تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
تايم نيوز أوروبا بالعربي – القاهرة | محمود الشربيني:
إذا كان وحيد الطويلة فعلها في رواية فلما لا أفعلها في مقالة؟
———————————————
المقالة ليست كالرواية .. و”وحيد” فعل الصعب..صنع رواية “كاتيوشا” من جملة .. نعم جملة واحدة صارت رواية !
“إمنعوا الضحك” جملة أطلقها زعيم كوريا الشمالية ..أمر قومه بأن يمنعوا الضحك وألا يظهروا أي مشاعر سعادة لمدة 11 يوماً بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الراحل كيم جونغ ايل، وإلا سيواجه “الضاحك” عقوبة السجن!
“بحب صاحبتك” ..جمله بنى عليها الروائي وحيد الطويلة رائعته الجديدة “كاتيوشا”.. قصة حب ناعمة، بنيت على جملة صادمة .. قنبلة ..نقرأ عن زوج تودعه زوجته المُحِبة إلى المطار ..فاختار لحظة مواجهة غريبة جدا، فعند اقترابهما من لحظة الوداع، على مقربة من بوابة المطار، قال لها جملته الصادمة هذه بسرعة..بقسوة..واستمر فى القيادة حتي أسكت دماغه انقلاب السيارة!
الزلزال الذي ضرب أنحاء الزوجة وهز ارجائها وأدخل الزوج في
غيبوبة هو الصراع المكثف..شديد العذاب – والعذوبة أيضًا – الذي اختاره الطويلة ليمد به خيوط روايته الجديدة.
يا صبر وحيد، تلبسته حالة المرأة المحبة فوصف مشاعرها – بل أوغل فيها – بأفضل مما توغل الأديبة في بنات جنسها وتعبر عن مكنونها..وربما بتفاصيل اكثر دقة يمكن أن يعرفها – وبالتالي يكتبها- قاصٌ عن امرأة .. ولا تفوته تفصيلة ولاتعوزه خبرة! شيء أشبه بما يحدث لنا مع الأديب الفنان إحسان عبد القدوس.
“كيم”..إسم شائع في أكثر من 55 دولة ،يطلق على الرجال والنساء معًا..وليس مقتصرًا على الكوريين..في السابق كانت احلي النجمات الأميركيات تدعى “كيم باسنجر”، وكانت متزوجة من النجم الأوسم إليك بالدوين.
وحاليًا فإن كيم كارديشيان هي أكثر الأسماء سكنًا في الأذهان، ملكة الاغراء وممثلة البورنو الشهيرة، و طليقة النجم الاسمر والمرشح الرئاسي كاني ويست.
وكيم اسم يستخدم بنسبة 61% في العالم كله كاسم أول، وذلك في 55 دولة في العالم، وبنسبة 86% للإناث، والأنثى كيم تعني اسما أنها: خطيرة، كريمة، منتبهه، نشطه، ودية، مبهجة.
وواحد من كل خمسة من الكوريين الجنوبيين يحمل اسم كيم، وهو الاسم الأكثر انتشارًا في الكوريتين، واستخدم للتفرقة بين المسئولين الحكوميين والعبيد المنبوذين وبحسب تقرير ل”إيكونوميست” كانت اسماء الأسر مثل لي و كيم بين تلك المستخدمة من قبل الملوك في كوريا القديمة وكانت المفضلة من قبل النخب المحلية، ولكنها لاحقا أصبحت مفضلة عند العوام أيضا، وتزايد استخدام الأسماء كيم و بارك و لي هناك.
لا يتذكر الكثيرون اسم الزعيم الكوري الشيوعي الأشهر في زمانه كيم إيل سونج، أما البسطاء اليوم فيعرفون اسم من تلاه الزعيم كيم يونج إيل، لأن خليفته وريثه ابنه كيم يونج أون تفوق عليه في العنف والغرائب والطرائف، فهو بذريعة توقير واحترام ذكرى والده حرم على شعبه قبل أيام ممارسة الضحك لمدة 11يومًا!
لا اعرف من أين اكتسب زعيم كوريا الشمالية الحالي قدرته على الحكم بكل هذه الثقة، فلاتوجد هناك حياة سياسية ولا حياة برلمانية، هناك الحاكم الفرد الذي قد يرث السلطة عن والده، سواء بالوفاة او بغيرها، حزب واحد وحيد هو الحزب الشيوعي، وامرأة تلمع إلى جانبه هي شقيقته، التي تمت ترقيتها مؤخرًا إلى منصب سياسي أعلى!
“امنعوا الضحك”..فالضاحكون سيسجنون..جملة معناها الوحيد أن الزعيم يعرف “دبة النملة”؟ يقينا ليس وحده الذي يعرف، فخصومه يعرفون أكثر حتي أنهم يشكونه ل”طوب الأرض” ويتهمونه (مجموعة عمل العدالة الانتقالية مثلًا )عبر صور التقطتها لهم الأقمار الاصطناعية، بإعدام 23 شخصًا منذ 2011، سبعة منهم تهمتهم توزيع أو مشاهدة مقاطع فيديو مصدرها الغريمة كوريا الجنوبية، وهو أمر محظور تمامًا.
يخفي كيم أعماله الوحشية عن عيون العالم ، لا عن شعبه، الاعدامات تتم في الهواء الطلق، لكنه يحظر على المتفرجين تسريبها، و لا يستثني منها أحد، حتى المقربين منه، بدمٍ بارد أعدم زوج عمته مستشاره وكان حتى 2013 بمثابة الرجل الثاني.
متي تنتهي مهلة حظر الضحك؟ وكيف سنعرف النتيجة؟ ومن هو الضاحك الذي سيسجن لانتهاكه الحظر؟ وهل الذين يبتسمون مشمولين بالعقوبة أم مستثنون؟ مثلما سنعرف مصير بطلا “كاتيوشا” وحيد الطويلة من الرواية، سنعرف مصير هؤلاء من “الأقمار الصناعية” لكن حتى ذلك الحين بالأمر امنعوا الضحك!
