إحدى منصات مشاهدة الفيديو
إحدى منصات مشاهدة الفيديو

منصات مشاهدة الفيديو | حلبة الصراع الفكري

عباس الصهبي – تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة:

اعتادت جماهير منصات التواصل الإجتماعي خلال العقد الأخير وخصوصًا منذ اندلاع ما يُعرف بـ”الربيع العربي”‘ على ظاهرة تداول الڤيديوهات ذات الطابع الأيديولوچي المختلف، التي يسير معظمها في فلك أچندات سياسية بعينها، وذلك بين رواد هذه المنصات وبعضهم البعض.

متابعة الشباب لوسائل التواصل الإجتماعي
متابعة الشباب لوسائل التواصل الإجتماعي

ومع انتشار هذه النوعية من الڤيديوهات التي يتناحر القائمون على صناعة محتواها مع غيرهم أصحاب الفكر الأيديولوجي المختلف، وذلك عبر المضمون الفكري بغض النظر عن كونه مُفيد أو غير ذلك؛ الأمر الذي يضع الأجيال الجديدة من الشباب العربي في حالة تشتت فكري قد تصل حد “البلبلة”؛ وهذا ينطبق على المهاجرين منهم أو المقيمين ببلادهم.

 ‏وعلى الرغم من الإنتهاء “الصوري” لمعظم صور الاختلاف والتطاحن السياسي الذي قد يتخذ في بعض الأحيان “صورة دموية” داخل حلبة الإختلاف، ومع انكفاء الحكومات الحالية على عملية الإصلاح الإقتصادي، والتركيز على علاج الأثار السلبية لحراك “الربيع العربي”، إلا أنه بدا في السنوات الأخيرة أن الإشتباك الأيديولوچي قد أخلى مكانه بـ”أرض المعركة” – الساحة السياسية الداخلية والخارجية -، لتحل محله “حروب الڤيديوهات” على شاشات الهواتف المحمولة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

إحصائية صادمة!

ولتوضيح حجم المشكلة، لا ينسى المراقبون الدوليون ما سبق وتم تأكيده بمنتصف عام 2011 من قبل «ستيف جروف» رئيس قسم الأخبار والسياسة في «يوتيوب»، الذي يُعتبر ثاني أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شهرةً بعد «جوجل»، وخلال «ورشة عمل» أقامتها «جوجل» لاستعراض أهمية وطريقة توظيف «يوتيوب» في الأخبار والسياسة؛ إذ أعلن «جروف» مجموعة من الإحصائيات العالمية في ذلك الوقت؛ فأكد أنه يتم تحميل ما يقرب من «48» ساعة من الڤيديوهات كل «دقيقة واحدة»، وأنه تتم مشاهدة حوالي «200» مليار ڤيديو على مستوى العالم كل يوم، عبر يوتيوب فقط، فيما تتم مشاهدة 100 مليون فيديو بمنطقة الشرق الأوسط وافريقيا.

باقات التواصل الإجتماعي بالهواتف النقالة
باقات التواصل الإجتماعي بالهواتف النقالة

ويصطدم  الكثير من الشباب العربي حاليًا بالعديد من الڤيديوهات التي لا يعرفون مغزاها، وما ترمي إليه من وراء تسجيلها وعرضها، في ظل غياب المستوى المناسب من الخبرة والثقافة السياسية الكافية والخلفية المعلوماتية لديهم للتعرف على أغراض القائمون على إعداد محتوى هذه الفيديوهات وفهم مغزاها وما يمكن أن ترمي إليه، أو حتى مجرد الحكم عليها أو على قيمة مضامينها «المتباينة»، الأمر الذي يضع الشباب في مهب ما تعصف به هذه الفيديوهات من معلومات قد تنضوي على شائعات أو أكاذيب ومغالطات.

مناعة الفكر الجماعي..

‏وتكشف المتابعة لهذه «الموضة» الرقمية الجديدة أن هذه الڤيديوهات السياسية الموجهة، والتي هبت في أعتى موجاتها خلال العامين الماضيين في العديد من البلاد العربية، وبالأخص في مصر، عن حقيقة مفادها أن لهذه الفيديوهات مصدر واحد، حتى وإن بدت مختلفة في طرح مطامينها.

إحدى وسائل التواصل الإجتماعي
إحدى وسائل التواصل الإجتماعي

وتكمن إشكالية هذه النوعية من الڤيديوهات – رغم تطور عملية الإعداد الخاصة بها – في عدم إلتزامها بمواثيق الشرف الإعلامية بعرض الجذور المعلوماتية لموضوعاتها، وممارسة دور تنويري حقيقي بعيدًا عن خدمة الأغراض ذات الطابع الأيديولوجي، والإلتزام بالحيادية والموضوعية وعرض وجهات النظر «كاملة» دون اجتزاء أو انتقاء، وبالتالي عرض ما يقابلها من وجهات نظر؛ وإفساح المجال أمام المشاهد للإختيار بين الآراء المختلفة دون توجيهه.

‏لقد أصبحت، وخلال السنوات القليلة الأخيرة؛ معلومات الأجيال الجديدة من العرب والأفارقة المقيمين ببلادهم أو بالمهجر، عن الأندية الرياضية الكبرى، بل وحتى الصغرى والمحلية منها، بل فيما بات يخص الجديد من «أغاني المهرجانات»؛ أضخم بكثير من معلوماتهم عن أوطانهم التي يعيشون بها أو عن أوطانهم الأم، أو حتى بمجريات الحياة والأحداث المحيطة بهم، واللصيقة بوجودهم في أي مكان بالعالم؛ ما يعني في النهاية الإفتقار إلى أي حماية فكرية من أجل التصدي لنوعية الڤيديوهات المشبوهة.

الإعلام جزء من الحل..

صورة لوسيلة إعلامية
صورة لوسيلة إعلامية

يرى كثيرون من المراقبون أن الحل لا يكمن فقط في منع هذه الڤيديوهات، أو حتى «اليوتيوب» نفسه؛ باعتبار ما يحدث يمكن أن يكون ظاهرة طبيعية لا يمكن أبدًا إيقاف تدفقها، إذ ينبغي فقط أخذ الاحتياط منها، وتحذير الشباب من التصديق المطلق لها، وكأنها صادرة عن أحد المتحدثين الرسميين للمؤسسة التي يتناولها الڤيديو، سواء بالهجوم الكاسح أو الهجوم المضاد من أجل الدفاع.

‏وإذا كان «جرس الإنذار» ظل يقرع دائمًا وطويلاً وخلال أجيال سابقة؛ بضرورة مضاعفة الوعي والتنوير، خاصة لدى الشباب، وتحفيز «التثقيف الذاتي» لدى الأجيال الجديدة؛ تبرز الآن الحاجة في ظل الهجوم العاصف لـ«حرب الڤيديوهات» للإنتباه إلى هذا الإنذار، باستحداث أحد أشكال “التطعيم التوعوي” لكل الأجيال؛ باعتبار أن المستحدثات التكنولوچية الجديدة لوسائل الاتصال والتواصل أصبحت تتعرض لتأثيرها الأجيال كافة.

‏كما يبرز دور وأهمية وسائل الإعلام والصحافة في مشاركة الحكومة مهامها في الرد على الشائعات بتوفير المعلومات الصحيحة وتوضيح أبعاد القضايا المختلفة لـ«الرأي العام»، بتخصيص المزيد من ساعات البث وتطوير أساليب عرض المحتوى.

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *