العصفور …قصة قصيرة

تايم نيوز أوروبا بالعربي|وائل أبو طالب

القش والطين 

رغم الامطار الغزيرة وشدة البرد الا ان السقف المصنوع من القش والطين كان يحمينا تحته حيث عدد قليل من النساء يجلسن امام العصفور وهو فرن بدائي يعمل باشعال الحطب واقراص جافة من روث البهائم . عندما يختمر العجين يقوم النسوة بتوزيع المهام فواحدة تقطع العجين واخري تفرده واخري تجلس امام الفرن او العصفور وكنت انتظر الخبز الساخن بشغف واستمتع بالدفئ المنبعث من فوة العصفور او الفرن اشارت لي احدي النساء وهي اكبرهم سنا وهمست في اذني بينما اعطتني خمسة قروش واشارت باصبعها علي فمها الا اخبر احد .
حفظت سرها واتجهت الي كشك السجائر واشتريت نصف علبة بعد محاولات من صاحب الكشك الذي يعرفني جيدا لمن هذه السجائر ولكن دون جدوي واختار هو اجابة لسؤاله ابوك لم اجب ولم انفي واكتفيت بدس العلبة في جيبي وانا اضيع الوقت فابتسم ومد يده في بلورته الزجاجية الساحرة واعطاني واحدة من تلك الكراميلا اللذيذة وهي حلوي بطعم الزمان .
ناولتها السجائر فاشعلت واحدة ونفست الدخان بالتوازي مع دخان الفرن معلنة التحدي بينما ناولتني امراءة اخري نصف كوب من الشاي الساخن فشربتها ومع خروج اول رغيف من الخبز بالتزامن مع قول احداهن بالصلاة علي النبي وهي الترجمة الحرفية بان النتائج جميلة ومشرفة تليق بالنبي الجميل وتتبارك به استيقظت بنت صغيرة في مثل عمري وكانت ترقد خلف امها علي القش المفروش علي الارض وفي يدها قطعة صغيرة من العجين اقتربت مني واقتسمها معي للمشاركة في صنع رغيفين صغيرين يليقان بنا .

سمك وأرز معمر 

وليس للطعام بل للتباهي بما صنعنا

مع مرور الوقت جاء اخريات واحدة تحمل سمكا واخري برام ارز معمر واخري بعض ثمار البطاطا اللذيذة ليقومن بتسويته داخل العصفور واشياء اخري مثل الباذنجان والبطاطس وحتي اكواز الذرة
لم اكن انتظر كل هذا انا وتلك الفتاة الصغيرة غير مكافاءة اخر الخبيز الا وهو رغيف اقل حجما يشبه الفطيرة وبداخله السكر والسمن كنا نطلق عليه الابوري .

قطعة العجائن
وبعد الانتهاء من هذه المهام الاجتماعية للعصفور ينصرف النساء الي بيوتهن ولا ينسين ابدا ان تحمل كل واحدة ابنها النائم خلفها
وبعدها نصحوا من نومنا ليتاكد كل واحد منا انه لم يكن يحلم بآدلة قاطعة الا وهي رغيف التباهي او حتي قطعة من العجائن وربما كان هنا او هناك بقايا الابوري اللذيذ

عن admin1

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *