رعايتهم تربك هولندا :كورونا

كشفت جائحة كورونا ان هولندا لاتزال تعاني من نقص كبير في قطاعي الخدمات الصحية ورعاية كبار السن

وعلى الرغم ان السياسات الحكومية والمجتمعية والصحية تضع هذا الملف على رأس جدول التزاماتها. وإلى جانب الرعاية المقدمة لأطفال البلاد، فإنّ خدمة ورعاية كبار السن الصحية والاقتصادية تعدّ من مجالات التنافس والتسابق السياسي للأحزاب في البلاد، وتخصص لها سنويا مليارات اليورو في شكل رعاية صحية ونفسية واقتصادية ، ولكن جاءت أزمة فيروس كورونا المُستجد لتزيل القناع عن وجه الادارة السياسية الهولندية وتكشف ان حكومة البلاد لم تكن مُستعدة لأزمة طارئة مثل أزمة كوفيد19 وخاصة فيما يتعلق بكبار السن “وهي الشريحة الاجتماعية الأكثر احتياجا للرعاية الصحية والنفسية”.

تنص القوانين الهولندية على أنّ من حقّ كلّ من يتجاوز 55 عاماً، في حال لم يختر البقاء في منزله، الانتقال للعيش في مسكن يتناسب مع عمره ومع شروطه الصحية ولياقته الجسدية، وذلك في مبنى يضم عشرات الشقق في كلّ طابق، مجهز لتسهيل حركة وانتقال السكان إلى شققهم ومغادرتها، بما يتناسب مع تقدمهم في السنّ أو حتى مرضهم أو إعاقتهم.

لكنّ النقص حاصل في هذا القطاع، إذ تؤكد الدراسات ان هولندا تحتاج هولندا  إلى ما بين 9 و10 آلاف وظيفة في رعاية المسنّين معظمها يتعلق بالممرضات المؤهلات.

كما توضح البيانات الحكومية أنّ هذا القطاع يعاني من نقص بنسبة تفوق 70 في المائة من الممرضات المؤهلات، وطواقم التمريض. وهو ما يؤدي إلى ضعف في تقديم الخدمات للمسنين سواء في منازلهم، أو في دور الرعاية والمساكن المخصصة لهم. وغالباً ما تتولى الممرضات المتخرجات حديثاً من مدارس التمريض المتخصصة هذه الخدمات التي تشمل التغذية والاستحمام وتقديم الأدوية في مواعيدها وغير ذلك.

بهدف تشجيع الإقبال على العمل في رعاية المسنين، عرضت المؤسسات والشركات الطبية رواتب أكبر وحوافز للعمال الحاليين ولاستقطاب جدد أيضاً. كذلك، أعلنت عن نيتها توفير دورات تدريبية لمتطوعين ريثما تُملأ الشواغر، وأشارت إلى احتمال استقدام أجانب إذا لم يجرِ التجاوب من قبل ممرضات البلاد وحتى ممرضيها. المؤسسات الكبرى في هولندا العاملة في قطاع رعاية المسنين دعت السياسيين إلى التدخل من أجل إيجاد حلول، وأشارت إلى حاجة البلاد على المدى المتوسط لنحو 70 ألف ممرضة، وإلى أنّ كلفة إيجاد عاملين وتقديم الخدمة التي يستحقها كبار السن قد تصل إلى حدود ملياري يورو.

بدورها،  كانت الحكومة الهولندية قد أعلنت فى وقت سابق عن تخصيصها 100 مليون يورو إضافية للميزانية الخاصة برعاية كبار السن خلال السنة المالية الحالية، ووعدت بحلول ونقاشات معمقة ، لكن جاءت ازمة كورونا لتعصف بذلك فى أدراج الرياح

يختار كثير من كبار السن في هولندا قضاء ما تبقّى من حياتهم في منازلهم الخاصة، وتلقي الرعاية إذا ما احتاجوها هناك. وبذلك، تزور إحدى الممرضات أو المشرفة الصحية المسنين لتقديم الخدمة والرعاية. ونظراً إلى تقدم بعض المرضى كثيراً في العمر، ومشاكل الذاكرة والإدراك لديهم، وما تحتاجه رعايتهم من جهد وتركيز، وقوة تحمّل، يتجنب كثير من خريجي معاهد ومدارس وكليات التمريض ذلك الضغط، فيمتنعون عن العمل في هذا القطاع. وإذا ما كانوا مضطرين إلى ذلك، فلا يزيد عملهم عن فترة قصيرة ريثما يؤمّنون عملاً آخر.

، كانت بعض البلديات التي استقبلت لاجئين، قد فتحت باب التطوع لهؤلاء في السنوات الماضية، خصوصاً من يتقنون اللغة الهولندية، وأخضعتهم إلى دورات تدريبية وتأهيلية. وبذلك، بات بعض اللاجئين يتولون نشاطات اجتماعية مرتبطة بالمسنّين برفقة مشرفين من منظمات أهلية. كذلك، اختارت بلديات أخرى أن تسكن عائلات شابة لجأت حديثاً إلى البلاد في مباني كبار السن، كنوع من الدمج والتواصل.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

جامع آيا صوفيا: من رموز فتح القسطنطينية

لجامع آيا صوفيا الذي بني على يد السلطان محمد الفاتح حكاية في عمق التاريخ حيث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *