تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
نجح، مؤخراً؛ في معرضه “غياب”، وبلوحاته ذات التشكيلات والألوان المُتعددة، والمتوهجة، شديدة الكثافة، والمبهرة لكل من شاهدوها!
وعندما لاحظ دهشة الحاضرين من جماليات اللوحات قبل إبدائهم إعجابهم الشديد بها؛ شعر بالسعادة لأنه، أخيراً؛ نجح في الإثبات عملياً:
أن قبوله “التحدي”، وكان “مع نفسه”، ولسنوات طويلة من العمل المتواصل الشاق؛ في تطوير قدراته الفنية التشكيلية، وبفن “الجرافيك”، عشقه منذ الطفولة؛ فإن “النجاح” وإن كان “ليس سهلاً”، إلا أنه يستحق فعلاً “كل” ما بذله فيهمن “تعب ومعاناة
تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة – عباس الصهبي:
استطاع الفنان “طه عشماوي” في رأي نقاد كثيرين أن يرتفع بأعماله الفنية إلى المستوى العالمي، متجاوزاً معظم المستويات الفنية المحلية المعروفة، والمرموقة، لرواد فن “الجرافيك” والفن التشكيلي الحديث في مصر؛ من خلال ابتكاراته لوسائله وأدواته الفنية غير التقليدية، واجتهاده في “تحديث” ما يتم تناوله من أفكار موضوعاته
ذات الصبغة الاجتماعية والوطنية، وبما يعكس الحياة المصرية اليومية؛ في إبداعاته للوحاته!
نجاح من أول لحظة
تم افتتاح معرض “غياب” للفنان “طه عشماوي”، يوم “الأربعاء” الذي وافق السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يوم “العبور” العظيم؛ في قاعة “النهضة”،
بمتحف “محمود مختار”، بالأوبرا.
وقامت بمراسم الافتتاح كوكبة كبيرة من نجوم النقد والأدب والصحافة والإعلام في تظاهرة فنية ضخمة؛ كان على رأسها شيخ نقاد العصر في الأدب والفن: الدكتور رمضان الحضري، والدكتور سعيد عمارة رئيس اتحاد المشروعات، ومحمد ياسين رئيس نادي يونيسكو مصر، والفنان والشاعر الكبير أحمد نصر عضو اتحاد الكتاب ومدير الإعلام البيئي بوزارة التعليم العالي، والفنان عاطف شتا مدير عام المراسم السابق بوزارة الثقافة، والمهندس محمد شاكر مدير عام مجمع الفنون “15” مايو بوزارة الثقافة، والاستشاري والفنان التشكيلي المهندس هاني جاب الله المقيم بإيطاليا، والدكتورة حنان عمارة أمين عام اتحاد المشروعات، والفنان عادل عزام، والناقد الفنان محمد نديم بجريدة “الأهرام”، والفنان أسامة سعد، والإعلامي هشام أبو الدهب من التليفزيون المصري، ولفيف من الفنانين، والمشتغلين بالعمل العام ومؤسسات المجتمع المدني، وطلبة الكليات الفنية.
ووسط كل هذا الجمع الحافل من الحاضرين تألقت اللوحات الفنية بين لمعان دهشة العيون وكلمات
إعجاب الحاضرين، وقد تنحى في أحد الأركان صاحب المعرض، بتواضعه المشهور عنه، وبساطته الشديدة، وقد امتلأت نفسه بشيء من الرضا؛ ليتم التقاط الصور التذكارية معه! رائد مدرسة جديدة في.. الفن!
وحول السر وراء تسمية معرضه بكلمة “غياب”؛ قال:
– حاولت التعبير عن مشاعري، ومشاعر الكثيرين حولي، مثقفين وغير مثقفين؛ ممن أحسوا في السنوات الأخيرة، وبعد ما أطلق عليه البعض كذباً ورياءً “ثورة الربيع العربي”، 2011؛ حيث أصبح يوجد في مجتمعاتنا المصرية والعربية “غياب” شبه كامل لممارسة كثير من المبادىء والقيم النبيلة التي تربينا عليها منذ الطفولة!
وأضاف: ولما كنت مشغولاً، ومنذ بداياتي الفنية الأولى بالتعبير عن نبض الشارع؛ فإن هذا الخواء، أو الفراغ؛ أو ” الغياب الداخلي” للقيم الأصيلة كان محل رصدي، والتفاعل الفني معه؛ فوجدتني تلقائياً أسعى لتجسيد هذا الفراغ لشخوص أعمالي في جانب غير قليل من لوحاتي، وهو كما بدا “خواء” أو “غياب”؛ ومن الداخل، والخارج؛ للتعبير عن هذا الخواء الفكري، والوجداني؛ وربما ضاعف هذا الغياب القيمي؛ وجود الناس في حشود كبيرة، وضخمة في الحقيقة بقدر اتساع اللوحة؛ ليبدو الأمر لهذه الحشود؛ أقرب في أحيان غير قليلة إلى أن تكون ذات فعاليات شكلية خالية من المضمون الفكري والوجداني، لافتقادها المضمون القيمي الحقيقي!
يا له من وقت.. للانتصار!!
أجاب عن سؤال حول تزامن افتتاح معرضه مع الذكرى ال”48″ للعبور العظيم:
- أنا أتفاءل ب”يوم العبور”، وتحقيق انتصار أكتوبر/ تشرين الأول، 1973؛ ودائماً أستعيد ذكرياته الرائعة بيني وبين نفسي وأستلهمه في أعمالي الفنية، وأيضاً أستلهمه حتى في حياتي الشخصية عندما أشعر برغبتي في الانتفاض للانطلاق، بروح التحدي مع نفسي وظروفي؛ من أجل تنفيذ عمل جديد يحمل الكثير من المعاناة، فياله من وقت للانتصار!
وحول ما تجسده أعماله من فكر يمثل “مدرسة جديدة” في “فن الجرافيك”، قال بتواضعه المشهود له به:
- صحيح ما أقدمه لفت أنظار النقاد والفنانين إلى ما فيه من أفكار مختلفة، وجديدة، ومبتكرة، سواء في الرؤية التشكيلية، أوالتنفيذ، ولكن لا وقت عندي للتباهي فكل وقتي للعمل، حتى لو كان فيما أقدمه مدرسة إبداعية جديدة، كما يقول بعض نقادنا الأجلاء؛ فكلنا كفنانين مفترض أننا نحرص على تقديم كل ما هو مبهر، وجديد، ومختلف؛ لإسعاد المجتمع والناس.
“الفنان المختبيء.. ظهر “فأبهر”!
واختتم الفنان المصري العالمي طه عشماوي حديثه؛ موضحاً السبب في إطلاق الصحافة عليه لقب “الفنان المختبيء”، بقوله:
- غيابى، ولفترات طويلة، داخل مرسمي؛ فى حضن “وكالة الغورى” كان سبب إطلاق الصحافة على شخصي لقب “الفنان المختبيء”؛ وفعلاً كنت أختفي لأكون في مأمن من السلبيات الاجتماعية التي طالت مجتمعنا، لانعدام القيم، وهذا “الاختباء” أثمر عن أفكار كثير من لوحات معرض ” غياب”؛ وإن كنت قد عرضت، وبجانب اللوحات؛ مزيجاً أيضاً من أعمالي النحتية، بالإضافة للتصوير والجرافيك؛ لإظهار الوحدة العضوية لمفرداتي التشكيلية.
