استر فانوس

استر فانوس : كوكب العطاء الثوري من اجل الاستقلال وحقوق المرأة

 كتبت | فابيولا بدوي
هل كان لعطاء المرأة في بدايات القرن العشرين حدودا؟ الاجابة لا حيث لم تتوقف مسيراتها يوما في كل الاتجاهات في تلك الفترة، ولم يكن لها أطرا بعينها، بل انطلقت تطالب بحق المرأة في المساواة بالرجل في التعليم والعمل والاجور وضرورة تغيير قوانين الاحوال الشخصية المجحفة، ومنهن من وهبت حياتها كي تحصل المرأة على حقوقها السياسية، بل أنها في ذلك الوقت كانت تطالب بحقها الكامل في وطن حُر مُستقل

حينما نذكر كل هذا فسوف يقفز أمامنا على الفور اسم إستر فانوس إحدى أهم المُناضلات المصريات من أجل الحرية والاستقلال ورائدة العمل الاجتماعي وأحد أهم من نادى بحق المرأة في التعليم والعمل والمُشاركة مثلها مثل الرجل في كل جوانب الحياة.

بدأت نضالها صغيرة في العمر وغادرت عالمنا وهي في الخامسة والتسعين من عمرها لتسطر  لنا عقودا من الحراك الحقيقي في قضية المرأة

ولدت إستر أخنوخ فانوس في إحدى مدن الصعيد المصري وكان والدها طبيبا ونائبا لرئيس حزب الوفد في هذه المدينة، فنشأت وتربت على الافكار الليبرالية الداعمة لحرية الفكر وعايشت منذ طفولتها رموزا كانت تشكل وعي ووجدان الشارع حينها وفي مقدمتهم الزعيم سعد زغلول

تزوجت في الثامنة عشر من عمرها عام 1913، من رجل ثوري ووطني معروف، وكانت بحسب كل ما كتب عنها شخصية قوية هادئة تعرف تماما ما تريد

بدأت مسيرتها خلال العام 1919 حينما كانت في الرابعة والعشرين من عمرها. وقفت خلف كبار الشخصيات الوطنية وشاركت إلى جانب هدى شعراوي وغيرها في تأسيس العديد من اللجان والجمعيات التي تطالب بوجود نسائي كامل في الكفاح الوطني ضد الاستعمار. فيما دعت إستر وتقدمت العديد من المظاهرات النسائية في القاهرة التي كانت تطالب بوحدة الأراضي المصرية، كما رسخت بنداءاتها دور المرأة وأهميته في مختلف مجالات الحياة وعلى كافة الأصعدة

كان لحضورها في هذه الفترة الحساسة من تاريخ مصر أهمية واسعة سواء على المستوى السياسي حيث كانت لجان المفاوضات النسائية للضغط على الاستعمار رديفا قويا للجان السياسية التي شكلها الرجال. وبدعم من إستر فانوس وتحرك قوي من هدى شعراوي تصدرت اللجان النسائية المشهد وساهمت في الافراج عن سعد زغلول زعيم ثورة 1919 ورفاقه، وفور الإفراج عنه شكل الثلاثة هدى شعراوي وسيزا نبراوي وإستر فانوس اللجنة المركزية للسيدات المصريات

حينما نفي سعد زغلول في العام 1922 كتبت رسالة مباشرة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت في جمع التوقيعات عليها من النساء، وكانت أول الموقعات  هدى شعراوي وصفية زغلول. جاء في هذه الرسالة على لسان إستر فانوس:  لقد ارسلنا لكم اربعة رجال للقتال في معركتنا ( تقصد سعد زغلول ورفاقه) ولو تطلب الأمر سيرسل شعب مصر نساء ورجالا 400، وقد يصل العدد4000 أو أربعة ملايين من أجل تحرير الاربعة رجال فقط .. بعدها ظلت في القاهرة ولم تعد لمدينتها ليفاجيء الجميع بهذه المناضلة المؤمنة بقضيتها وقضية وطنها تحضر اجتماعا للعديد من الثوار في أحد مساجد القاهرة، حيث اعتلت منبر المسجد واضعة الصليب في يدها وبدأت تلقي خطابها على الحضور، وحدها إستر فانوس تمكنت في دقائق من تجسيد قوة دور المرأة ومعنى الوحدة الوطنية في آن واحد

في العام نفسه طالبت إستر ومن معها بدستور للبلاد تمثل في المرأة بالمساواة مع الرجل، وظلت تعمل على قضايا المرأة والتأكيد على ضرورة رفع مستوى وعيها وثقافتها والتعريف بمطالبها لتكون متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات، وفي العام 1923 أسست مع العديد من النساء الاتحاد الانسائي المصري الذي ترأسته هدى شعراوي في تلك الفترة ..

وللحديث بقية

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

المرء سيد نفسه..

تايم نيوز أوروبا بالعربي|شوقي سراج الدين يتمنى المرء  يوصل لمرحلة يكون فيها سيد نفسه وقوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *