تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
بقلم -د.أحمد نجم :
وأخيرا أدرك العالم قيمة الذهب الآبيض بعدما رأت أعينهم وتلمست جوارحهم أمثلة مشرفة نالت استحسان العالم أجمع وأخص بلذكر دولتنا قيادة وشعبا والتى ردت للعلم والعلماء هيبتهم فأحسنت…
-تداول مستخدموا مواقع التواصل الاجتماعى منشور ترافقه صورة لطبيب يجلس على الارض مستندا على الحائط فى طرقة مستشفى متعبا ومجهدا او يائسا من العمل ليلا ونهارا فى علاج المصابين بفيروس كورونا والمنشور يحتوى على هذه الكلمات : انهض يا بطل ..هرب العارض وهرب اللاعب وهرب الفنان انهض يا بطل.. هرب الراقص وهرب العارى وبقيت وحدك فى الميدان انهض يا بطل..
-هجر الكنيسة وهجر المسجد وهجر المعبد وحوصرت البلدان انهض يا بطل ..
-رفعنا التافهين وكنزنا لهم المال والجاه والسلطان انهض يا بطل..
– وليذهب فداء حذاءك كل ناعق و مشهور و فنان انهض يا بطل..
-كلنا كالنعاج فى الدورعاجزين وحدك من تقاتل فى الميدان انهض يا بطل..
-انت المجاهد وانت الشاهد وانت الشهيد انهض يا بطل..
-ساخبر اولادى انك البطل وانك الوطن وانك الحب والحنان انهض يا بطل..
-علمتنا معنى ان يكون الانسان انسان وانا كطبيب زاولت المهنة منذ حوالى اربعة عقود ، اجد ان المنشوريحتوى على كلمات فى ظاهرها تعلى من قدر الطبيب وتثمن قيمته وقت الازمات والكوارث الصحية وتعظم دوره ، وهذا واقع لا خلاف عليه وكل الدولة من مواطنين ومسئولين يقدرون ذلك ، ولكن فى باطن هذه الكلمات مغذى اخر يدركه كل واع وفاهم وهو الاساءة لبعض الفئات فى المجتمع ، وكذلك اقصاء المواطنين الشرفاء ومؤسسات الدولة المتعددة من الساحة والميدان وهروبهم داخل المنازل خوفا وفزعا من الوباء . وارى انه من واجبى ان ارد على هذه العبارات كالتالى : *(هرب اللاعب وهرب الفنان ): اللاعبين والفنانين قدموا ويقدموا فنا طالما امتعنا ومنهم وطنيون ومنهم ضمن جمعيات خيرية تساعد الفقراء من مواطنى مصر ومنهم من قدم ابنه شهيدا فداءا للوطن . *(هجر الكنيسة وهجر المسجد ): لم تهجر الكنائس ولا المساجد بل تم اغلاقها بناءا على قرارات احترازية واجراءات وقائية لحماية النفس البشرية كما تقضى الاديان بالحفاظ على النفس من الهلاك . ولم يهجر مسلمينا ومسيحيينا جوامعهم ولا كنائسهم طواعية بل تنفيذا لهذه القرارات السيادية والدينية فى البلاد . *( وليذهب فداء حذاءك كل مشهور وفنان ) :تعبير مسيئ يحض على الفتنة بين ابناء الشعب الواحد والتفرقة بين المهن المختلفة ويخرج عن عباءة الادب فى استخدام الالفاظ فى الكتابة. * ( كلنا كالنعاج فى الدور عاجزين وحدك تقاتل فى الميدان ): المواطنين والمسئولين وجميع العاملين فى الدولة من المهن المختلفة ليسوا نعاجا يخافون ويختبؤن فى الدور خوفا وفزعا ، فالموجود فى البيوت اغلبيتهم اطفالنا وشيوخنا ونسائنا الغير عاملات ، وكثيرا من المواطنين الذين ينفذون الاجراءات الاحترازية لمجابهة الفيروس من عدم الازدحام او الاختلاط ومنع التجمعات لتفادى انتشار الاصابات . وليس الطبيب وحده يقاتل فى الميدان :
– فالفريق الطبى باكمله يقاتل فى الميدان اطباء وتمريض ومراقبيين صحيين ومسعفين وفنيين اشعة واسنان ومعامل وعمال وكل العاملين فى الحقل الطبى .
– جيش مصر العظيم : بكل امكاناته واجهزته وهيئاته فى الميدان ليلا ونهارا يحمى الحدود من الاعداء ويشارك فى الداخل فى تنفيذ الاجراءات الوقائية والتعقيم والتطهير والامداد والتموين ، وقدم جيشنا ضحايا للفيروس من كبار قاداته حتى اصغر جندى واستشهدوا فداءا لوطنهم بالعدوى بالفيروس.
– يقاتل ايضا فى الميدان كل شرطى من جهاز شرطتنا العظيم يواصلون العمل 24 ساعة يوميا للحفاظ على الامن الداخلى وتفعيل وتنفيذ اجراءات حظر التجوال ومنع الاختلاط والتجمعات لتفادى انتشار الفيروس القاتل.
– يقاتل فى الميدان مراسيلين صحفيين ينقلوا للشعب الحقيقة من قلب الحدث ، وكتاب واعلاميين يعملون فى مؤسساتهم الاعلامية او من المنازل لزيادة التثقيف والوعى المجتمعى ولرفع الروح المعنوية للمواطنين فى التصدى للازمة .
– يقاتل فى الميدان جميع المسئولين فى الدولة من وزراء ومحافظين ورؤساء مدن واحياء ، موجودين طوال اليوم فى الشوارع يتفقدوا سير الاعمال وتنفيذها .
– يقاتل فى الميدان جميع العاملين بالدولة بالتواجد فى عملهم بالتناوب لتقليل الاختلاط ولتسيير العمل بالدولة بقدر ما تسمح به الاجراءات الاحترازية .
– الاطباء فى مواجهة مباشرة مع الفيروس ومعرضين للاصابة فى اى وقت ويعملون بتفانى وحب واخلاص وانتماء لوطنهم ، الاطباء كانوا ومازالو ملائكة الرحمة فتحية اجلال واحترام وتقدير لهم ولكل ابنائنا اعضاء الفرق الطبية . اخيرا : (لا سلمت اناملك وبئس ما كتبت) كلماتك برغم ما فيها من تعظيم لدور الاطباء فى مواجهة الكارثة الصحية التى يمر بها العالم اجمع الا انها تحض على كراهية الاطباء .
(فكفاكم وضع السم فى العسل ) والتفتوا بشرف صوب الذهب الآبيض.
