قال الله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ الحج :46 صدق الله العظيم…
تبدأ الصراعات في نفس الإنسان اذا أراد العقل ما يرفضه القلب، أو أراد القلب ما يأباه العقل، والصراعات بين العقل والقلب ما أن تبدأ فلن تنتهي، ويخرج منها الانسان خاسرا إما لمبادئه ومنطقه وإما لسعادته وعاطفته. فالعقل سيد الماديات والمتحكم بالأفعال، والقلب هو سيد المشاعر والعواطف، وهو المتحكم الرئيسي في الوجدانيات.
هنا يتحتم ان يتصالح العقل والقلب، فلا يصح أن يقود العقل بمعزل عن القلب فنغدو روبوتات (إنسان آلي) أو جمادات مجردة من الأحاسيس، كما لا يصح أن تقودنا قلوبنا وحدها فنغدو كتلة من العاطفة تقذفنا مشاعرنا في كل الاتجاهات. وبما أن الله تعالى قد خلق الإنسان متميزا عن غيره من المخلوقات فلا تستقيم حياته إلا إذا وضع كلا من العقل والقلب في مكانه الصحيح ليؤدي دوره الذي خلقه الله من أجله، فعلى الانسان أن يدرب نفسه على استخدام كليهما مجتمعين بطريقة تكاملية ..
فبالقلب والعقل تكتمل أدوات صنع القرار في النفس البشرية من اجل الوصول إلى قرارات توازن بين الماديات والوجدانيات وبين المنطق والمشاعر، وهذا ما يميز الانسان عن غيره من المخلوقات، فقال الله تعالى:”لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم”. التين: 4صدق الله العظيم..
والانسان بالعقل وحده بدون عمل القلب لن يتوصل إلى معرفة خالقه حق المعرفة وان يتحصل على الإيمان الكامل، فنظام صنع القرار عند الإنسان يتكون من القلب والعقل، لاتخاذ القرار المناسب في الموقف المناسب ويكون مبنى على أسس علمية منطقية …
Prof Dr Hanan Sobhi Obaid UK