مظاهرة احتجاجية ضد العنصرية

يوم 11 سبتمبر بعد 20 سنة | عرب ومسلمين ضحايا جرائم كراهية

كتب | رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السبكي

جاء مؤخراً في تقرير لمركز دراسات بالولايات المتحدة الأمريكية بعنوان : “نحن لسنا العدو” كشف جرائم الكراهيَة ضد العرب والمسلمين ومن يُظَن أنهم من العرب أو المسلمين بعد حادث الحادي عشر من سبتمبر.

ويرصد رد الفعل العنيف بعد أحداث 11 سبتمبر مؤكداً أن الجرائم التي ارتُكبت  بدافع الكراهيَة كانت في إطار  مخاوف وهمية من العرب والمسلمين في الولايات المتحدة.

فقد وقع هجوم إرهابي كبير أثار في شتى أنحاء البلاد موجة من الجرائم التي تستهدف بدافع الكراهيَة الأفراد والمؤسسات ممن يُظن أنهم من العرب أو المسلمين.

وخلافاً لموجات جرائم الكراهيَة تميزت الموجة التي أعقبت 11 سبتمبر بضراوتها واتساع نطاقها. فقد كان من بين حوادث العنف بعض جرائم القتل، والاعتداءات البدنية، وإشعال الحرائق العمد، وتخريب دور العبادة، وغير ذلك من حوادث إتلاف الممتلكات، والتهديد بالقتل، والمضايقات السرية والعلنية.

ووقعت معظم الحوادث في الأشهر الأولى التي أعقبت 11 سبتمبر مع انحسار حدة العنف نسبياً بحلول شهر ديسمبر. وتبدو شدة رد الفعل بعد 11 سبتمبر/أيلول واضحة من خلال الإحصاءات، سواء الرسمية، أم تلك التي أعدتها المنظمات الخاصة بالجاليات المُختلفة والمستقاة من بلاغات ضحايا الحوادث أنفسهم وروايات وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

وقد أفاد “مكتب التحقيقات الفيدرالي” أن عدد الجرائم المُرتكبة بدافع الكراهيَة ضد المسلمين ارتفع من 28 جريمة في عام 2000 إلى 481 في عام 2001 أي بزيادة تمثل 17 ضعفاً.

(70) ورصدت “اللجنة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز” وقوع ما يزيد على 600 من الجرائم المرتبطة بأحداث 11 سبتمبر والمرتكبة بدافع الكراهية ضد العرب، والمسلمين، ومن يُظن أنهم من العرب أو المسلمين، مثل السيخ والقادمين من جنوب آسيا.

(71) وقام “مجلس العلاقات الإسلامية” بجمع وتصنيف حوادث رد الفعل العنيف التي تتراوح بين عبارات الاستفزاز الساخر، والتمييز في العمل، والاحتفاظ بملفات للمارين عبر المطارات تتضمن أخذ البصمات والصور الفوتوغرافية، وبين الجرائم المرتكبة بدافع الكراهيَة.

وأفاد المجلس بوقوع 1717 من حوادث التمييز ضد المسلمين في إطار رد الفعل في الفترة من 11 سبتمبر وحتى آخر شهر فبرايرعام 2002.(72) وتلقي بيانات الهيئات الحكومية على مستوى الولايات والمستوى المحلي مزيداً من الضوء على نطاق العنف. ففي شيكاغو أفادت إدارة الشرطة بوقوع أربع فقط من الجرائم المرتكبة بدافع الكراهيَة ضد المسلمين أو العرب في عام 2000؛ أما في الأشهر الثلاثة، من سبتمبر وحتى نوفمبر من عام 2001، فقد بلغ عدد الجرائم 51 جريمة.

(73) وفي مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا وقعت 12 من جرائم الكراهيَة ضد أشخاص ينحدرون من أصول تنتمي للشرق الأوسط في عام 2000، مقارنة مع 188 جريمة من هذا النوع في عام 2001.(74) وفي فلوريدا عزا المدعي العام الزيادة التي بلغت نسبتها 24,5 في المائة في العدد الإجمالي لجرائم الكراهيَة المسجلة في عام 2001 مباشرة إلى التحيز المرتبط بأحداث 11 سبتمبر.

(75) ولا يبعث على الدهشة أن من كانوا أكثر عرضة لجرائم الكراهيَة المرتبطة بالحادي عشر من سبتمبر هم من يسهل التعرف على هويتهم كعرب أو مسلمين، بمن في ذلك المُحجبات من النساء.

كما تعرض السيخ ممن يعتمرون العِمَامَة أيضاً للاستهداف بنسبة تفوق فيما يبدو ما تعرض له غيرهم، وهو ما يفترض أنه نتيجة لتوهم الكثير من الأمريكيين أن من يرتدون العِمَامَة هم عرب أو مسلمون. وكذلك كانت الهجمات المرتكبة بدافع التحيز الذي تعرضت لها الممتلكات موجهة في كثير من الأحيان إلى عقارات يسهل تحديد أنها تخص المسلمين أو العرب، مثل المساجد والمؤسسات الاسلامية.

وقد تجمع كثير من العرب وأبناء جنوب آسيا ممن وفدوا على الولايات المتحدة، فيما يبدو، في بعض الأعمال مثل قيادة سيارات الأجرة، أو صاروا من صغار أصحاب الأعمال، فتجدهم يديرون محطات البنزين، ومتاجر الخردوات، والفنادق المقامة على الطرق. وقد يفسر هذا تركز ضحايا ردود الفعل العنيفة بين الأشخاص ممن يعملون في هذه المجالات.

وقد كان اثنان من ضحايا جرائم القتل الثلاث المرتبطة بأحداث 11 سبتمبروالتي صدرت فيها لوائح اتهام من العاملين في متاجر الخردوات.

(76) أما ضحية الجريمة الثالثة من الجرائم الثلاث فكان من أصحاب محطات البنزين.(77) وفي تولسا بولاية أوكلاهوما وسياتل بولاية واشنطن أشارت شركات تشغيل سيارات الأجرة بالطلب إلى أنها تلقت بعد 11 سبتمبر اتصالات تهديد يقول أصحابها إن موظفيها من المسلمين والعرب العاملين في تشغيل سيارات الأجرة سيُقتلون.

(78) وبالإضافة إلى الأفعال الجنائية المرتكبة بدافع التحيز أدت هجمات 11 سبتمبر إلى شكوى بعض الأفراد من تعرضهم لأفعال غير جنائية تنطوي على التمييز أو من استهدافهم لأسباب عنصرية بحفظ ملفات أمنية لهم.

فحتى مايو عام 2002 تلقت “اللجنة الاتحادية لتكافؤ فرص العمل”، وهي الهيئة الاتحادية المكلفة بتنفيذ القوانين الاتحادية في مجال التمييز في العمل، 488 شكوى بخصوص حوادث تعرض للتمييز في العمل مرتبطة بالحادي عشر من سبتمبر.

وكانت 301 من هذه الشكاوى تخص أشخاصاً فُصلوا من وظائفهم.(79) وكذلك أفادت وزارة النقل الأمريكية أنها حققت حتى يونيوعام 2002 في 111 شكوى مرتبطة بالحادي عشر من سبتمبر من ركاب الطائرات الذين زعموا أنهم عُوملوا بارتياب على وجه الخصوص عند الفحص الأمني بسبب مظهرهم العرقي أو الديني.

(80) كما أفادت وزارة النقل أنها تحقق أيضاً في 31 شكوى أخرى من أشخاص يزعمون أنهم مُنعوا من ركوب الطائرات كلية بسبب مظهرهم العرقي أو الديني.

(81) وتحت وطأة ضخامة عدد شكاوى التمييز المرتبطة بالحادي عشر من سبتمبر اضطرت وزارة النقل و”اللجنة الاتحادية لتكافؤ فرص العمل” إلى متابعة حوادث رد الفعل على نحو خاص والإبلاغ عنها.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

المقعد A37 تفوز في مُسابقة القيصر الأدبية الدولية للقصة القصيرة

كتبت | رئيسة قسم ثقافة وفنون – عبير نعيم المقعد تفوز بالمركز الثامن في مُسابقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *