بقلم : إيناس الســـيد | نحن بخير…إنما
————————-
حتى هذه اللحظة نعيش
حلوة دنيانا رغم كل مآسيها
حلوة لدرجةٍ كبيرةٍ جداً
حتى أننا بهواءها نتشبث
وأننا دوما “نجاملها”
بأن مآسيها أجمل ما فيها
فمنها نحن نتعلم
وتسمح لنا بزيارات لأنفسنا
من الداخل
ونتعرف عليها لأول مرة
ونُصدم لما نعرفها
وتُصدم لما نداهمها
وقد تفزع من رؤيانا
وقد نصمد وقد نهرب
ودوماً نقول:
نحن بخير…إنما
صعبٌ جداً ما نلاقيه
تعبنا نبحث عن فرحٍ
اليوم مدعون إلى فرح
سنرتدى ثياباً جديدة
ونتألق
سنبتسم فى وجه الناس
ونتمايل مع موسيقى صاخبة
غير مريحة للأعصاب
ويسألوننا :كيفكم ؟
وسَنَرُد:
نحن بخير…إنما
رحل عزيز لدينا من أعوام
من كان يفكر فينافى وقت ننسى أنفسنا
لكنه كان عظيماً
طول الوقت ندعو له
بقدر الصبر والتضحية من أجلنا
نراه بقلوبنا فى الجنة
ربما تقفز من أجل ذكراه دمعة
وربما مرت سنينأ كثيرة
جف عليه الدمع وبقيت الآلام
لكننا سنقول:
نحن بخير…إنما
نكتئب أياماً بسبب الأخبار
هناك يموتون من الجوع
وهناك قضية ترجع لعقود
أصحاب الأرض بلا أرضٍ
والمجرم يرتع بجحود
ونساءٌ تنجبن لا حباً فى الإنجاب
لكن حسب عدد الشهداء
نصنع للغد آلاف جنود
نكتئب من أجلهم وتدمع أعيننا
فكيف الحال عندهم
بالدم تخضب عروس الأمس قدميها
والأم تزغرد لمن للجنة سبقها
وتنتظر بفروغ الصبر وجه المولود
ونقول
نحن بخير…إنما
ليس مكان لإنما
رغم كل شىء نبتسم ونعيش