). ‏

وأكدوا أن الشخض العبقري يتمتع بذهن متوقد لديه القدرة الدائمة على خلق الأفكار وإيجاد الحلول لمختلف القضايا (لوحظ ذلك في عدم انتظار السادات نتائج “مفاوضات التسويف” التي بدأت بما أطلق عليه مشروع “روچرز” للسلام عقب النكسة، أو بمفاوضات “يارنج” الأممية، والمتكررة الفشل لإسكات العرب وإلهائهم بإمكان وجود حل)! ‏والعبقري، كما تقول الدراسات؛ لا يتأثر في قراراته المفاجئة؛ بأي نوع من الصراعات والخلافات الدائرة حوله (واضح في أسلوب “الصدمة” الدبلوماسية الذي ابتكره السادات)!

‏وتشير الدراسات العلمية إلى أن العبقري لديه دائمآ قدرةً “غير محدودة” على اكتساب مختلف المعلومات التي يتلقاها بشكلٍ سريعٍ (لوحظ ذلك في تعامله مع فريق المفاوضات معه، والذي كان لكل واحد منهم رؤية مختلفة،لها مبرراتها، ووجهات نظرها المعلوماتية المهمة فيما يجب أن يكون عليه سير المباحثات فكأن “العبقري” كان يتفاوض مع فريقه المعاون وبنفس الوقت مع فريق رئيس الوزراء الإسرائيلي، “ببجين”؛ في وقت واحد، وبما يحتاجه كل ذلك من “معلومات” مقنعة” لكل طرف)! ولايحب الشخص العبقري، فيما تقوله هذه الدراسات؛ أن يعمل ضمن جماعة أو ضمن فريق عمل، بل يميل للعمل بشكلٍ منفرد، وذلك لكي يعمل بحريّةٍ أكبر ودون أن يتقيّد بالآخرين ( لوحظ ذلك في تماهيه مع قناعاته الشخصية وعمله “المنفرد” بعيداً عن معاوني “عبد الناصر”، وحتى المقربين “جداً” لديه، خلال فترة عمله كنائب رئيس جمهورية، وربما كان ذلك ما دفع “ناصر” لاختياره أصلاً ليكون نائبه بهدف إحداث تغيير مفاجىء في سياسته بعد “النكسة” )! ‏

وترى نفس هذه الدراسات السيكولوچية لشخصية “العبقري” أنه إنسان لا يضع حداً، أو “سقفاً” لإنجازاته، ولايضع نهايات لأحلامهِ فهو دائماً ما يتوقع المزيد من نفسه، ودائماً مايطمعُ بتحقيق المزيد من الإنجازات والأعمال الناجحة (لوحظ ذلك في عدم آكتفآء “السادات” بانتصاره “القوي” في حرب العبور، وسعيه الحثيث للانتصار في

السادات فى ميت ابو الكوم يجلس على الأرض

حرب دبلوماسية طاحنة من أجل استعادة أراضي بلاده المتلة، وبكاملها ؛ في سيناء)! ‏

وكذلك ترى هذه الدراسات أن “العبقري” كثيراً ما يهتم بالقيم والمثل الإنسانيّة، فيسعى وراء تحقيق قيم: العدالة، والمساواة، ومحاربة كل أشكال الظلم، والفقر التي تصيب العديد من الأشخاص؛ في مختلف المجتمعات ( رأينا ذلك في مناداة السادات “خارجياً”؛ بضرورة إحلال السلام العادل والدائم مع إسرائيل، و”داخلياً” في تطبيق “معاش السادات” وما إلى ذلك من تشريعات حكومية؛ حفاظاً على كرامة الطبقات الفقيرة في عهده)! ‏ وينطبق على العبقري “السادات” ما أكدته أيضآ الدراسات من أن الشخص “العبقري” بطبعه يتهرّب من الامتثال لأي نوع من القوانين والقواعد الصارمة، كما يرفض رفضاً قاطعاً أن تُفرض عليه أي أوامر من الآخرين، وذلك لأنّه يميل بطبيعته إلى الحريّة ( لوحظ ذلك في تعرضه للسجن مرتين، خلال حياته العسكرية؛ كما سيتضح في مختصر سيارته الذاتية “السادات من البداية” )! ‏

وترى الدراسات العلمية أيضآ أن “العبقري” غالباً ما يعيش طفولة مليئة بقصص البطولات مشاغبة ومليئة بالأحداث والمشاكل، وهو ما يبرز جانب التأثير البيئي على طبيعة فكره (وهو ما عاشه العبقري المصري العظيم، “السادات”؛ مع حكايات جدته ووالدته له عن الزعيم مصطفى كامل، وشنق”زهران” بطل حادثة “دنشواي”، وهي أيضاً القرية القريبة جدآ من قريتها “ميت أبو الكوم”؛ ولا تبعد عنها بأكثر من “3” كيلومترات فقط)!

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

سعيد السبكي أضاف لموهبته في الصحافة والأدب مجال «الإرشاد النفسي»؟!

سعيد السبكي.. لماذا أضاف لموهبته في الصحافة والأدب إضافة جديدة بمجال «الإرشاد النفسي»؟! “سعادته الخاصة” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *